الإيمان والرجاء والمحبة
أبريل 23, 2020
حياة في الموت: قوة المسيح
أبريل 25, 2020

المحبة العاملة

“يَا أَوْلاَدِي، لاَ نُحِبَّ بِالْكَلاَمِ وَلاَ بِاللِّسَانِ، بَلْ بِالْعَمَلِ وَالْحَقِّ” (1يوحنا 3: 18).

المحبة الصادقة تكره الشر والتمرد ضد الله، وتُظهِر تقديرًا حقيقيًا وكرامة للآخرين. إنها تفرض علينا أن نعطي الآخرين الذين في احتياج، حتى وإن كان ذلك يعني التضحية من جانبنا. المحبة الصادقة ليست انتقائية، بل تمتد إلى الجميع، حتى غير المُحبَبين لنا، وينتُج عنها شعور بالتعاطف والحُنُو على الآخرين.

كيف تبدو المحبة الصادقة من الناحية العملية؟ المحبة العاملة تعني مساعدة جار مُسِن، مُجالسة أطفال لأم هجرها زوجها، أو إعداد وجبة طعام لعائلة فقدت أحد أفرادها، حتى وإن كنا نفضِّل القيام بشيء آخر في ذلك الوقت. إنها تعني قضاء بعض الوقت في مشاركة الإنجيل مع شخص غير مؤمن، أو الصلاة مع صديق يشعر بالقلق، أو تشجيع أحد الجيران المحبطين.

في كثير من الأحيان، تكون مساعدة الآخرين غير مريحة، ويكون التوقيت خاطئ بالنسبة لجداولنا المزدحمة. سيبدو الجهد كبير جدًا بالنسبة إلى أجسامنا المتعبة، وستكون التكلفة أكثر مما نستطيع تحمُّلها.

لكن المحبة الحقيقية لا بد وأن تتضمن تضحية، وأفضل مثال لهذه المحبة هو مُخلِّصنا. قال يسوع، “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 12-13).

قد يبدو من المستحيل المداومة على هذا النوع من المحبة الغيرية التي تُفضِّل الآخرين على الذات، خاصة إن كانت بقوتنا البشرية. لن نتمكن أبدًا من رد “دَيْن محبة بعضنا بعضًا المُستمر” (رومية 13: 8)، لكن الله يعطينا الموارد التي نحتاجها لتسديد ديوننا.

صلاة: ساعدني يارب على اتباع مثالك للمحبة الباذِلة. ساعدني لكي أُظهر محبتي للآخرين بطرق ملموسة. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.