رئيس السلام
يناير 28, 2023
حرية من العبوديَّة
يناير 30, 2023

المحبَّة المنتصرة

لِأَنَّهُ لَيْسَ كَمَا يَنْظُرُ ٱلْإِنْسَانُ. لِأَنَّ ٱلْإِنْسَانَ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْعَيْنَيْنِ، وَأَمَّا ٱلرَّبُّ فَإِنَّهُ يَنْظُرُ إِلَى ٱلْقَلْب (1 صموئيل 16: 7)

وردت إحدى أجمل القصص الدراميَّة التي تخبر عن انتصار محبَّة يسوع على الظلم ويأس الإنسان في إنجيل يوحنا 4: 4-26، وغالبًا ما يُشار إليها على أنَّها قصَّة المرأة السامرية عند البئر

إذا أردتَ فهم عظمة لفتة المسيح عندما أبدى لطفه للمرأة السامريَّة، يجب أن تفهم أوَّلًا مدى الحقد والمحاباة بين اليهود والسامريين

فلقد كان اليهود المتعصِّبون يشمئزون من طريقة خلط السامريين بين المعتقدات اليهوديَّة وعبادة الوثن، وعندما انطلق يسوع في طريقه من أورشليم إلى الجليل، قال منتقدوه إنَّه لم يكن يجدر به سلوك الطريق الذي يستغرق يومين ونصف، فهم كانوا بمعظمهم يفضِّلون السير لخمسة أيَّام تحت أشعة الشمس الحارقة في الصحراء لتجنُّب أي اتصال مع السامريين

لكنَّ يسوع خالف توقعاتهم وانتقل مباشرةً إلى قلب السامرة. وعند وصوله، توقف عند بئر ليرتاح، وهذه علامة واضحة على عدم تجنَّبه التواصل مع السامريين، لكنَّه وبالرغم من تعبه من السفر، جلس منتظرًا

.
وكانت المرأة التي جاءت إلى البئر مكروهة ومحتقرة لأسباب عدَّة، ومنها ولادتها كسامريَّة، وجنسها الذي كان يُعتبر أقلّ شأنًا في تلك الأيَّام، وفجورها، لكنَّ المسيح ابن الله اختارها هي تحديدًا وجلس ينتظرها بترقًّب

يستحيل أن نفهم كم كان صادمًا قول يسوع لتلك المرأة المنحلَّة أخلاقيًّا، ‘‘أعطيني لأشرب’’، فهو لم يتحدَّ التقاليد فحسب بتكلُّمه مباشرة مع تلك المرأة، بل هي كانت أيضًا سامريَّة محتقرة ومنحلَّة أخلاقيًّا

ربَّما لديك جيران أو زملاء في العمل غير مخلَّصين ومختلفين عنك من حيث القيم أو الخلفيَّات الثقافيَّة. يحتاج هؤلاء إلى سماع الخبر السار لكي يدركوا أنَّ يسوع أحبَّهم محبَّة عظيمة حتَّى بذل حياته من أجلهم، وهو وضعك عند البئر في محيطك لكي تلتقي بكلِّ من يحتاج إلى سماع رسالة الخلاص

صلاة: أبي السماوي، امنحني رغبةً في مشاركة رسالة محبَّتك مع جميع الناس أيًّا تكن خلفيَّتهم الثقافيَّة، وافتَح عينيَّ لأرى الأشخاص الذين وضعتَهم من حولي لأنَّهم يحتاجون إلى سماع رسالة الإنجيل. أصلِّي باسم يسوع. آمين