الإيمان والرجاء والمحبَّة الحقيقيَّة العاملة
مارس 28, 2022
المحبة ‘‘أغابي’’
المحبة ‘‘أغابي’’
مارس 30, 2022

المحبَّة العاملة

المحبَّة العاملة

‘‘يَا أَوْلَادِي، لَا نُحِبَّ بِٱلْكَلَامِ وَلَا بِٱللِّسَانِ، بَلْ بِٱلْعَمَلِ وَٱلْحَقِّ!’’ (1 يوحنا 3: 18)

تمقت المحبَّة الصادقة الشر والتمرُّد على الله، وتُظهر تقديرًا حقيقيًّا وإكرامًا للآخرين. وهي تحثُّنا على العطاء للمحتاجين، حتَّى لو اضطررنا إلى بذل ذاتنا. وليست المحبَّة الصادقة انتقائيَّة لكنَّها تمتدّ إلى الأشخاص الذين نجدهم غير محبوبين، وتولِّد رأفة تتعاطف مع الآخرين وتحتفل معهم.

كيف تبدو المحبَّة الصادقة عمليًّا؟ تعني المحبَّة العاملة جمع أوراق الشجر اليابسة لجارنا المسن، أو رعاية طفل أمٍّ وحيدة، أو تحضير الطعام لأسرة مفجوعة، حتَّى عندما نفضِّل القيام بعمل آخر. وهي تعني أيضًا تخصيص وقت لمشاركة الإنجيل مع غير المؤمنين، أو الصلاة مع صديق مهموم، أو تشجيع جار محبط.

ونجد أحيانًا كثيرة أنَّ مساعدة الآخرين لا تلائمنا وأنَّها تتعارض مع جدول أعمالنا المليء بالانشغالات، فيبدو المجهود كبيرًا جدًّا بما يفوق قدرة أجسادنا المتعبة على التحمُّل، ونجد الكلفة باهظة جدًّا.

لكنَّ المحبَّة الحقيقية تتطلَّب بذلًا للذات، وأعظم مثال على بذل الذات هو مخلِّصنا يسوع الذي قال: ‘‘هَذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لِأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هَذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لِأَجْلِ أَحِبَّائِهِ’’ (يوحنا 15: 12-13).

قد يبدو الحفاظ على هذا النوع من المحبَّة غير الأنانيَّة والموجَّهة نحو الآخرين مستحيلًا بقوَّتنا البشرية، فنحن لا نستطيع أبدًا أن ندفع ‘‘دين محبة بعضنا البعض’’ (رومية 13: 8)، لكن الله يمنحنا الموارد اللازمة لتسديد ديوننا.

صلاة: يا رب، ساعدني على الاقتداء بمثالك في المحبة عبر بذل الذات. ساعدني على إظهار محبتي للآخرين بطرق ملموسة. أصلي باسم يسوع. آمين.