العودة إلى الوطن
أغسطس 6, 2022
تحويل الخوف إلى إيمان
أغسطس 8, 2022

من السيطرة إلى الإيمان

‘‘هَؤُلَاءِ بِٱلْمَرْكَبَاتِ وَهَؤُلَاءِ بِٱلْخَيْلِ، أَمَّا نَحْنُ فَٱسْمَ ٱلرَّبِّ إِلَهِنَا نَذْكُرُ’’ (مزمور 20: 7)

   عندما نتأمّل في علاقة يسوع بتلاميذه، نرى أن أحد اهتماماته الأساسيَّة هو نموّهم في الإيمان. وماذا يعني النمو في الإيمان؟ يعني تعلُّمَ الطاعة المطلقة لكلمته، ويعني أيضًا القيام بخطوة إيمان، واتِّباع خطَّته، والتمتُّع بالسلام في وسط العاصفة، حتَّى لو لم نفهم ظروفنا.

اقرأ متى 8: 23- 27. أصاب الخوف قلوب التلاميذ عندما هبَّت عاصفة هوجاء وبدأت الأمواج تتلاطم وتغطي السفينة. فأصابهم ذعر شديد، وركضوا إلى يسوع الذي كان نائمًا، فوبَّخهم قائلًا، ‘‘مَا بَالُكُمْ خَائِفِينَ يا قَلِيلِي ٱلْإِيمَانِ؟’’، ثمَّ انتهر الرياح والأمواج (عدد 26).

ربَّما كان التلاميذ يفضِّلون أن يُسكت يسوع العاصفة قبل أن يعلِّمهم درسًا، لكن يسوع اختار إظهار قوَّته عندما كانوا فاقدين تمامًا للسيطرة، وأراد تعليمهم أن الإيمان ينتصر دائمًا على الخوف، وأنَّه لا يعسر عليه أمر.

ما نخشاه في معظم الأحيان هو فقدان السيطرة، لكنَّنا لا ننمو حقًّا في الإيمان إلَّا من خلال فقدان السيطرة والثقة التامة بالمسيح، وهذا أكثر ما يهمّ الله: نموُّنا في الإيمان.

يخشى أناس كثر السفر في الطائرة بالرغم من وجود أدلَّة دامغة على أن السفر في الطائرة أكثر أمانًا  من التنقُّل في السيارة. نحن نشعر بالسيطرة عندما نقف على أرض صلبة، لكنَّنا نفقد السيطرة عندما نكون على علو آلاف الأمتار في الجو، وفقدان السيطرة يولِّد لدينا خوفًا جنونيًّا.

يصعب على الكثير من المؤمنين تسليم زمام الأمور في حياتهم للرب، فهم يستمدُّون شعورهم بالأمان من وهم سيطرتهم على الأمور، فيعمدون، بهدف التعويض، إلى وضع ثقتهم في أمور ملموسة مثل ثرواتهم أو علاقاتهم أو قدراتهم الخاصَّة، بدلًا من الاستسلام بالكامل للرب.

وإذا أردنا التغلّب على الخوف من فقدان السيطرة والنمو في الإيمان كلَّ يوم، يجب أن نتعامل مع الإيمان كما العضلة التي تحتاج إلى تدريب لكي تنمو، وهكذا يجب علينا ممارسة إيماننا والسلوك فيه.

ولن يصبح الحق فاعلًا في حياتنا ما لم نمارسه بصورة عمليَّة، فلا فائدة من الاكتفاء بالقول: ‘‘أنا أؤمن بالأمر’’. هل سلكت فيه؟ هل قمتَ بخطوة إيمان؟ هل جازفت بالإيمان؟ اعترف بثقتك بالرب ثمَّ فكِّر في طريقة لإظهار هذه الثقة اليوم.

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّ ظروفي كلَّها خاضعة لسيطرتك. علِّمني أن أطيعك، حتى لو كانت هذه الخطوة مزعجة أو غير ملائمة. أريد أن يظهر إيماني من خلال أعمالي، وليس بكلامي فحسب. أصلِّي باسم يسوع. آمين.