العالم غارق في الخطيَّة

لماذا نزل يسوع من السماء؟
فبراير 2, 2023
بهجة الرجاء
فبراير 4, 2023

العالم غارق في الخطيَّة

إِذِ ٱلْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ ٱللهِ، مُتَبَرِّرِينَ مَجَّانًا بِنِعْمَتِهِ بِٱلْفِدَاءِ ٱلَّذِي بِيَسُوعَ ٱلْمَسِيح (رومية 3: 23- 24)

في الميلاد، نحتفل بحدث مذهل يكاد أن يحيِّر عقولنا، وهو أقوى وأجمل وأروع حدث في تاريخ البشرية كلِّها: لحظة دخول خالق الكون إلى أحشاء إحدى خلائقه لكي يولد منها ويصبح من جنسها

لكن لماذا كان هذا العمل ضروريًّا؟ لماذا نزل يسوع من السماء؟

اقرأ رومية 3: 23. أوضح الله من خلال الرسول بولس أنَّ كلَّ واحدٍ منَّا وُلد مصابًا بمرض عضال رهيب، وهو الخطيَّة. وتعني الخطيَّة، في جوهرها، السلوك في طرقنا بدلًا من طرق الله، وفي التضليل بدلًا من قول الحقّ، وعدم الغفران للآخر لأنَّك لا تريد إطلاقه حرًّا، والعيش مكبَّلًا بالقلق والهموم فيما يقول الله إنَّه ممسك بزمام الأمور في حياتك. إنَّها التفوُّه بكلمات نابية وأنت في حالة غضب لأنَّ شيئًا ما في داخلك يريد أن يجرح مشاعر الشخص الذي تتجادل معه

وُلد كلُّ واحد منا بالخطيَّة، وهي متأصِّلة في جيناتنا، وقد ورثنا هذا المرض عن أبوينا الأوَّلين آدم وحواء، وهو غير قابل للشفاء. لا يفيدنا أن نصلح الخطأ أو أن نحتويه أو نتجاهله أو نتجنَّبه، فنحن ولدنا مصابين بمرض الخطيَّة ولا يسعنا فعل شيء حياله

لكنَّنا نشكر الله لأنَّه بمحبَّته العظيمة لم يتركنا مقيَّدين بخطيَّتنا. فهو يعلم أنَّ مرضنا الخطير يتطلَّب دواءً فعالًا، وأن الوحيد القادر على علاج مرض الخطيَّة هو مَن لم يرتكب خطيَّة أبدًا، فأرسل إلينا ابنه الذي لم يعرف خطيَّة، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث، ليتَّخذ صورة إنسان، ويكون الله في الجسد

عاش يسوع حياة بلا خطيَّة، لكنَّه صار خطيَّة من أجلنا على الصليب، ‘‘لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيه (2 كورنثوس 5: 21). حمل يسوع البار خطيَّتنا في جسده الذي بلا خطيَّة، وأخذ عنَّا عقوبة الموت التي نستحقُّها، ودفع ثمن خطايانا
هل تعلم أن ثمن خطاياك قد دُفع؟ هل تعلم أنَّ ما كنت عاجزًا عن فعله، تمَّمه يسوع من أجلك. يسوع هو الدواء لمرضك، وهو بذل حياته ليشفيك شفاءً تامًا

خصِّص بعض الوقت اليوم لتسبيح الله لأجل عطيَّة ابنه. أيًّا يكن ما تفعله الآن، ثبِّت نظرك عليه بينما تتأمَّل بذبيحته لأجلك ومحبَّته لك

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأجل هبة الخلاص العظيمة التي منحتني إياها من خلال ابنك. ساعدني ألَّا أنسى أبدًا المعنى الحقيقي لهذا الاحتفال وحاجتي الماسة إلى مخلِّص. أعطيك كلَّ المجد. أصلِّي باسم يسوع. آمين