لأن الوقت مُقصَّر
مايو 6, 2023
كي لا يعثُر أحد
مايو 8, 2023

الحرية والضمير

“فَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَظُنُّ أَنَّهُ يَعْرِفُ شَيْئًا، فَإِنَّهُ لَمْ يَعْرِفْ شَيْئًا بَعْدُ كَمَا يَجِبُ أَنْ يَعْرِفَ” (1كورنثوس 8: 2)

اقرأ ١ كورنثوس ٨: ١- ٨

لا يتعلَّق هذا الإصحاح بقضية محظورة بشكلٍ واضحٍ في الكتاب المقدس، لكن بولس تناول قضية تُرك القرار فيها للمؤمنين كأفراد، عليهم أن يقرروها ما الذي سيفعلوه بشأنها. القضية هي أكل اللحم الذي تم تقديمه للأوثان

في مدينة كورنثوس في القرن الأول، كان الكثير من اللحم الذي يتم بيعه في الأسواق قد تم تقديمه مسبقًا إلى أوثان. لقد كانت مجرد لحوم جيدة. أدرك المؤمنون الناضجون هذا، وأكلوا اللحم بضمير طاهر. أما المؤمنون الأضعف في الكنيسة فلم يفكروا حتى في تناول اللحم الذي قُدِّم للأوثان، فقد كانت تُذكِّرهم بأسلوب حياتهم السابق، فلم تسمح لهم ضمائرهم بذلك. مجموعة تعمل في ظل الحرية التي لنا في المسيح، وأخرى لم تكن مستعدة لممارسة هذه الحرية. لم تخطئ أي من المجموعتين في تعاملها مع القضية

تختلف القضايا في ثقافتنا، لكن يجب تطبيق نفس المباديء. يجب ألا تفرقنا المناطق الرمادية في حياة الإيمان المسيحي. عندما يقود الله حياتنا، سنعيش لنخدم ونتضع بدلاً من أن نزرع الفتنة بين شعب الله. لذلك، أولئك الذين يمارسون حريتهم في المسيح (ليس للخطية، بل للعيش بلا قيود بقواعد صنعها الإنسان) يجب ألا يتباهوا بحريتهم أمام إخوتهم المؤمنين. في الوقت نفسه، يجب على المؤمنين الأضعف ألا يتخيلوا أبدًا أن هذه القضايا الثانوية هي مسائل تتعلق بالخلاص. لا ينبغي قياس درجة الحرارة الروحية لأي شخص من خلال قدرته على الحفاظ على القواعد التي صنعها الإنسان. لقد أعطانا الله حياة مليئة بالروح، وليس حياة مقيدة بقواعد

صلاة: ساعدني يا رب لكي أعيش بإتضاع أمام الآخرين. أفرح بالحرية التي لي فيك وأشكرك من أجل نعمتك ورحمتك. ساعدني لكي أتبع البر تجاه إخوتي وأخواتي في المسيح من خلال التواضع والمحبة. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين