فن الحرب الروحيَّة

‘‘إِذْ أَسْلِحَةُ مُحَارَبَتِنَا لَيْسَتْ جَسَدِيَّةً، بَلْ قَادِرَةٌ بِٱللهِ عَلَى هَدْمِ حُصُونٍ’’ (2 كورنثوس 10: 4)

يحارب الشيطان بوحشيَّة وبلا هوادة ليسلب نفوس أطفالنا. لذا، يجب علينا كآباء أن نعلِّمهم فنّ الحرب الروحيَّة وأن نكون أمامهم قدوة يحتذون بها فيتعلَّمون منَّا فنّ الحرب الروحيَّة.

أخشى أن تكون أيدينا ملطَّخة بالدماء، نحن الذين دعينا للاعتناء بخراف الله. فنحن فشلنا في دعوة الناس إلى التوبة، وفي تسمية الخطيَّة باسمها، وفي الإخبار بكلّ مشورة الله، وسمحنا بأن يكبر جيل بكامله غافلًا عن ماهيّة الخطيَّة والتوبة أو عمَّا يريده الله منَّا. فنحن أرسلنا هذا الجيل إلى الحرب بدون أسلحة، وبدون إخباره عن العدو الذي يواجهه.

من هنا، تترتَّب عليك مسؤوليَّة، فأنت مدعوٌّ أن تكون شهادة حيَّة عن نعمة الله أمام الجيل المقبل. فتأثيرك في هذا الجيل يحمِّلك مسؤوليَّة تدريب الشباب على الحرب الروحيَّة. لذا، لا ترسلهم إلى ساحة المعركة بدون سلاح وتدريب.

ويدعونا الرسول بولس في هذا الإطار إلى تدريب أولادنا وتربيتهم بتأديب الرب وإنذاره (أفسس 6: 4 ب). ثم يكتب، بعد بضع آيات، عن طبيعة المعركة التي نواجهها نحن وأولادنا، ويحثُّنا على التشدُّد بالرب قائلًا: ‘‘تَقَوَّوْا فِي ٱلرَّبِّ وَفِي شِدَّةِ قُوَّتِهِ. ٱلْبَسُوا سِلَاحَ ٱللهِ ٱلْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تَثْبُتُوا ضِدَّ مَكَايِدِ إِبْلِيسَ. فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ، مَعَ أَجْنَادِ ٱلشَّرِّ ٱلرُّوحِيَّةِ فِي ٱلسَّمَاوِيَّات’’ (أفسس 6: 10-12).

إذًا، يجب أن نسلِّح أولادنا بكلمة الله لكي ينتصروا في المعركة الوحيدة المهمَّة حقًّا، وهي معركة ربح النفوس للرب.

صلاة: يا رب، ساعدني أن أثبت وأصلي بحرارة لأجل الجيل المقبل، وسلِّحني بكلمتك وروحك القدوس لكي أخوض المعركة الروحيَّة. أصلي باسم يسوع، آمين.