إعلانات الرؤيا تكمِّل الإنجيل
فبراير 5, 2022
معايير مختلفة
فبراير 7, 2022

بطيء الغضب

‘‘ٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ (موسى)، وَنَادَى ٱلرَّبُّ: «ٱلرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلْإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ. حَافِظُ ٱلْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ ٱلْإِثْمِ وَٱلْمَعْصِيَةِ وَٱلْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاء’’ (خروج 34: 6-7)

كان الله صبورًا دائمًا مع البشر عبر آلاف السنين بالرغم من سلوكهم في الخطيَّة والتمرُّد، وهو لم يُهلكهم بدينونته وغضبه بالرغم من تجديفهم عليه ورفضهم إيَّاه، وهو لا يزال يتأنَّى عليهم حتَّى اليوم لكي يتوبوا ويقبلوا ابنه يسوع.

عندما أتأمُّل في صبر الله على الجنس البشري، أفكِّر في الأشخاص الذين أخبرهم عن المسيح ويرفضون التجاوب، وفي هؤلاء الذين ناشدتهم أن يؤمنوا بيسوع على مرّ السنين، لكنَّهم قسُّوا قلوبهم مقدِّمين أعذارًا قائلين: ‘‘قد أسلِّم حياتي للمسيح يومًا ما، لكنَّني لست مستعدًّا الآن’’، أو ‘‘أنا أنعم بحياة هانئة ولا أحتاج إلى مخلِّص’’، أو ‘‘إذا آمنت بالمسيح فسيرفضني أصدقائي’’، أو ‘‘أريد التحكُّم بحياتي بنفسي ولا أريد أن يملي عليّ الله ما سأفعله’’. يتذرَّعون بحجج كثيرة، لكن عندما ينتقلون إلى الأبديَّة هل ستنفعهم أعذارهم؟

عندما يحلّ يوم الغضب، لن نجد أمامنا مفرًّا ولا فرصة ثانية، واليوم لا يزال باب الخلاص مفتوحًا، لكن حتَّى متى؟ كتب الرسول بطرس: ‘‘لَا يَتَبَاطَأُ ٱلرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ ٱلتَّبَاطُؤَ، لَكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لَا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ’’ (2 بطرس 3: 9). ليست مشيئة الله أن تهلك إلى الأبد، لكن ليست مشيئته العامل الوحيد في هذه المعادلة، بل إنَّ إرادتك تلعب دورًا أيضًا. فالله يشاء بمحبَّته ونعمته أن تنال عطيَّة الحياة الأبديَّة، لذا أرسل ابنه ليموت عنك، لكنَّه لن يتحكَّم في إرادتك الحرَّة.

ولا يُسرّ الله بموت الشرير (حزقيال 33: 11)، وهو لا يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ ٱلْجَمِيعُ إِلَى ٱلتَّوْبَةِ (2 بطرس 3: 9)، لكنَّه لا يتحكَّم في إرادتنا الحرَّة. إذا اخترنا الدينونة، فسننالها، لكن ليس على أحد أن يعاني الانفصال الأبدي عن الله. فيسوع انتصر على الخطيَّة والموت، ودفع ثمن فدائنا، وهزم الشيطان.

صلاة: يا رب، أشكرك لأجل عطيَّة النعمة الثمينة، ولأجل رأفتك وطول أناتك. ساعدي أن أُخضِع مشيئتي لك كلَّ يوم. أصلِّي باسم يسوع. آمين.