الغفران: في قلب الإنجيل
فبراير 25, 2020
توصيل المحبة الأبدية للآخرين
فبراير 27, 2020

التحرر من العبودية

“لأَنَّهُ لَمْ يُرْسِلِ اللهُ ابْنَهُ إِلَى الْعَالَمِ لِيَدِينَ الْعَالَمَ، بَلْ لِيَخْلُصَ بِهِ الْعَالَمُ.” (يوحنا 3: 17).

لا توجد خطية يعجز الله عن غفرانها. في بعض الأحيان نشعر أننا لا نستحق محبة الله، ونختبئ منه معتقدين أن خطايانا أكبر من أن تُغفر. نحاول الحصول على استحسان الله، ولكن سرعان ما تقصُر محاولاتنا للوصول إلى الكمال، ونختبيء منه في خزي، كما فعل آدم وحواء. لكن شكرًا لله، فإن محبته في الحقيقة أعظم جدًا من خطايانا حتى أنه أعد لنا الطريق ليُحررنا من خطايانا.

في أيام يسوع، كان اليهود الذين يسافرون بين يهوذا والجليل يختارون الرحلة التي تستغرق خمسة أيام حول السامرة فضلاً عن الرحلة التي تستغرق يومين ونصف عبر السامرة لأنهم كانوا يعتبرون أهل السامرة وثنيين نجسين. أما يسوع المُخلِّص الذي أُرسل لجميع الناس، فلم يكن لديه هذا التحيُّز، وبدلًا من تجنُّب النجاسة، خطط لأن يكون طريقه عبر السامرة، حيث كان له لقاء بالمرأة التي لم يُغيّر فقط حياتها بل المدينة بأكملها.

عندما وصل يسوع إلى السامرة، قرر التوقُّف لشرب الماء. وعند البئر، تقابل مع إمرأة سامرية لها تاريخ من الزنا والزيجات الفاشلة. لم تكن المرأة تُدرك أن مشكلتها ليست مع الرجال، أو الزواج، أو حتى مع الزنا، بل مع العطش الشديد الذي لا يمكن أن يُروى إلا بواسطة يسوع المسيح.

بالرغم من اختلاف صراعاتنا، يستطيع كلٍ منا أن يتعاطف مع المرأة السامرية. بدون يسوع، نحن مقيدون في معركة ميؤوس منها مع خطايانا، وكلما حاولنا جاهدين الخروج منها، كلما زاد تقييدنا بها. لكن يسوع يخاطب احتياجنا بطريقة مباشرة ويقول: “أنا فقط الذي أستطيع أن أجلب لك الحياة”. إنه يكشف خفايا قلوبنا ويحررنا من قبضتها.

لقد جاء يسوع إلى امرأة ساقِطة قد خاب رجاؤها، وأظهر لها أنه لا يعرفها فحسب بل يستطيع أيضًا أن يمنحها كل ما كانت تتوق إليه. كان احتياج المرأة السامرية الشديد هو لمحبة الله وتطهيره، وهذا هو الحال معنا. نفس الإله الذي تجسَّد ليُحرر المرأة عند البئر هو الإله الذي يجلس عند بئر حياتك مستعدًا لأن يملأك بالماء الحي. هل تحتاج إلى غفران، أو شفاء، أو تجديد؟ تعال إلى المسيح. يُمكنك أن تثق في أنه قادر أن يُخلِّصك وأن يشفيك وأن يُجددك.

صلاة: أشكرك يا رب من أجل خلاصك وشفائك وتجديدك. أرجو أن تغفر لي ذهابي في طرق بعيدة عنك في محاولات لإشباع اشتياقات قلبي. أصلي كي تملأني اليوم بمائك الحي. أصلي في اسم يسوع. آمين.