فرح وسط الحزن
نوفمبر 28, 2019
نهاية مُشرفة
نوفمبر 30, 2019

عبور خط النهاية

“قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَان.” (2 تيموثاوس 4: 7)

ذُكِر ديماس ثلاث مرات في العهد الجديد. يشير بولس إليه في رسالتي كولوسي وفليمون كشريك في عمل الإنجيل. لكننا نشهد في الرسالة الثانية لتيموثاوس تحوُّلًا مُحزِنًا في أحداث سباق إيمان ديماس، حيث يقول بولس “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ” (2تيموثاوس 4: 10)

بدأ ديماس السباق بشكل صحيح، لكنه أنهاه بشكل خاطيء. كونه شريك بولس في عمل الإنجيل يجعلنا نفترض أنه بدأ سعيه بحماسة روحية كبيرة واجتهاد وتصميم. لكن عندما اقتربت نهاية حياة بولس، قرر ديماس أن يسعى إلى النجاح الدنيوي بدلًا من خدمة المسيح الحيّ. لقد فَضَّل ملذات العالم الزائلة على مجد الله، فضَّل الذي يُرى على الذي لا يُرى. كان بولس مهتمًا بنُصح تيموثاوس أن يتجنب الوقوع في نفس الفخ.

لقد رأى بولس في حياته الكثيرين الذين تخلُّوا عن دعوة المسيح من أجل أمور أقل شأنًا. وفي كثير من الأحيان، كان يقف وحيدًا في إخلاصه لعمل الله. لكن طوال فترات السجن والضرب والهجر التام، وهي أشياء قد لا نختبرها أبدًا في رحلة إيماننا بالمسيح، كان بولس قادرًا على أن يقول “وَلكِنَّ الرَّبَّ وَقَفَ مَعِي وَقَوَّانِي، لِكَيْ تُتَمَّ بِي الْكِرَازَةُ، وَيَسْمَعَ جَمِيعُ الأُمَمِ” (2تيموثاوس 4: 17). وعلى الرغم من أن بولس كان يقف بمفرده، كان الله يعتني به في لحظات احتياجه. لقد كان بولس شخصًا غير كامل مثلنا، ولكنه استطاع أن يُكمل سعيه وجهاده كما ينبغي لأنه اعتمد على أمانة الله معه لحظة بلحظة.

يمكن تلخيص تشجيع الرسول بولس الأخير لتيموثاوس في هذا: كن قوياً يا تيموثاوس. لا تستسلم أبدًا. حتى إن كنت تقف بمفردك، استمر في النضال من أجل الحق. لا تتوقف عن الركض في السباق. استمر في تثبيت عينيك على المسيح.

عالمًا بأن وقته قد اقترب، استطاع بولس أن يقول بثقة “قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ.” (2تيموثاوس 4: 7(. ونحن، إذ نضع ثقتنا في المسيح ونركُض في السباق حتى النهاية، ليكن لنا نفس هذا التجاوُب.

صلاة: يا رب.. أريد أن أخدمك بأمانة حتى النهاية. ساعدني لكي أقف قويًا حتى إن كنت وقفت بمفردي. ساعدني لكي أعتمد على قوتك عندما يغويني التباطؤ. أصلي في اسم يسوع. آمين.