الإله صانع العهد
نوفمبر 6, 2019
صمت الله
نوفمبر 8, 2019

حتى إن كنا غير أُمناء

“إِنْ كُنَّا غَيْرَ أُمَنَاءَ فَهُوَ يَبْقَى أَمِينًا، لَنْ يَقْدِرَ أَنْ يُنْكِرَ نَفْسَهُ.” (2 تيموثاوس 2: 13).

أكد الله لإبراهيم أن نسله الموعود سيأتي من أحشائه. (تكوين 15: 4) لكن إبراهيم وسارة كانا متقدمين كثيرًا في العمر بما يكفي لتوجُههما إلى دار لرعاية المسنين، وليس لإقامة دار حضانة. كيف يمكن لله أن يُتمِّم مثل هذه المعجزة؟

إقرأ تكوين 16. كان من العار في أيام إبراهيم أن تكون بلا أبناء. كان الأبناء يقدمون المساعدة في الحقول وكانوا يقومون برعاية آبائهم في سن الشيخوخة. وكان المرء يترك ممتلكاته المتراكمة لابنه فيكون له إرث طويل بعد رحيله. لكن إبراهيم لم يكن لديه أبناء بعد كل هذا العُمر.

كانت أهمية إبراهيم في مجتمعه، بل رجولته، على المحك. وكانت سارة تشعر باستياء من نظرة العار لزوجها. لذا اقترحت سارة أن يُنجب إبراهيم طفلًا من جاريتها هاجر. (تكوين 16: 2 ) أرادت سارة أن يعرف العالم أن السبب في عدم قدرتهما على إنجاب الأطفال هو خطأها وليس خطأ زوجها. وهكذا، بدا هذا الأمر عملًا غير أناني. لكنه كان أيضًا عملًا خاطئًا.

إن معجزات الله لا تتطلب مساعدتنا لتحقيقها. إذا وعد الله فسيحافظ على وعده بدون أي مساعدة منك أو مِنِّي. لقد ظنت سارة هي وإبراهيم أنهما بحاجة إلى مد يد العون إلى الله. لكن كل ما فعلاه هو خَلق وضع عائلي به خلل. وفي حقيقة الأمر، عندما بدأ حمل هاجر في الظهور، بدأت سارة تستاء من جاريتها. وكان رد هاجر على ذلك أن سُرعان ما هربت من قسوة سارة.

لكن الله قادر على جلب الخير من أي شيء – حتى من الخطية. ظهر ملاك الرب لهاجر في الصحراء وحثَّها على العودة إلى سارة، ثم قدم لها هذا الوعد: “تكثيرًا أكثر نسلك فلا يُعد من الكثرة.” (تكوين 16: 10) حتى عندما نكون غير أمناء، يبقى الله أمينًا. كلما جُرِّبت بالاعتقاد بأن الله قد نسيك وبأنه لا يعلم بألمك، أريدك أن تتذكر هاجر هنا. تذكر ما قالته “أنت الله الذي يراني.” (تكوين 16: 13)

صلاة: ساعدني يا أبي لكي أثق في وعودك وأكون طائعًا لكلمتك بلا تدخُّل مِنِي. أسبحك لأنك تُلاحظ الجميع، ولأنك أمين، وإن لم نكن نحن كذلك. أصلي لكي أتذكر محبتك العميقة ورعايتك لي ولكي أشارك بهما الآخرين. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.