التحول من الظُلمة إلى النور
نوفمبر 21, 2022
في قبضة بابل
نوفمبر 23, 2022

العيش في مدينة الإنسان

“أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ” (1يوحنا 4: 4)

بغض النظر عن كل التقدُّم الذي يمكننا أن نحققه كمجتمع، فنحن من الناحية الروحية لسنا أفضل حالًا من أولئك الذين عاشوا قبلنا، وكما قال الملك سليمان ذات مرة، فإنه “لَيْسَ تَحْتَ الشَّمْسِ جَدِيدٌ” (جامعة 1: 9). بعيدًا عن المسيح، سيختار البشر حتمًا التمرُّد على طرق الله، ونتيجةً لذلك، ستبدأ الثقافات التي كانت مزدهرة في التدهور. السؤال الذي يجب أن نجيب عليه كمؤمنين بيسوع المسيح هو:  كيف سنعيش في مثل هذه الأوقات؟

كيف سنعيش الآن كحضارة غربية بُنيت ذات يوم على الإصلاح البروتستانتي، ولكنها مستمرة في الابتعاد عن الله؟ كيف سنعيش الآن بعدما أصبحت ثقافتنا، التي اعتنقت المبادئ المسيحية ذات يوم، تستهزئ علنًا بطرق الله وتسخر منها؟ كيف سنعيش الآن وحتى الكنيسة قد انضمت إلى الجماعة المناهضة للكتاب المقدس؟

اقرأ عبرانيين 11. كمؤمنين، نحن نعيش في مدينة الإنسان، لكننا سُيَّاح في هذا العالم. نحن نعلم أن وطننا الحقيقي هو مدينة الله، لكن يجب أن نتعلم كيف نعيش هنا والآن في مدينة الإنسان كسفراء للمسيح في عالم يحتضر. ولأننا ننتمي إلى يسوع وبداخلنا الروح القدس، يمكننا أن نجد القوة والحكمة ليس فقط للبقاء على قيد الحياة، بل للنجاح والازدهار في مدينة الإنسان

في البداية، كانت هناك جنة عدن، بستان جميل، وفي النهاية، ستكون هناك جنة أكثر جمالاً تسمى أورشليم الجديدة. نحن نعيش في الوقت الحالي في مدينة الإنسان بين هاتين الجنَّتين، بداية ونهاية التاريخ. بما أننا نعيش هنا، يجب أن نضع أعيننا على جنَّة أخرى – بستان جثسيماني، حيث صلَّى يسوع قائلًا “هذِهِ هِيَ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ: أَنْ يَعْرِفُوكَ أَنْتَ الإِلهَ الْحَقِيقِيَّ وَحْدَكَ وَيَسُوعَ الْمَسِيحَ الَّذِي أَرْسَلْتَهُ… أَمَّا الآنَ فَإِنِّي آتِي إِلَيْكَ. وَأَتَكَلَّمُ بِهذَا فِي الْعَالَمِ لِيَكُونَ لَهُمْ فَرَحِي كَامِلًا فِيهِمْ” (يوحنا 17: 3، 13)

إن انتصار المسيح فقط هو الذي سيُمكّننا من العيش منتصرين وسط ظلام مدينة الإنسان، وبفضل الصليب، يمكننا أن نسير مرفوعي الرأس بغض النظر عن كل ما كآبة وظلمة في المدينة الحالية، ففي النهاية، نحن ننتمي إلى يسوع، ويومًا ما سنملُك معه في مدينة الله

صلاة: أشكرك يا رب ليس فقط من أجل الوعد بالسماء، مدينة الله، ولكن أشكرك على الفرح والحرية الكاملين اللذين يمكنني الحصول عليهما الآن في مدينة الإنسان. ساعدني لكي أعيش حياة مقدسة وأعطي المجد لاسمك. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين