الله يدعونا للقيادة
مايو 24, 2020
لا تترك أي ثغرات
مايو 26, 2020

برغم الخوف

“وَالْقَادِرُ أَنْ يَفْعَلَ فَوْقَ كُلِّ شَيْءٍ، أَكْثَرَ جِدًّا مِمَّا نَطْلُبُ أَوْ نَفْتَكِرُ، بِحَسَبِ الْقُوَّةِ الَّتِي تَعْمَلُ فِينَا، لَهُ الْمَجْدُ فِي الْكَنِيسَةِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ إِلَى جَمِيعِ أَجْيَالِ دَهْرِ الدُّهُورِ. آمِين” (أفسس 3: 20-21).

اقرأ نحميا ٢: ١- ١٠. في اللحظة التي بدأ فيها الله يستجيب لصلاة نحميا التي استمرت أربعة أشهر، وعندما كاد انتظار نحميا ينتهي، كيف كان رده في رأيك؟ اعترف نحميا بأنه عندما سأله أرتحشستا الملك لماذا بدا حزينًا (الفرصة التي كان ينتظرها)، أنه كان خائفًا جدًا.

نعم كان نحميا خائفاً، لكن لا حرج في الخوف. كل من يدعي محاولة القيام بأشياء عظيمة لله بدون الشعور بالخوف والفزع ليس صادقاً، لأن الأبطال أيضًا يختبرون الخوف. الفرق بين الجبان والبطل ليس في أن البطل لا يشعر بالخوف، ولكن أن البطل لن يسمح للخوف بأن يقف في طريق أدائه لواجبه.

كان نحميا خائفًا، لكنه صلَّى أثناء خوفه، وأطاع الله بالرغم من خوفه. لأن نحميا ظل في وضع الصلاة على مدى أربعة أشهر، كان الخط الساخن بينه وبين الرب مفتوحًا، وأعطى الرب نحميا الكلمات التي كان يحتاجها لتقديم طلبه الجريء إلى الملك.

طلب نحميا من الملك أرتحشستا أن يمنحه إجازة للذهاب وإعادة بناء أورشليم، وقد كان ذلك الأمر ممنوعًا تمامًا بواسطة ملك سابق. لم يطلب نحميا فقط من الملك أرتحشستا استخدام سلطته لإلغاء الأمر السابق بشكل غير قانوني (الطلب الذي قد يتم إعدام نحميا من أجله)، بل طلب أيضًا حماية الملك وتمويله للمشروع بأكمله!

من أين حصل نحميا على تلك الشجاعة للتقدم بمثل هذا الطلب الجريء؟ لقد جاءت من روح الله خلال فترة الأشهر الأربعة التي كان نحميا يصلي ويصوم ويبكي فيها. كان نحميا يصغي في الصلاة ليتلقي الخطط التفصيلية لإعادة بناء المدينة والهيكل، بما في ذلك خطة جعل الملك أرتحشستا يمول إعادة بناء أورشليم.

لقد كان طلب نحميا الجريء بمثابة إكرام للملك. في الواقع، أعتقد أن طلبه الجريء يهدف إلى تعليمنا شيئًا هامًا عن الصلاة. إن طلبه من الملك أن يزوده بالخدمات والمواد التي تُقدَّر بملايين الجنيهات هو اعتراف منه بمدى عِظَم نفوذ الملك وموارده اللامتناهية. وبالمثل، عندما نذهب إلى الله بطلبات جريئة طالبين منه أن يفعل المستحيل من أجلنا وأن يجود بموارده علينا، فإننا في الواقع نمجده ونكرمه ونُسِرُّه.

صلاة: أبي، أصلي أنه عندما تفتح أبواب الفرص لملكوتك، أن تمنحني شجاعة نحميا لكي أعمل بإيمان بالرغم من الخوف. ساعدني لكي آتي إليك بجرأة وأطلب منك أمور عظيمة من أجل ملكوتك، وجهزني لأي عمل تريدني أن أقوم به. أصلي في اسم يسوع. آمين.