ليكن لك إيمان
يوليو 29, 2022
تحرَّر من الخوف
يوليو 31, 2022

الخوف والقلق

‘‘وَمَنْ مِنْكُمْ إِذَا ٱهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟’’ (متى 6: 27)

 

يأتي الخوف بأشكال متعدِّدة، ويشمل الذعر والرهبة والقلق، وهو في جوهره عدم ثقة بالله. أمَّا القلق فهو انشغال بأمور غير مهمَّة وتحليل خاطئ بأنَّنا إذا وجدنا حلًّا لهذه الأمور، تصبح حياتنا رائعة. وقد تجدون أنفسكم واقعين في هذا الفخ، عندما تقولون كلامًا مثل، ‘‘لو كنت أملك هذا الكمّ من الدولارات، لتمتَّعتُ بالسلام’’.

من الناحية الروحيَّة، يمكن أن يبعدكم الخوف عن الله، ويدفعكم القلق إلى القيام بأمر من اثنين: إمَّا أن تهدروا وقتكم وطاقتكم محاولين تحقيق ما تشعرون بأنَّكم تفتقرون إليه، أو أن تشكُّوا في محبَّة الله لكم.

ومن المفارقة أنَّ الخوف يجلب إلى حياتنا أحيانًا أكثر ما نخشاه. فعندما نخاف من الرفض، نتجنَّب المخاطرة عبر التواصل مع الآخرين، فنقع في عزلة تجعلنا نبدو متكبِّرين، فيبدأ الناس بتجنُّبنا. وهكذا، يولِّد لدينا الخوف الشعور بالرفض الذي كنا نخشاه في البداية.

عندما نسمح لمخاوفنا وهمومنا بالسيطرة على مشاعرنا وتصرُّفاتنا، يبدو السلام بعيد المنال، ونبقى على هذه الحال ما دمنا نسعى إلى السلام بقوَّتنا الخاصَّة. وجاء في المزمور 29: 11، ‘‘ٱلرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. ٱلرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِٱلسَّلَامِ’’.

أين تبحثون عن السلام؟ في الاجتهاد لبناء علاقات مثاليَّة خالية من النزاع؟ في الإدراك أنَّكم تملكون أموالًا تفوق احتياجكم؟ في الشعور بتقبُّل الآخرين لكم؟ لا يأتي السلام إلَّا من برّ الله العامل فينا، فهو وحده ثابت لا يتغيَّر، وهو لن يتوانى أبدًا عن تحقيق وعوده. إذًا، لن يتمتَّع أحد بالسلام بدون الامتلاء اليومي بروح الله الذي يمنحنا عيونًا لنرى هذا الحق ونؤمن به.

صلاة: يا رب، سامحني لأني خفت من ظروف الحياة نتيجة عدم ثقتي بك. أصلِّي أن يملأني روحك بالسلام اليوم، وألَّا أسمح للخوف والقلق بالسيطرة على حياتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين.