اهزم التشاؤم بمحبة الله

قوة المسيح
سبتمبر 11, 2022
الله يغلِب تشاؤمنا
سبتمبر 13, 2022

اهزم التشاؤم بمحبة الله

“اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (1يوحنا 3: 1).

يعد التشاؤم العدو الماكِر للإيمان بالمسيح، وأحد أسباب ذلك أنه يتنكَّر في صورة فضيلة نُطلق عليها “التمييز”، أو “الحِكمة المُتحفِّظة”، وأحيانًا نرى أنها “نظرة واقعية للأمور”، لكن التشاؤم، في جوهره، هو عدم إيمان وعدم ثقة بالله وبقدرته ورغبته في تحقيق وعوده لنا.

ومثال واضح للتشاؤم نجده في إنجيل مرقس الإصحاح التاسع، عندما جاء أب بابنه إلى يسوع وبه روح أخرس قائلاً له “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ شَيْئًا فَتَحَنَّنْ عَلَيْنَا وَأَعِنَّا” (عدد 22). أجابه يسوع “إِنْ كُنْتَ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُؤْمِنَ. كُلُّ شَيْءٍ مُسْتَطَاعٌ لِلْمُؤْمِنِ” (عدد 23)، فَلِلْوَقْتِ صَرَخَ أَبُو الْوَلَدِ بِدُمُوعٍ وَقَالَ: “أُومِنُ يَا سَيِّدُ، فَأَعِنْ عَدَمَ إِيمَانِي” (عدد 24). عندما تقابل الأب مع يسوع وجهاً لوجه، اعترف أن المشكلة لم تكن في قدرة يسوع على الشفاء وإنما في إيمانه.

إن التحرر من التشاؤم أمر ممكن حدوثه، وهو ما نراه في حياة توما تلميذ يسوع. لقد اشتهر توما بالشك وعدم الإيمان حتى أنه عُرِفَ “بتوما الشكَّاك”. هزم يسوع الشك في حياة توما معطيًا إياه بصيرة ليفهم قدرته على فعل ذلك في حياته.

الخطوة الأولى للانتصار على التشاؤم هي أن ندرك هويتنا في المسيح. لقد دعا الله توما دعوة شخصية ليكون واحد من تلاميذه. أدرك توما أن الله اختاره وأحبَّهُ محبة غير مشروطة، وكان تلك هي الخطوة الأولى نحو تغييره.

قد تكون هذه الخطوة بداية لتغييرنا نحن أيضاً؛ فقد دعانا الله لنكون خاصته بسبب محبته العظيمة لنا وتخطيطه الفريد لحياة كلٍ منَّا. أحبنا الله في نعمته بمحبة غير مشروطة، ونحن محفوظون في يده إلى الأبد، وليس هناك ما قد يؤثر على دعوته لنا، فقد دعانا بحرية لأننا أعزَّاء على قلبه.

صلاة: يا رب، أعترف أنني أعاني أحيانًا من عدم الإيمان مثل هذا الأب الذي أتى إليك لتشفي ابنه، وأصرخ إليك اليوم قائلًا “أعِن عدم إيماني!” أشكرك من أجل محبتك لي ومن أجل الدعوة التي وضعتها على حياتي. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين.