اغلِب خوفك
مارس 1, 2024
في كل الظروف
مارس 3, 2024

السلام الإلهي

“ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ” (إشعياء 26: 3).

في عام 1970، كنت أعمل كموظف في شركة الهاتف في سيدني، أستراليا. لقد مكثت في هذا البلد بضعة أشهر فقط، وعندما وصلت لم يكن في جيبي سوى مائة دولار فقط كنتُ قد اقترضتها. كان رئيسي في العمل في شركة الهاتف يعرف بفقري، وفي أحد الأيام، جاء إليَّ قائلًا: “مايكل، هل لي أن أطرح عليك سؤالًا شخصيًا؟ أَخبِرْني لماذا تبدو مسالمًا وراضيًا هكذا وأنت لا تملك أي شيء تقريبًا! أنت تشُق طريقك بصعوبة، ورغم ذلك، فأنت لا تشكو أبدًا، ولا تبدو قَلِقًا أبدًا، وتبدو في سلام”.

قلت له: “أنا في سلام لأني أعلم أن الله يتحكَّم في كل ظروفي. عندما قَبِلتُ يسوع ربًا وسيِّدًا على حياتي، سلَّمتُه كل شيء – خططي وأهدافي، وأموالي، وظروفي، وحتى همومي وقلقي. سلَّمتُ كل شيء لله، وفي المُقابل أعطاني سلامه”.

فكَّر مديري للحظة ثم قال شيئًا أحزنني ولا يزال يُحزنني حتى يومنا هذا: “لم أستطع فعل ذلك يا مايكل، لا أستطيع أن أُسلِّم إرادتي لأي شخص”. لقد أجريت عددًا من المحادثات مع هذا الرجل أثناء عملي في شركة الهاتف، واكتشفت أنه كان يعرف الإنجيل وكان يذهب أحيانًا إلى الكنيسة، لكنه لم يسلم حياته أبدًا للرب؛ فهو لم يكن راغبًا في أن يكون الله مسئولًا عن حياته.

لقد رأى بعينيه كيف أن الاستسلام للمسيح قد جلب لحياتي السلام الذي يفوق كل عقل- سلام لا يستطيع هو نفسه أن يفهمه، وعلى الرغم من رغبته في الحصول على هذا السلام، إلا أنه رفض أن يناله بتسليم نفسه لله.

يسوع وحده هو الذي يستطيع أن يمنحك هذا السلام، وهو سلام مجانِّي لن يمكنك أن تشتريه بثمن، ولكن للحصول على هذه الهبة المجانية، عليك أن تستسلم ليسوع وتدعه يتولَّى زمام حياتك، وأن تُسلِّم كل أسلحتك.

صلاة: أبي السماوي، أعلم أن السبيل الوحيد للسلام الإلهي هو الاستسلام لك، أنت إله السلام. ساعدني لكي لا أقاوم دعوتك لتسليم كل شيء لك. أشكرك يا رب على هبة سلامك المجَّانية. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.