محبتنا لله
مايو 23, 2022
يفاجئنا بتحريره
مايو 25, 2022

حقيقة مثبَّتة

‘‘فَقَالَ بَعْضُهُمَا لِبَعْضٍ: «أَلَمْ يَكُنْ قَلْبُنَا مُلْتَهِبًا فِينَا إِذْ كَانَ يُكَلِّمُنَا فِي ٱلطَّرِيقِ وَيُوضِحُ لَنَا ٱلْكُتُبَ؟»’’ (لوقا 24: 32)

كان التلميذان على طريق عمواس يائسين ومحبطَين، وبالرغم من أنَّهما سمعا أنَّ قبر يسوع وُجد فارغًا، كانا لا يزالان يعتقدان أنَّه لا يجوز للمسيح أن يتألَّم ويموت، وإنَّما يجب أن ينتصر على أعداء إسرائيل ويقيم مملكة سياسيَّة لله، لكن بعد أن مات يسوع، غرقا في الحزن والكآبة.

اقرأ ما جاء في إنجيل لوقا 24: 13-35، عندما تقابل التلميذان مع يسوع على طريق عمواس، لم يعرفاه، فأخبراه عن سبب حزنهما كما لو كان إنسانًا غريبًا، لكن سرعان ما وبَّخهما يسوع بسبب افتراضاتهما الخاطئة، قائلًا، ‘‘أَيُّهَا ٱلْغَبِيَّانِ وَٱلْبَطِيئَا ٱلْقُلُوبِ فِي ٱلْإِيمَانِ بِجَمِيعِ مَا تَكَلَّمَ بِهِ ٱلْأَنْبِيَاءُ! أَمَا كَانَ يَنْبَغِي أَنَّ ٱلْمَسِيحَ يَتَأَلَّمُ بِهَذَا وَيَدْخُلُ إِلَى مَجْدِهِ؟’’ (لوقا 24: 25-26).

وهكذا، يبطل يسوع المقام من الأموات افتراضاتنا الخاطئة، فلولا القيامة، لكان يسوع مجرَّد شهيد أو معلَّم دروس أخلاقيَّة أو بطل ميت، أو حتَّى كذَّاب، لكنَّ قيامته تدحض المعتقدات الخاطئة السائدة في مجتمعنا ومفادها أنَّ الديانات كلَّها صحيحة ومتساوية وأن أي محاولة للسلوك بفضيلة تكسبنا مقعدًا في السماء.

عندما عرف التلميذان المحبطان والمكتئبان والخائبان يسوع المقام من الأموات، تحوَّل خوفهما إلى شجاعة، وألمهما إلى قوَّة، ويأسهما إلى رجاء أبدي، وإحباطهما إلى رسالة، فهما رأيا دليلًا قاطعًا على أنَّ يسوع الذي سفك دمه حتَّى الموت أمامهما على الصليب كان واقفًا أمامهما يكلِّمهما وهو حيّ يُرزق.

فقاما فورًا وكان الظلام قد حلّ والنهار تناهى والطريق إلى أورشليم محفوفًا بالمخاطر، لكن كانت تنتظرهما مهمَّة. فتلاشى خوفهما وامتلأت قلوبهما شجاعة، لماذا؟ لأنَّ الحقيقة ظهرت جليًّا، وأرادا مشاركة الخبر السار، وهو أنَّ يسوع حيّ، وقد قام من بين الأموات. حقًّا، تمَّم الله وعده لإسرائيل وبارك العالم كلَّه.

صلاة: يا رب، من فضلك اكشف أي افتراضات خاطئة كوَّنُتها عنك، وساعدني أن أراك كما أنت حقًّا لكي أشارك هذه الحقيقة مع الآخرين بجرأة وبدون خجل. أصلِّي باسم يسوع. آمين.