العطاء الذي يُسِّر قلب الله

تكريس صامت
يناير 8, 2023
عطاء من القلب
يناير 10, 2023

العطاء الذي يُسِّر قلب الله

فأطلُبُ إلَيكُمْ أيُّها الإخوَةُ برأفَةِ اللهِ أنْ تُقَدِّموا أجسادَكُمْ ذَبيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرضيَّةً عِندَ اللهِ، عِبادَتَكُمُ العَقليَّةَ. -رومية 12: 1

كثيراً ما نُسيء تعريف السخاء في العطاء ونظن أنه منح تقدمات مالية كريمة وعطايا سخية دون أي تنازلات في مستوى معيشتنا. مثل هذا التعريف يشل كثيرين ويجعلهم يقدمون الأعذار عن تأخرهم في العطاء حتى تتسنى لهم الفرصة ليعطوا مبلغاً كبيراً أو تتحسن ظروفهم. والحقيقة هي أن السخاء في العطاء لا يتوقف عند حد بذل المال ولكنه يبدأ أولاً بإتجاه القلب

تُلقي الأعداد الموجودة في لوقا 21: 1-4 الضوء على روعة تقدمة الأرملة والتي تشير إلى المعنى الحقيقي للسخاء في العطاء لأنها لم تعطي مما تبقى لديها ولكنها قدمت ما كانت في حاجة إليه لمعيشتها. قدمت فلسين وبرغم من فقرها، إلا أن أعطت بسخاء

كثيرون اليوم يتبرعون بأموال كثيرة ولكنهم لا يعيشون حياة سخاء، فهم غير أسخياء في الوقت والموارد وتقديم الشكر. أما الشخص الكريم فيعيش مشغول دائماً بمباركة الآخرين وبالطريقة التي يمكن أن يستخدمه الرب من خلالها

لم تعطِ الأرملة جزء، بل أعطت كل ما لديها، لقد قدمت ذاتها وبالرغم من أن تقدمتها كانت أصغر من الجميع، إلا أن عطاءها فاق الكل في ذلك اليوم. من خلال قصتها، نرى التعريف الحقيقي للعطاء المُقدم من كل القلب وليس فقط المبني على الكم أو النوع

إليك بعض الخصائص التي تُميز العطاء المُقدم من القلب

أولاً: العطاء المُقدم من القلب يُسر الرب. لا يهتم جابي الضرائب إن كنت مسروراً أو متضرراً وأنت تدفع الضرائب، وذلك لأن همه هو تحصيل المبلغ المطلوب. بعكس جابي الضرائب، يهتم الله بحال قلوبنا أكثر من المبلغ الذي نقدمه (انظر 2كورنثوس 9: 7)

ثانياً: العطاء الحقيقي مُكلف. عندما نعطي، علينا أن نتحدى أنفسنا بطرح السؤال التالي “ماذا كلفني هذا العطاء؟” فالله لن ينخدع بكلماتنا المنمقة إن لم نكن على استعداد للتضحية لأجله لأنه يبحث عن قلوب مُكرسه بالكامل لشخصه

العطاء المُسر لقلب الله مُكلف لأنه يعبر عن مدى خضوعنا وتسليمنا بالكامل له وثقتنا في شخصه

صلاة: أبي السماوي، ساعدني حتى أعطي من قلبي ومن احتياجي. ساعدني حتى أقدم الكل لك دون الإحتفاظ بالبعض. في اسم يسوع أصلي. آمين