العيش في مدينة الإنسان
نوفمبر 22, 2022
أمر لا جدوى منه
نوفمبر 24, 2022

في قبضة بابل

“أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟.. فَاخْضَعُوا للهِ. قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ” (يعقوب 4: 4، 7)

ترمز بابل في الكتاب المقدس إلى كل شعب أو ثقافة تقاوم وتعارض الله. كانت بابل أيضًا مكانًا حقيقيًا اكتسب سمعة حقيقية. تأسست مدينة بابل على يد نمرود، حفيد حام ابن نوح. لم يكن جيل نمرود بعيدًا عن زمن الطوفان العظيم؛ فقد كان يعرف أسباب الطوفان – أن الله قد حكم على شعوب العالم بسبب خطاياهم، وكان يعلم أن الرب أنقذ جده ووالد جده في الفلك، لذا، كان ينبغي أن يكون عابداً شاكراً ومُكرَّسًا لله، ولكنه بدلاً من ذلك، بنى مدينة مُكرَّسة لتحدِّي الله

اقرأ تكوين 11: 1-9. رفض مواطنو بابل عن قَصد الإله الواحد الحقيقي الذي عبده أجدادهم، فنقرأ في تكوين 11: 4 قولهم “هَلُمَّ نَبْنِ لأَنْفُسِنَا مَدِينَةً وَبُرْجًا رَأْسُهُ بِالسَّمَاءِ. وَنَصْنَعُ لأَنْفُسِنَا اسْمًا لِئَلاَّ نَتَبَدَّدَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ”، وعلى قمة ذلك البرج في وسط مدينة بابل، سعوا للحصول على الاستقلال عن الله، وهذا هو جوهر عبادة الأصنام وعبادة الذات والكبرياء

لا يزال إله الذات يسود في ثقافتنا اليوم، وإذا كنا صادقين مع أنفسنا، علينا أن نعترف أنه يسود ويسيطر على قلوبنا. تعد عبادة الذات واحدة من أعظم الإغراءات التي سنواجهها ونحن نعيش كأبناء لله في مدينة الإنسان. قد نظن أننا لا نعبد ذواتنا، ولكن، كم مرة اخترنا أنفسنا على الله؟ كم مرة فضَّلنا أن نفعل أمرًا على طريقتنا؟ كم مرة قدمنا تنازلات لبابل؟

احذَر من إله الذات، فهي عبادة وثنية خفية يمكن تبريرها بسهولة. إن عبادة الذات هي دين بابل، ولكن إذا تواضعنا أمام الله سنتحرر من قبضتها ونصبح “أَوْلاَدًا للهِ بِلاَ عَيْبٍ فِي وَسَطِ جِيل مُعَوَّجٍ وَمُلْتَوٍ” (فيلبي 2: 15)

نحن نعيش في أزمنة صعبة، لكن الله يريد أن يقول لمواطني مدينة الله الذين يعيشون في مدينة الإنسان أنكم إن عشتم حياتكم بلا لوم بقوّة الروح القدس، كمثال لنقاء الإنجيل وبساطته، فعندئذ سوف “تُضِيئُونَ بَيْنَهُمْ كَأَنْوَارٍ فِي الْعَالَمِ” (في 2: 15). مهما كان العالم مظلمًا، فإن إلهنا هو إله القوة والقدرة، ولأنه حقق أعظم انتصار، يمكننا نحن أيضًا أن ننتصر في اسم يسوع

صلاة: ساعدني يا أبي لكي أدرك كيف يمكن لإله الذات أن يتسلل إلى قلبي وعقلي. أريد أن أسير في توافق مع روحك لكي أُكرِمك وأشارك محبتك ورجاءك مع كل من تضعهم في طريقي. أُصلِّي في اسم يسوع، آمين