بطيء الغضب
فبراير 6, 2022
قوَّتي في الضعف تكمل
فبراير 8, 2022

معايير مختلفة

‘‘فَلْيُضِئْ نُورُكُمْ هَكَذَا قُدَّامَ ٱلنَّاسِ، لِكَيْ يَرَوْا أَعْمَالَكُمُ ٱلْحَسَنَةَ، وَيُمَجِّدُوا أَبَاكُمُ ٱلَّذِي فِي ٱلسَّمَاوَات‘‘ (متى 5: 16)

هل أنت متميِّز عن العالم من خلال أسلوب حياتك؟ هل يتفاجأ الناس عندما يعلمون أنَّك مؤمن مولود من جديد؟ هل تساوم على معتقداتك لكي تنسجم مع أصدقائك أو زملائك في العمل؟ أم إنَّك تسعى إلى السلوك وفق خطَّة الله لحياتك؟

عندما كان دانيال ورفاقه يدرسون في قصر ملك بابل، فرض عليهم هذا الأخير طعامًا وشرابًا يتعارض مع قوانين النظام الغذائي المتَّبع لدى شعب الله في العهد القديم. في ذلك الوقت، لم يكن طعام البابليِّين نجسًا لدى اليهود فحسب، ولكنَّهم كانوا يتناولون أيضًا ما هو مقدَّم للأصنام.

لكنّ دانيال قرَّر ألَّا يشاكل نمط الحياة الجديد المفروض عليه، لأنَّه كان يعلمّ جيِّدًا أنَّ الله دعاه إلى اعتماد معايير مختلفة وأنَّه يريد منه أن يغيِّر العالم بدون أن يسمح للعالم بتغييره.

فاقترح أن يُسمح له ولرفاقه باعتماد نظام الغذاء الصحِّي الذي تسلَّمه من الله، لتتمّ مقارنة نتائجه بنتائج معايير الغذاء المتَّبعة لدى البابليين. وهو لم يجادل أولياءه ولم يستهزئ بطرقهم، لكنَّه أوضح ببساطة أنَّ طعامه التقليدي أفضل. وفي النهاية، أثبت الحقّ من خلال أعماله.

وهكذا، عندما نواجه مواقف مُحرجة تبعدنا عن حياة التقوى، يجب أن نتذكَّر أنَّنا مدعوون للسلوك في التقوى أيًّا تكون الضغوطات التي نواجهها. وعلينا تجنُّب المماحكات اللاهوتية المحتدمة لإيضاح وجهة نظرنا، وعيش حياة الإيمان المفعمة بالمحبَّة. ‘‘وَأَنْ تَكُونَ سِيرَتُكُمْ بَيْنَ ٱلْأُمَمِ حَسَنَةً، لِكَيْ يَكُونُوا، فِي مَا يَفْتَرُونَ عَلَيْكُمْ كَفَاعِلِي شَرٍّ، يُمَجِّدُونَ ٱللهَ فِي يَوْمِ ٱلِٱفْتِقَادِ، مِنْ أَجْلِ أَعْمَالِكُمُ ٱلْحَسَنَةِ ٱلَّتِي يُلَاحِظُونَهَا’’ (1 بطرس 2: 12).

صلاة: يا رب، ساعدني أن أسلك وفق معاييرك وليس معايير العالم وأن أعيش دائمًا حياة التقوى حتَّى في المواقف الصعبة. أصلِّي باسم يسوع. آمين.