تغيروا
نوفمبر 30, 2023
ذبيحة حية
ديسمبر 2, 2023

الصلاح والذبيحة

“فَالْبَسُوا كَمُخْتَارِي اللهِ الْقِدِّيسِينَ الْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ”. (كولوسي 3: 12)

في أوائل القرن التاسع عشر وجد الملك فريدريك وليام الثالث، ملك بروسيا، نفسه في موقف صعب. لقد تورطت بلده في حرب كلفته الكثير. في الوقت نفسه، كان يسعى لتحويل بلده إلى أمة عظيمة، لكن البلاد كانت عاجزة مالياً

كانت فكرة الاستسلام للعدو غير واردة، لذلك وضع الملك خطة لتجديد الثروة المالية للبلاد. خاطب نساء بروسيا وسألهم عما إذا كانوا على استعداد للتبرع بحليهم من الذهب والفضة. وأوضح أنه مقابل كل قطعة تُقدم من الحُلي سيمنحهم حلية من البرونز أو الحديد تعبيراً عن إمتنانه لهن. وسيكون هناك نقش مطبوع على هذه الحلي يقول: “لقد أعطيت الذهب والفضة مقابل الحديد، ١٨١٣”

لدهشة الملك، كانت الإستجابة غامرة. كانت النساء تقدر شعارات الامتنان أكثر من حُليهن السابقة. وسبب ذلك أن تلك الشعارات كانت دليل على التضحية الحقيقية. حتى أصبح من غير المألوف للنساء أن يرتدين الحُلي الذهبية

أصبح الكرم والتضحية من أجل البلد والملك دليل على المواطنة الحقيقية في بروسيا. وأصبح الصلاح والتضحية شارة الشرف لجميع الشعب

في رسالة بولس إلى أهل غلاطية ٥: ٢٢، يذكر الرسول بولس ثمر الروح -تلك السمات التي تجعلنا نُشبه المسيح بصورة أكثر. الصلاح هو أحد السمات المُدرجة في قائمة ثمر الروح – الصلاح دون التفكير في التضحية الشخصية. لقد أظهر الله صلاحه الأبدي لكل واحدٍ منا على الصليب. وهذا هو ذات الصلاح الذي يجب أن نُظهره بعضنا لبعض. “لاَ شَيْئًا بِتَحَزُّبٍ أَوْ بِعُجْبٍ، بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ. لاَ تَنْظُرُوا كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لِنَفْسِهِ، بَلْ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَا هُوَ لآخَرِينَ أَيْضًا.” (فيلبي 2: 3-4)

صلاة: يارب، جدد ذهني بفهم جديد لثمر روحك. انسج ثمارك في قلبي حتي تعكسها حياتي فأكرمك. أصلي في إسم يسوع. آمين