هكذا أحب الله
يناير 6, 2020
نعمة مُدهشة
يناير 8, 2020

تدفُّق محبته

“وَلاَ يُخْدَمُ بِأَيَادِي النَّاسِ كَأَنَّهُ مُحْتَاجٌ إِلَى شَيْءٍ، إِذْ هُوَ يُعْطِي الْجَمِيعَ حَيَاةً وَنَفْسًا وَكُلَّ شَيْءٍ” (أعمال الرسل 17: 25).

من المؤكد أن ثقافتنا تُدرك أن عيد الميلاد هو موسم العطاء. يرى المؤمنون وغير المؤمنين على حدٍ سواء أن عيد الميلاد هو وقت تقديم الهدايا والاحتفال والتجمع مع الأصدقاء والعائلة – وقت يُثقَل فيه جدول مواعيدنا بالمناسبات والالتزامات التي نقوم فيها بوضع قوائم ونشعر بالقلق بشأن الهدية المناسبة أو الحاجة إلى الحصول على هدية أخرى. في خضم كل هذا الصَخَب، يعد هذا الوقت أيضًا بالنسبة لكثيرين وقتًا للاكتئاب والوحدة واليأس والإحباط، وذلك لأننا نُصدِّق رسالة ثقافتنا العلمانية التجارية التي تحول عيد الميلاد إلى حفل ترفيهي بدلاً من الاحتفال الذي يبعث على الرضا العميق وإيقاظ النفس.

إن الله القدوس، الذي هو منذ الأزل وإلى الأبد (مزمور 90: 2)، الذي لا يحتاج أي شيء منا، لا تسبيح ولا محبة ولا ذبائح (أعمال الرسل 17: 24-25)، قد خلق الكون من تدفق محبته التي كانت قائمة منذ الأزل بين الآب والابن والروح القدس. لقد خلقنا لنستمتع به – لمشاركة محبته الإلهية والاستمتاع بحياة غنية في محضره. وعندما رفضته البشرية في جنة عدن، كان الله لا يزال أمينًا، ووعد بمُخلِّص لفداء البشرية لنفسه، وعيد الميلاد هو الاحتفال بتحقيق هذا الوعد المُذهل بالنعمة والمحبة. يسوع، الله الابن، قد أخلى نفسه ووُلد كطفل ليموت على الصليب ليعطيك مجده إلى الأبد. لنحتفل بهذا.

صلاة: أشكرك يا أبي لأنه على الرغم من أننا جميعًا رفضناك، قد سعيت أنت إلينا في محبتك التي لا مثيل لها. أنا في رهبة من أن الله القدوس سيأتي إليّ. ساعدني لكي أعبدك في هذا الموسم وأحتفل بروعة عيد الميلاد ونزول الله إلى الأرض بعُمقٍ أكثر. أصلي في اسم يسوع. آمين.