القدرة على البناء والتدمير
أبريل 4, 2020
سمات الحكمة الإلهية الثمانية
أبريل 6, 2020

حكمة من السماء

“مَنْ هُوَ حَكِيمٌ وَعَالِمٌ بَيْنَكُمْ، فَلْيُرِ أَعْمَالَهُ بِالتَّصَرُّفِ الْحَسَنِ فِي وَدَاعَةِ الْحِكْمَةِ” (يعقوب 3: 13).

على الرغم من أن المعرفة والحكمة يرتبطان معًا ارتباطًا وثيقًا، إلا أنهما شيئان مختلفان تمامًا. المعرفة هي تخزين المعلومات، أما الحكمة فهي تطبيق المعلومات الصحيحة في موقف معين. من منظور العالم، تساعد المعرفة على كسب المعيشة، لكن الحكمة تمنح الحياة. يفيض عالمنا بالمعرفة، لكننا مفلسون من جهة الحكمة.

هناك فرق كبير بين الحكمة الطبيعية وحكمة العالم وحكمة الله. تتكون الحكمة الطبيعية من قدرتنا الفكرية وخبرتنا، وهي ثمرة تفكير ومنطق العالم. تقدم الحكمة الطبيعية للإنسان أفضل إجابة على سؤال أو مشكلة.

حكمة العالم هي التي خدعت آدم وحواء في الجنة. هذا النوع من الحكمة يبرر الخطية ويفصلنا عن الله. يصف يعقوب هذه الحكمة بوضوح قائلًا: “وَلكِنْ إِنْ كَانَ لَكُمْ غَيْرَةٌ مُرَّةٌ وَتَحَزُّبٌ فِي قُلُوبِكُمْ، فَلاَ تَفْتَخِرُوا وَتَكْذِبُوا عَلَى الْحَقِّ. لَيْسَتْ هذِهِ الْحِكْمَةُ نَازِلَةً مِنْ فَوْقُ، بَلْ هِيَ أَرْضِيَّةٌ نَفْسَانِيَّةٌ شَيْطَانِيَّةٌ” (يعقوب 3: 14-15).

ثم يقوم يعقوب بمقارنة حكمة العالم بثماني سمات للحكمة الإلهية الصادقة: وَأَمَّا الْحِكْمَةُ الَّتِي مِنْ فَوْقُ فَهِيَ أَوَّلًا طَاهِرَةٌ، ثُمَّ مُسَالِمَةٌ، مُتَرَفِّقَةٌ، مُذْعِنَةٌ، مَمْلُوَّةٌ رَحْمَةً وَأَثْمَارًا صَالِحَةً، عَدِيمَةُ الرَّيْبِ وَالرِّيَاءِ (يعقوب 3: 17). حكمة الله نقية الدافع ووديعة ورحيمة. إنها ليست متغطرسة أو متباهية أو قاسية أو غير غافرة، ولا تخلق الخصام أو الإنقسام بل تُنتِج ثمر جيد وتُباركنا. تتمحور حكمة العالم حول الذات، أما محور الحكمة الإلهية هو الله. الحكمة الحقيقية تُمجِّد الله.

يجب على المؤمنين أن يطلبوا حكمة الله في كل أمور حياتهم: لإيجاد زوجة وتربية الأطفال وتسوية النزاعات وبدء مشاريع جديدة. هذه الحكمة هي القدرة على تطبيق كلمة الله بدقة وبشكل صحيح، ليس فقط على حياة المؤمن ولكن على حياة الآخرين أيضًا.

هل حان الوقت لتُسيطر على حكمة العالم من خلال نموك ونضجك في حكمة الله؟

صلاة: أصلِّي يا أبي لكي تمنحني الحكمة كما وعدت في كلمتك. احمني من الإتكال على أي حكمة أخرى ليست منك. أصلِّي في اسم يسوع. آمين.