دليل النهضة
فبراير 26, 2022
يحوِّل الصعوبات إلى بركات
فبراير 28, 2022

المعارك الروحية

“وَإِلهُ كُلِّ نِعْمَةٍ الَّذِي دَعَانَا إِلَى مَجْدِهِ الأَبَدِيِّ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، بَعْدَمَا تَأَلَّمْتُمْ يَسِيرًا، هُوَ يُكَمِّلُكُمْ، وَيُثَبِّتُكُمْ، وَيُقَوِّيكُمْ، وَيُمَكِّنُكُمْ” (1 بطرس 5: 10).

هناك فكرة لا أساس لها من الصحة في بعض الدوائر تقول أنه عندما نأتي إلى المسيح ستكون حياتنا في ازدهار، وكل المخاوف والمشاكل التي أصابتنا قبل أن نقبل المسيح ستختفي بمجرد أن نُكرِّس حياتنا له. هذه الفكرة غير صحيحة على الإطلاق، فكما يستخدم الحدَّاد النار لتشكيل الحديد، يستخدم الله الصعوبات في حياتنا لتقوية إيماننا، ولكي يُحدِث نهضة في قلوبنا وقلوب من حولنا عندما نحيا بالإيمان، واثقين أن الله حاضر معنا وسط تحدِّيات الحياة.

يجب أن ندرك أنه مع بداية نهضة الله، تظهر المقاومة؛ فتبدأ المعارك الروحية، ويبدأ العدو في محاصرة قلوبنا.

لكي نَشهَد حدوث النهضات في حياتنا وحياة الآخرين، يجب أن نكون مستعدين للثبات في الإيمان والوقوف بقوة في مواجهة المقاومة، ومجدًا لله أننا قادرون على ذلك بفضل بقوته. عندما نُخضِع أنفسنا لله، فإنه يُعيننا على طاعة دعوته لنا، وهذا الخضوع والطاعة لله هما بمثابة إعلان قوي للإنجيل.

ظل بولس الرسول يحارب المقاومة، واستطاع أن ينتصر على التجارب لأنه اتخذ قرارًا بأن كل ما يفعله العدو لن يمنعه من فِعل مشيئة الله. وثق بولس في الله، وتمسَّك بربِّه ومُخلِّصه وبوعد الحياة الأبدية في محضره، وقد منحه ذلك القوة لاتِّباع مشيئة الله على الرغم من السجن والسخرية والتعذيب والجَلْد والاستهزاء. لقد تحمَّل بولس كل هذا ليرى كلمة الله تُجدِّد وتخترق قلوب كلٍ من اليهود والأمم وتقودهم إلى نعمته المُخلِّصة.

ينبغي علينا نحن أيضًا أن نواجه التجارب والمعارك الروحية بنفس القوة والتصميم، راسخين في الأساس الذي لن يسقُط أبدًا: يسوع المسيح.

صلاة: يا رب، شدِّدني بروحك القدوس لكي أتحمَّل أي مقاومة قد أواجهها، وامنحني الشجاعة لكي أقاوم أي إغراء لاختيار الطريق الأسهل. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.