في انتظار المدينة الأبدية

الحياة بالإيمان لا بالعيان
نوفمبر 28, 2022
المسيح فوق الجميع
نوفمبر 29, 2022

في انتظار المدينة الأبدية

“لأَنْ لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ” (عبرانيين 13: 14)

يعيش السفير في مدينة ليست وطنه، وعلى الرغم من أنه قد يحب جيرانه، ويُقدِّر مظاهر ثقافتهم، ويجد قدرًا من السعادة في منصبه، إلا أنه يعلم أنه ليس في وطنه

بغض النظر عن المكان الذي تعيش فيه، إذا كنت تلميذًا ليسوع المسيح، فأنت أيضًا لستَ في وطنك. إن وطنك هو السماء ومهمتك الحالية في هذا العالم هي أن تكون سفير المسيح، كما لو أن الله يوجه نداءه للعالم من خلالك (اقرأ 2كورنثوس 5: 20)

اقرأ عبرانيين 13: 14. إن مهمتك الأساسية، كأي سفير، هي تمثيل وطنك بشكل جيد، ووطنك، الذي هو السماء، لديه رسالة لسكان مدينة الإنسان وهي: “قبل فوات الأوان، اقبلوا عرض الخلاص المجاني الذي أصبح متاحًا لكم من خلال يسوع المسيح وموته على الصليب”

للأسف، كثيرًا ما ننسى أن هذا العالم ليس وطننا، وقد يسمح أكثر المؤمنين تقوى لمشاكل وملذات الحياة الأرضية أن تشتت تركيزهم عن السماء. لقد أصبحنا نهتم كثيرًا بأمور هذا العالم وأصبحنا نضع الخطط للعمل وللحياة وللتقاعد كما لو أننا سنعيش إلى الأبد

لكن الكتاب المقدس واضح: فما تقدمه للرب في هذه الحياة سينتظرك في السماء (اقرأ متى 16: 27)، والمكان الذي نستثمر فيه وقتنا ومالنا وطاقتنا يشير إلى محور تركيزنا، وغالبًا ما نهتم بمدينة الإنسان عن مدينة الله

عاشت الكنيسة الأولى وعملت على تمجيد اسم الله في هذه الحياة لأنها كانت تتطلع إلى الحياة التالية؛ فخططت للسماء والأبدية. لقد كانت أولويتها القداسة وبذل الذات من أجل الله، وأما نحن فأولويتنا هي سعادتنا وإرضاء ذواتنا. لقد قاست الكنيسة الأولى نجاحها من منظور أبدي، أما نحن فمقياس نجاحنا هو قدر المال الذي استطعنا جمعه

يأتي الفرح الحقيقي فقط لأولئك الذين يُثبِّتون أعينهم على مدينة الله، وكما يذكرنا كاتب الرسالة إلى العبرانيين فإنه “لَيْسَ لَنَا هُنَا مَدِينَةٌ بَاقِيَةٌ، لكِنَّنَا نَطْلُبُ الْعَتِيدَةَ” (عبرانيين 13: 14)

صلاة: ساعدني يا أبي لكي أُثبِّت قلبي وعقلي على أبديتي معك، فتسير أولوياتي وأفعالي وفق ملكوتك، وأُدرِك كيف يمكنني أن أخدمك وأحب الآخرين كسفير لك في هذا العالم. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين