الموت عن الذات
نوفمبر 27, 2023
تسليم كامل
نوفمبر 29, 2023

لقد بذل حياته لأنه أحب

فَخَرَجَ وَهُوَ حَامِلٌ صَلِيبَهُ إِلَى الْمَوْضِعِ الَّذِي يُقَالُ لَهُ «مَوْضِعُ الْجُمْجُمَةِ» وَيُقَالُ لَهُ بِالْعِبْرَانِيَّةِ جُلْجُثَة، حَيْثُ صَلَبُوهُ، وَصَلَبُوا اثْنَيْنِ آخَرَيْنِ مَعَهُ مِنْ هُنَا وَمِنْ هُنَا، وَيَسُوعُ فِي الْوَسْط. (يوحنا 19: 17-18)

في الجلجثة، أصبح صليب المسيح شعاراً أبدياً للحب. كان يسوع يضع نصب عينيه دائماً هدف الله لحياته. كل ما تعلمه من الآب كان لإعداده لهذه اللحظة

يخبرنا الكتاب المقدس أنه “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ.” (يوحنا 15: 13) لم يضع يسوع حياته لأجل من أحبوه فقط، بل وضعها لاجل جميع الرجال والنساء، حتى أولئك الذين رفضوه. لم يمت من أجل المقربين منه فقط، بل مات من أجلنا جميعاً دون أي استثناء. لكن علينا أن نختار إما أن نقبله كمخلصنا أو أن نبتعد عنه ونواجه حكم الموت المُعذِب

رفض اليهود يسوع. لكننا نعلم أن نيقوديموس ويوسف الرامي كان اختيارهما مختلف؛ فبعد موت يسوع، طلبا جسد مخلصهما، واستجاب لهما بيلاطس

لا يمكن لأي يهودي في وضعهما الاجتماعي أن يتلامس مع الأموات ويظل نقياً روحياً. ومع ذلك، قَبِل هذان الرجلان بمحبة الدور الذي لعباه في دفن ربنا. ومن المشكوك فيه أنه قد سُمح لهما بعد هذا الحدث الاستمرار في قيادة المجتمع اليهودي. من المُحتمل أكثر أنهما أصبحا من أتباع يسوع المسيح. الحب يقود للحب، ومحبة المسيح غير المشروطة هي التي قادت نيقوديموس ويوسف إليه. إنه نفس الحب الذي يجذبنا اليوم

عندما تجد نفسك مُنجذباً بعيداً عنه بمشاعر وإغراءات العالم، تذكر الصليب، حيث وضع المسيح حياته كفارة عن خطاياك. ليس هناك حب أعظم من حب الله لك

صلاة: يا رب، من الصعب أن أتخيل عمق حبك لي. أشكرك من أجل موتك من أجلي. أصلي في اسم يسوع. آمين

الحب غير مشروط