برغامس ومشكلة المساومة
ديسمبر 22, 2022منظور يسوع: عَرَف هدفه
ديسمبر 24, 2022وَأَمَّا مَرْيَمُ فَكَانَتْ تَحْفَظُ جَمِيعَ هَذَا ٱلْكَلَامِ مُتَفَكِّرَةً بِهِ فِي قَلْبِهَا (لوقا 2: 19)
اقرأ لوقا 1: 26-38
لطالما تساءلتُ عما قد تقوله مريم ويوسف عن عيد الميلاد. أتخيَّل أنَّه لو أتيحت لي فرصة إجراء مقابلة مع مريم، فهي قد تقول، ‘‘سأتذكَّر دومًا ما عشتُه من عذاب وألم وحيرة عندما حملت بطفلي وأنا لم أعرف رجلًا’’. ربَّما كانت لتقول، وسط آلامي، أذكر الراحة التي شعرت بها عندما كلَّمني الملاك جبرائيل وأخبرني أنَّ الله اختارني بين جميع نساء إسرائيل ومنحني امتياز الحمل بالمسيح
قد تخبرني مريم أيضًا عن زيارتها لمنزل نسيبتها أليصابات، حين ارتكض يوحنا المعمدان في أحشاء أمِّه لدى سماع صوتها، وقد تروي لي تفاصيل زيارة الرعاة في الليلة التي وُلد فيها يسوع، وقد تخبرني عن المجوس الثلاثة الذين جاءوا من بلاد فارس، وعن الهدايا التي قدَّموها لابنها. أتخيَّل عينيها مغرورقتين بالدموع وهي تصف الرعب الذي ساد في جميع أنحاء بيت لحم عندما أرسل الملك هيرودس جنوده وأمرهم بقتل جميع الأطفال الأبرياء، وتخبرني كيف أنَّها اضطرت هي ويوسف والطفل يسوع للهروب تحت جنح الليل واجتياز مسافة طويلة للوصول إلى مصر
لكن ماذا عن يوسف؟ قد يقول، ‘‘لن أنسى أيَّام الصراع الرهيبة والمؤلمة حين أردت تخلية مريم سرًّا’’. وقد يصف لي ما اعتراه من عذاب وحيرة حين اكتشف أنَّها حامل فيما هو واثق من طهارتها. سؤال واحد شغل باله لأيَّام، ‘‘كيف سأفسِّر هذا الأمر للناس؟’’ لكنِّي واثق أنَّ يوسف سيخبرني أيضًا عن الفرح الذي غمر قلبه عندما طمأنه الله على لسان الملاك معلنًا أنَّ آمال بني إسرائيل وأحلامهم ستتحقَّق قريبًا، وأنَّ الله باركه ومريم وجعلهما أداة بين يدي الله في الفصل الأهمّ من تاريخ البشرية
لكن ختامًا، الشخص الأهمّ الذي يجب أن نسأله عن معنى الميلاد هو مَن يبقى دومًا منسيًّا في موسم العيد، فنحن نرى مريم ويوسف والرعاة والمجوس، ونتحدَّث عنهم، لكنَّنا نستثني الشخص الأهم ولا نسأله: ‘‘يا يسوع، ماذا يعني لك أوَّل عيد ميلاد؟
قبل أن يمضي موسم الميلاد، تأمَّل بمعنى هذا العيد في قلب يسوع. اطلُبه كما طلبه الرعاة واسجُد أمامه كما فعل المجوس، لكن قبل كلِّ شيء، رحِّب به في حياتك كما فعل يوسف ومريم
صلاة: يا يسوع، بينما أقرأ الكتاب المقدَّس في فترة الميلاد، ساعدني أن أرى معنى الميلاد في قلبك. أصلِّي أن تدفعني دهشة هذا العيد إلى عبادتك وخدمتك وإلى دعوتك لاستلام دفَّة القيادة في حياتي. أصلِّي باسم يسوع. آمين