عيد الميلاد كما رواه مَن عاشوه
ديسمبر 23, 2022
منظور يسوع: عرف مَن يكون
ديسمبر 25, 2022

منظور يسوع: عَرَف هدفه

ثُمَّ قُلْتُ: هَأَنَذَا أَجِيءُ. فِي دَرْجِ ٱلْكِتَابِ مَكْتُوبٌ عَنِّي، لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا ٱلله (عبرانيين 10: 7)

اقرأوا عبرانيين 10: 5-7
يروي كاتب رسالة العبرانيين قصَّة الميلاد بثلاث آيات وجيزة في عبرانيين 10: 5-7. كان يسوع يعلم أنَّ المزمور 40 سيتمّ من خلاله، وهو يخبرنا أنَّ ذبائح العهد القديم لم تكن كافية لتطهيرنا من خطايانا، فمهما قدَّم الناس من ثيران وحملان لله، لم تحلَّ هذه الذبائح جذور المشكلة، لذا كان لا بدَّ من تقديم ذبيحة أخرى، ذبيحة أفضل. لذا قال يسوع، ‘‘هَأَنَذَا أَجِيءُ لِأَفْعَلَ مَشِيئَتَكَ يَا ٱلله’’ (عبرانيين 10: 7؛ مزمور 40: 8)

وُلد يسوع في أوَّل عيد ميلاد لهدف محدَّد، وهو الموت كذبيحة عن خطايانا، لذا، فيما كان الرعاة في الحقول بالقرب من بيت لحم، اخترق ملاك الرب سماء الليل، وقال لهم، ‘‘فَهَا أَنَا أُبَشِّرُكُمْ بِفَرَحٍ عَظِيمٍ يَكُونُ لِجَمِيعِ ٱلشَّعْب (لوقا 2: 10)’’. الخبر السار هو أنَّ المخلِّص المرسل من السماء جاء لتتميم مهمَّة مجيدة، وهي الانتصار على الخطيَّة والموت مرَّة وإلى الأبد

وُلد يسوع ليقدِّم نفسه ذبيحة لأجلنا، وأسلم جسده على الصليب ليدفع ثمن خطايانا. لم يكن هذا العمل فكرة ثانويَّة خطرت في باله لاحقًا، بل هو كان مدركًا تمامًا أنَّه جاء لهدف محدَّد، وهو تتميم مشيئة الآب، وكانت مشيئته من قبل تأسيس العالم هي الصليب
إذًا، الصليب هو جوهر قصَّة الميلاد، وبدونه، يستحيل أن يكون لنا قلب يسوع في موسم العيد، فما جعل ميلاد يسوع خبرًا سارًّا هو الصليب، وقد عرف يسوع هذا، فعاش حياته كلَّها مثبِّتًا نظره على الجلجثة

عيد الميلاد هو موسم فرح، فكلَّ سنةٍ، تُتاح أمامنا فرصة جديدة للاحتفال بمجيء ملكنا وبمعجزة ميلاده. نحن نحتفل لأنَّ ابن الله جعل مسكنه معنا لفترة من الوقت، لكنَّه لم يكتفِ بهذا الحدّ، فهو عاش حياة مثاليَّة خالية من الخطيَّة ثمَّ مات عوضًا عنَّا لكي نسكن معه الآن وإلى الأبد

صلاة: يا يسوع، إنجيلك خبر سارٌّ ورائع! أشكرك لأنَّك جئت إلى الأرض لأجلي، لكي تفتديني وتنتشلني من الهاوية وتُجلسني معك في السماويَّات (أفسس 2: 6). حرِّرني لكي أعيش لك بقوَّة روحك العامل فيَّ. أصلِّي باسم يسوع. آمين