الوقوف عند مفترق طرق
يوليو 22, 2022
سجين لكن حُرّ
يوليو 24, 2022

عطيَّة الإيمان

‘‘فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لِعَدَمِ إِيمَانِكُمْ. فَٱلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: لَوْ كَانَ لَكُمْ إِيمَانٌ مِثْلُ حَبَّةِ خَرْدَلٍ لَكُنْتُمْ تَقُولُونَ لِهَذَا ٱلْجَبَلِ: ٱنْتَقِلْ مِنْ هُنَا إِلَى هُنَاكَ فَيَنْتَقِلُ، وَلَا يَكُونُ شَيْءٌ غَيْرَ مُمْكِنٍ لَدَيْكُمْ’’ (متى 17: 20).

 

ينال جميع المؤمنين إيمانًا وهم يسلكون فيه كلَّ يوم. ويشبه الإيمان العضلة التي تزداد قوَّة كلَّما مرَّنَّاها، لكنَّ السلوك بقوَّتنا الخاصَّة بدلًا من الإيمان يؤدِّي إلى ضمور عضلة إيماننا، لذا يجب على جميع المؤمنين امتلاك الإيمان وتنميته لبلوغ ملء النضوج في المسيح.

لكنَّ الروح القدس أعطى موهبة الإيمان لبعض الأشخاص، وهم يرون مشيئة الله كما لو أنَّها أمر واقع. والكتاب المقدس مليء بأمثلة عن شخصيَّات تتمتَّع بهذا النوع من الإيمان.

أعطى الله يوسف حلمًا ربَّما بدا تحقيقه مستحيلًا عندما رماه إخوته في البئر وباعوه لتجَّار عبيد واتَّهمته امرأة فاسقة زورًا، وتُرك لسنوات مرميًّا في سجن في مصر، لكنَّ حلمه استمرّ لأنَّه تسلَّمه من الله ولم يخطِّط له بنفسه، كما أنَّه لم يشكّ أبدًا بقدرة الله على تحقيق الحلم الذي منحه إيَّاه في شبابه.

قَسِيَ قلب فرعون، ولمَّا نقل إليه موسى أمر الله بإطلاق سراح شعبه، رفض مرارًا إطلاق بني إسرائيل، وبالرغم من أنَّ تراجع فرعون عن قراره بدا مستحيلًا، صمد موسى لأنَّه كان يؤمن بمشيئة الله السياديَّة وبقدرته على نقل شعبه سالمًا من أرض العبوديَّة إلى أرض الموعد.

عندما طلب الله من نحميا بناء السور، وقف الجميع ضدَّه، وبالرغم من أنَّ أعداء نحميا حاولوا خداعه، ومع أنَّ شعبه شكَّ فيه، استمرّ في بناء السور لأنَّه كان يؤمن بالله.

لا يزال المؤمنون اليوم ينالون موهبة الإيمان من الروح القدس بالرغم من أنَّهم لا يعيشون جميعًا الحياة الاستثنائيَّة التي عاشها هؤلاء المؤمنون الموهوبون، وإيمانهم هو مصدر تشجيع كبير لجسد المسيح، فهو يحثُّهم على المضي قدمًا والانتصار بالرغم من المعارضة والعقبات.

صلاة: يا رب، ساعِدني على تمييز مشيئتك لحياتي وعلى السلوك بإيمان كلَّ يوم. أصلِّي أن أنمو في الإيمان بينما أثق بكلمتك ولا أعتمد على فهمي. أصلِّي باسم يسوع. آمين.