الحياة بالإيمان لا بالعيان

غُرَبَاء
نوفمبر 27, 2022
في انتظار المدينة الأبدية
نوفمبر 29, 2022

الحياة بالإيمان لا بالعيان

“لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ” (عبرانيين 11: 10)

يخبرنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين أنه على الرغم من أن إبراهيم لم يمتلك الأرض التي وعده بها الله في حياته، إلَّا أنه فهم ما يعنيه حقًا وعد الله: “بِالإِيمَانِ تَغَرَّبَ فِي أَرْضِ الْمَوْعِدِ كَأَنَّهَا غَرِيبَةٌ، لأَنَّهُ كَانَ يَنْتَظِرُ الْمَدِينَةَ الَّتِي لَهَا الأَسَاسَاتُ، الَّتِي صَانِعُهَا وَبَارِئُهَا اللهُ” (عبرانيين 11: 9-10)

كان إبراهيم متحمسًا لمدينة الله، المدينة التي صممها وبناها الله ذاته. عرف إبراهيم، بنعمة الله، أنه لن يشعر أبدًا بالشِبع والاكتفاء بالمدينة الأرضية، حتى مدينة أورشليم الأرضية الممنوحة لنسله، لذا، وضع ثقته بالله وتطلع إلى المدينة الآتية – أورشليم الجديدة

هناك ثلاثة أشياء عن مدينة أورشليم الأرضية تعلمنا عن مدينة الله الحقيقية التي ستنزل يومًا ما من السماء.

أولاً، كانت أورشليم هي المدينة التي سكن فيها الله مع شعبه. عندما جعل داود أورشليم عاصمة مملكته، جاء إليها بتابوت العهد، وكانت رغبته الأساسية هي أن يكون في محضر الله في جميع الأوقات، وكان تابوت العهد هو المكان الذي كان الله حاضرًا فيه (اقرأ 2صموئيل 6)، وهكذا أصبحت أورشليم المدينة التي يسكن فيها الله مع شعبه، تمامًا مثلما سيحدث في أورشليم الجديدة، حيث سيسكن الله مع شعبه

ثانيًا، كانت أورشليم الأرضية مدينة مؤقتة ذات حياة مليئة بالوعود المشروطة. بعد أكثر من ألف عام من قيام داود بتأسيس المدينة، رفضت أورشليم الله وصلبت المسيح، ولم تعد المثال الأرضي لحياة الله وبركته، أما أورشليم الجديدة فهي مدينة دائمة بوعد غير مشروط بالحياة الأبدية في محضر الله وبركات كثيرة لا تنتهي

ثالثًا، قد يأتي شعب الله إلى أورشليم الأرضية للعبادة وقد لا يأتي، ولكن في أورشليم الجديدة، سيُسبِّح المؤمنون الله نهارًا وليلًا. في أورشليم الأرضية، ذهب قلب شعب الله وراء ملذات العالم، لكن في أورشليم الجديدة، سيتلذذ المؤمنون بالرب طوال الوقت

في يومٍ من الأيام، سيجتمع معًا كل من يعرف يسوع لرؤية مدينة الله بأعينهم، وحتى ذلك الحين، لعلنا نكون جميعًا مثل إبراهيم ونحيا بالإيمان لا بالعيان

صلاة: يا رب، ليكُن لي إيمان مثل إبراهيم حتى أثق بك وبوعودك وأعيش حياتي في نور ملكوتك الآتي. أشكرك لأنك دعوتني من الظلمة إلى نور محضرك. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين