العيش في انتظار عودة المسيح

كن أمينًا في القليل!
أغسطس 21, 2021
خطيَّة استغلال لطف الله
أغسطس 26, 2021

العيش في انتظار عودة المسيح

‘‘هَكَذَا ٱلْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلَا خَطِيَّةٍ لِلْخَلَاصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ’’ (عبرانيين 9: 28)

ربَّما لم يحدث أبدًا على مرّ التاريخ أن لقيت علامات نهاية الأزمنة اهتمامًا كبيرًا وواسعًا كما هي الحال اليوم. فالمؤتمرات الروحيَّة التي تتناول موضوع الأزمنة الأخيرة تستقطب الجماهير، فيحتشدون بعشرات الآلاف لحضورها، فيما لا تجذب اجتماعات الصلاة سوى قلَّة قليلة من الحضور. ومن الملاحظ أيضًا أنَّ الكتب التي تتحدَّث عن نهاية الأزمنة تحقِّق نسبة مبيعات عالية وتتطاير بسرعة عن رفوف المكتبات، فيما لا تجاهر سوى قلَّة قليلة من المؤمنين بإيمانها بالمسيح علنًا.

لطالما لقي موضوع عودة الرب يسوع اهتمامًا عبر التاريخ، لكن هذا الاهتمام لم يُتَرجم دائمًا عمليًّا في حياة المؤمنين. ماذا لو كانت عودة المسيح الدافع الذي يحثُّنا على العمل في كلِّ ناحية من نواحي حياتنا؟

اقرأ الأصحاح الأوَّل من رسالة تسالونيكي الأولى. استهلّ الرسول بولس رسالته الأولى إلى المؤمنين في تسالونيكي بمدحهم على ثلاثة أمور، وهي: عمل إيمانهم، وتعب محبَّتهم، وصبر رجائهم. هذه صورة رائعة تبيِّن أهميَّة جعل انتظار عودة المسيح الأساس الذي نبني عليه مواقفنا وخدماتنا. يحثُّنا كلام بولس على سؤال أنفسنا: ‘‘هل لديّ إيمان عامل؟ هل أتعب تعب المحبَّة؟ هل أصبر في الرجاء؟’’

لاحِظ أنّ هذه الخصائص ظاهريَّة وغير داخليَّة، وهي فاعلة وغير خاملة، ومنظورة وغير مخفيَّة. فالإيمان فاعل تجاه الله، والمحبَّة فاعلة تجاه الآخرين، والرجاء فاعل تجاه توقنا إلى عودة المسيح في المستقبل.

لذا، يجب على كلّ مَن يسمِّي نفسه مؤمنًا بالمسيح أن يتمتَّع بإيمان حيّ بالرب يسوع، وبمحبَّة تجاه الله وجاره، وبرجاء بعودته. هذه الخصائص الثلاث هي الدليل المنظور على عيشنا هذه الحياة كلَّ يوم، وليس يوم الأحد فحسب.

صلاة: يا رب، أصلِّي أن يملأ الإيمان والرجاء والمحبَّة كلّ ناحية من نواحي حياتي بينما أنتظر عودتك. أصلي أن يكون مجيئك الثاني الدافع الذي يحثّني على العمل في المجالات كافَّة. أصلي باسم يسوع. آمين.