عندما يصارعك الرب
سبتمبر 16, 2022
عندما تضلُّ طريقك
سبتمبر 18, 2022

تقديم التعويض للآخرين

“وَأَمَّا هُوَ فَاجْتَازَ قُدَّامَهُمْ وَسَجَدَ إِلَى الأَرْضِ سَبْعَ مَرَّاتٍ حَتَّى اقْتَرَبَ إِلَى أَخِيهِ” (تكوين 33: 3)

اقرأ تكوين 33: 1-20

عندما يستسلم الإنسان لله، فإنَّه يتغير من الداخل، ويتحرَّر من الصراعات، ويستريح في صلاح الله، ونتيجةً لذلك، فإنه لا يعود ينظر إلى العالم بنفس نظرته له في الماضي. لكن هذا التغيير الداخلي لا يمكن أن يظل منحصرًا في الداخل، بل يجب أن يفيض في كل العلاقات

رأينا هذا يحدث في حياة يعقوب عندما ظهر الله له وهو يُخيِّم على ضفة نهر يَبُّوقَ، وتصارع الإثنان حتى طلوع الفجر. في تلك التجربة، استسلم يعقوب للرب، وغيَّر الله اسم يعقوب إلى إسرائيل. لمس الله يعقوب فتغيَّر، ولم يعُدْ أبدًا كما كان من قبل

في اليوم التالي، التقى يعقوب أخيرًا بعيسو، وعلى الرغم من أن يعقوب لم يعُد مُدبِّر المكائد الذي ترك منزله  قبل عشرين عامًا، إلَّا أنه كان لا يزال يحتاج إلى التطهير من الماضي. لا يهم كم مرَّ من الوقت؛ فيعقوب كان يعرف أنه قام بخداع عيسو، وأدرك الخطأ الذي ارتكبه، واعترف به، وتاب عنه، وأصَرَّ على أن يقوم بتعويض أخيه، لذا، عندما اقترب من عيسو في الطريق، سجد إلى الأرض سبع مرات وأصّرَّ على مناداته بـ”سيدي عيسو” كعلامة على الاحترام

والآن، بعد أن هُزِمَ يعقوب من الله، تجددت قوته لمواجهة ماضيه المؤلم. عندما يلمس الله قلبك، ويغفر كل خطاياك، ويباركك بالخلاص، ويمنحك نعمته ورحمة، لا يكون أمامك خيار سوى أن تمارس الرحمة تجاه الآخرين، ويجب أن تكون مستعدًا لتصحيح الأخطاء التي ارتكبتها في الماضي، حتى وإن كانت قد حدثت قبل عشرين عامًا

أعلَمُ يا صديقي أن التفكير في مواجهة أخطاء الماضي وتصحيحها قد يثير بعض الرهبة في قلبك، لكن الخبر السار هو أنك إذا فعلت ذلك في اسم يسوع، ومن أجل يسوع، وبقوة يسوع، ستنال القوة التي تحتاجها لفعل الصواب. عندما تعتزم في قلبك أن تُصحِّح الخطأ، سيقف الرب معك ويُمهِّد لك الطريق، ويُغيِّر قلب الشخص الآخر. ستندهش من الأشياء التي سيفعلها الله معك

صلاة: يا يسوع، يصعُب عليَّ جدًا أن أواجه خزي ماضيَّ، فامنحني شعورًا عميقًا بمحبتك حتى أستطيع أن أقترب من أولئك الذين آذيتُهم وجرحتُهم ولم أكترث لهم، وساعدني حتى أشهد لقوة روحك المُجدد والمُغيِّر. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين