التقدُّم إلى عرش النعمة
يناير 9, 2022
طوبى للحزانى
يناير 11, 2022

الفقراء بالروح

‘‘طُوبَى لِلْفقراء بِٱلرُّوحِ، لِأَنَّ لَهُمْ مَلَكُوتَ ٱلسَّمَاوَات’’ (متَّى 5: 3)

لا يجتمع الفقر والسعادة عادةً، فلا أحد يقول: ‘‘لو كنتُ بلا مأوى، لَعِشتُ سعيدًا!’’ لكنَّ يسوع قال إنَّ الفقر والسعادة متلازمان، أمَّا الفقر الذي يتحدَّث عنه يسوع في التطويبة الأولى فهو الفقر بالروح، وهو يعني أن ندرك الفراغ الذي نعيش فيه بعيدًا عن الله وأن نميِّز طبيعتنا البشريَّة الآثمة. ونحن نصبح فقراء بالروح عندما يوقظ الروح القدس أرواحنا لنرى أنَّ موت يسوع على الصليب وحده يكفِّر عن خطايانا ويضمن لنا الخلاص الأبدي.

ولا يمكننا اختبار الخلاص والدخول في علاقة شخصيَّة بيسوع ما لم نكن فقراء بالروح. وقبل الاقتراب إلى مخلِّصنا والالتصاق به، يجب أن ندرك حاجتنا إلى الخلاص، لكن الفقر بالروح ليس مجرَّد شرط لاختبار الخلاص، وبالرغم من كونه الخطوة الأولى في البناء الذي يشيِّده الله من خلال التطويبات، هو يشكِّل أيضًا حجر الأساس الذي ترتكز عليه المبادئ الأخرى.

إنَّ الانكسار الذي نختبره عندما نقبل خلاص المسيح يلازمنا على الدوام، وعندما ننضج في الإيمان، نكتشف أعماق جديدة لفقرنا الروحي، وأسبابًا جديدة تدفعنا إلى التشبُّث بيسوع، وإلى شكره على نعمته ورحمته. وعندما نعيش حياتنا عالمين أنَّه رجاءنا الوحيد ومصدر كلَّ بركة في حياتنا، تمتلئ قلوبنا فرحًا وسعادة.

صلاة: يا رب، أنا أعلم أنَّني لستُ شيئًا بدونك. أشكرك لأنَّك برَّرتني وغسلتني من خطاياي فصرتُ أبيض كالثلج. ساعدني على النضوج روحيًّا عندما أتأمَّل في فقري الروحي بعيدًا عن نعمتك وروحك القدُّوس الذي يجدِّدني يومًا بعد يوم. أصلِّي باسم يسوع. آمين.