الرجاء وفقدان الرضا

الرجاء وفقدان الرضا

“لأَنَّ اهْتِمَامَ الْجَسَدِ هُوَ مَوْتٌ، وَلكِنَّ اهْتِمَامَ الرُّوحِ هُوَ حَيَاةٌ وَسَلاَمٌ.” (رومية 8: 6)

يُنتج البحث عن الرضا حالة من القلق الداخلي، يغذيها الاعتقاد بأننا لن نشعر أبداً بالرضا في المكان الذي نمكث فيه. نشك في أن الراحة قريبة المنال أو أننا يوماً ما سنصل إلى غايتنا المأمولة. على الأقل ذلك هو رجاؤنا.

قد يبدو من الغريب أن ندرس قصة قديمة في الكتاب المقدس لكي نجد تفسير لمرض عدم الرضا الحديث. لكن السبب الروحي هو التفسير الوحيد لاستياءنا. في سفر التكوين، ظهر الاستياء أولاً عندما أخطأ آدم وحواء في حق الله. الخزي الذي شعرا به بعد عصيانهما جعلهما غير مرتاحين وغير مستقرين – وهي مشاعر صارعا بها، هما وجميع البشر من بعدهما، وسيستمرون في المصارعة بها في المنفى بعيداً عن جنة عدن.

الرضا والحضور الإلهي، على الرغم من السماح لآدم وحواء بالبقاء بالقرب من الجنة، إلا أنهما كانا دائما الشعور بفقدانهما العلاقة الحميمة مع الله. تسببت خطيتهما في وضع مسافة بينهما وبين خالقهما. وينطبق الشيء ذاته علينا، فخطيتنا تبعدنا عن الله وتسرق منا الشعور بالرضا.

يبدأ الكتاب المقدس بالخليقة. عندما خلق الله الأشياء من العدم، خَصص مكان للشركة بينه وبين آدم وحواء- حديقة جميلة استمتعا فيها بالعلاقة الحميمة مع الله بلا عوائق. ينتهي الكتاب المقدس بسفر الرؤيا الذي يصف أورشليم الجديدة، وهي مدينة حدائق رائعة ستنزل من السماء. فيما بين هاتين الحديقتين، كما نقرأ القصة الكتابية، كانت هناك حديقة أخرى – بستان جثسيماني.

حينما تنتظر آخر ، في البدء، وُضع آدم وحواء في الجنة كنائبين عن الله؛ ويصف سفر الرؤيا أتباع يسوع الذين يحكمون ويملكون معه. يبدأ الكتاب المقدس برجل وإمرأة في موضع مليء بالهدوء والفرح، وينتهي بعودة كل المؤمنين للسلام الفائق والفرح اللانهائي.

الرجاء الكاذب ، على الرغم من أن البداية تعكس النهاية، إلا أن هناك الكثير الذي كان يجب أن يحدث بينهما لتحقيق هذا الرجاء السماوي المؤكد. بدايةً من سقوط الإنسان، يكشف الكتاب المقدس عن سبب استياءنا ويقودنا إلى الحل الأمثل. من خلال الحياة الكاملة والموت الكفاري والقيامة المذهلة ليسوع المسيح، أمّن الله رجائنا في المستقبل – أضاءت حديقتنا الأبدية ومدينتنا بحضور القدوس.

في هذا الوقت، يمكننا أن نختبر السلام هنا والآن عندما نأتي إلى الله من خلال المسيح، الذي اتفق مع إرادة الآب في بستان جثسيماني أن يدفع عقوبة خطية آدم وخطايا جميع الذين سيقبلونه كرب ومخلص.

الرجاء وفقدان الرضا

صلاة: يا رب، قد وعدتَ في كلمتك أني عندما أطلبك سأجدك. ساعدني أن أثق بأنك وحدك مصدر الرضا الحقيقي. أصلي في اسم يسوع. آمين.

التعامل مع عدم الرضا