روحانية زائفة
يناير 7, 2021
سفر العدد
يناير 8, 2021

الروحانية الحقيقية

إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَةٌ: الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا” (2كورنثوس 5: 17).

أولئك الذين يدّعون أنهم “روحانيون” يُعرِّفون روحانيتهم بأنها بُعد من أبعاد التجربة الإنسانية يتجاوز البعد المادي – سواء كان ذلك سحر أو وثنية أو صوفية أو أي دين من صُنع الإنسان، وهدفهم أن يصبح الناس مستنيرين وأقوياء، ولذلك فهم يسعون إلى إجلال الذات وتحقيق التوازن بين الروح والجسد والعقل، لكن للأسف، هذه الأهداف مُضلّلة ومراوِغة، إذ تجعل من يسعى لتحقيقها يقضي كل حياته في طلب المزيد دائمًا.

تُقدِّم المسيحية شيئًا أعظم بكثير من مجرد تحسين الصحة العاطفية؛ فهي تُحدث تغييرًا تامًا في العواطف، وذلك لأن الله وحده هو الذي يستطيع أن يشفي عواطفنا ويجعلنا كاملين، لكننا لن نجد الكمال أبدًا إلا عندما نجعل المسيح محور حياتنا. يقول الرسول بولس “مَعَ الْمَسِيحِ صُلِبْتُ، فَأَحْيَا لاَ أَنَا، بَلِ الْمَسِيحُ يَحْيَا فِيَّ. فَمَا أَحْيَاهُ الآنَ فِي الْجَسَدِ، فَإِنَّمَا أَحْيَاهُ فِي الإِيمَانِ، إِيمَانِ ابْنِ اللهِ، الَّذِي أَحَبَّنِي وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِي” (غلاطية 2: 20).

قد تبدو هذه الإلهاءات الروحية التي صممها الإنسان مفيدة ظاهريًا، لكنها في الواقع تقودنا بعيدًا عن الشخص الوحيد الذي يريد حقًا أن يرانا مشفيين وكاملين، فيسوع يتوق إلى منحنا قوة القيامة التي يمكننا من خلالها أن نتغيَّر تغييرًا حقيقيًا.

نحن نصبح خليقة جديدة بالمسيح، وننال الروح القدس، ونصبح أناسًا روحيين حقيقيين، “وَنَحْنُ جَمِيعًا نَاظِرِينَ مَجْدَ الرَّبِّ بِوَجْهٍ مَكْشُوفٍ، كَمَا في مِرْآةٍ، نَتَغَيَّرُ إِلَى تِلْكَ الصُّورَةِ عَيْنِهَا، مِنْ مَجْدٍ إِلَى مَجْدٍ، كَمَا مِنَ الرَّبِّ الرُّوحِ” (2كورنثوس 3: 18).

العالم بحاجة ماسة إلى سماع رسالة الروحانية الحقيقية، فهم يسعون إلى ملء ذلك الفراغ الروحي لكن، بدون المسيح، سيظلوا فارغين إلى الأبد.

صلاة: ساعدني يارب لكي أشارك رسالة الروحانية الحقيقية مع كل الذين يسعون من حولي إلى ملء فراغ حياتهم بأمور “روحيَّة”. أُصَلِّي في اسم يسوع. آمين.