اتبع الراعي
ديسمبر 15, 2019
إلهنا كلي العلم وكلي الوجود
ديسمبر 17, 2019

محاولة إرضاء الله

“وَلكِنْ بِدُونِ إِيمَانٍ لاَ يُمْكِنُ إِرْضَاؤُهُ، لأَنَّهُ يَجِبُ أَنَّ الَّذِي يَأْتِي إِلَى اللهِ يُؤْمِنُ بِأَنَّهُ مَوْجُودٌ، وَأَنَّهُ يُجَازِي الَّذِينَ يَطْلُبُونَهُ.” (عبرانيين 11: 6)

أحد أكبر الأخطاء الذي كثيراً ما نقع فيه هو الربط بين الله وبين آبائنا الأرضيين. سواء كان أبوك الأرضي رؤوفًا أم قاسيًا، يجب ألا تربط أبدًا بينه وبين أبيك السماوي.
أتساءل كم من الناس يقضون حياتهم في محاولات لإرضاء الله، ولكنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون إرضاءه بالقدر الكافي! كثيرون يعملون باجتهاد وإحساس الفشل يغمرهم لأنهم يشعرون بأنهم لا يستطيعون إرضاءه.

أفكر في أصدقائنا من الديانات الأخرى الذين يمارسون طقوسًا دينية كثيرة محاولين إرضاء الله، ولكن ليس لديهم أي تأكيد على الإطلاق بأنهم قد نجحوا في إرضائه.
أفكر في مارتن لوثر، المُصلح العظيم الذي أشعل الإصلاح في أوروبا. كراهب دومينيكاني في الدير، كان لوثر مثقلاً بخطيته وبعدم استحقاقه عند محاولة إرضاء الله، وكان حرفيًا يذهب إلى رئيس الدير كل ساعة للاعتراف حتى ملَّ منه وقال له: “توقف عن المجيء إليّ”.

أراد لوثر إرضاء الله، لكنه لم يستطع أن يفعل ذلك حتى قرأ الكتاب المقدس وأدرك أن الخلاص يتم بالنعمة فقط، فتغيَّرت حياته وأشعل الإصلاح في أوروبا.

نحن نبذل كل الجهد والعمل الجاد في محاولات لإرضاء الله، ولكننا لا نشعر أبدًا بأن الله راضٍ عنا حقًا لأننا نفتقد معنى كلمة الله أنه “بدون إيمان لا يمكن إرضاؤه”.

صلاة: أبي.. أشكرك لأنك لست مثل أبي الأرضي. أنت كامل وممتليء نعمة. أشكرك لأنك تُذكِّرني دائمًا بأنه لا يوجد شيء يمكنني القيام به لإرضائك بمنأى عن عملك فيَّ. أعلم أنني لا أستحق محبتك – فهي هبة النعمة والرحمة التي يأتي منها خلاصي. أشكرك لأننا، بنعمتك فقط، نُدعى أولادك وبناتك. أصلي في اسم يسوع. آمين.