دور الأصدقاء الأتقياء
يوليو 3, 2021
تشدَّد وتشجَّع
يوليو 5, 2021

من عُمق الاكتئاب

“الَّذِينَ يَزْرَعُونَ بِالدُّمُوعِ يَحْصُدُونَ بِالابْتِهَاجِ” (مزمور 126: 5)

سعى العديد من الرجال والنساء في الكتاب المقدس للوصول إلى السعادة الأرضية بعيدًا عن الله، بينما يوجد آخرون دفعتهم ظروف حياتهم غير المستقرة إلى محضر الرب، وقادهم تجوُّلهم في الاتجاه المعاكس لأسلافهم، فركضوا نحو الله بدلًا من أن يبتعدوا عنه.

نجد أن داود، في كل اضطرابات حياته، كان يركض باستمرار نحو الله، وبالرغم من كل تساؤلاته الصريحة وتعبيراته الانفعالية عن الضعف، لا نشعر بأن داود قد فقد إيمانه بقدرة الله على تصحيح الأمور، لكن ما قد يفاجئك هو أن داود، رجل الإيمان، بدا وكأنه يعاني من عدة نوبات مما يسميه علماء النفس بالاكتئاب.

على الرغم من أن ما يقدر بنحو 10% من سكان الولايات المتحدة يعانون من مرض الاكتئاب، فإن المؤمنين غالبًا ما يخجلون من الاعتراف بأنهم يعانون من فترات اكتئاب شديدة. لكن حياة داود تعلمنا أن كل شخص، حتى من يثق بالله، يمكنه أن يدخل وادٍ مُظلمٍ في فترة ما من حياته.

في الواقع، تقريبًا كل المؤمنين سيواجهون يومًا ما شكوكًا وتساؤلات وصعوبات وتجارب ستقودهم إلى الاكتئاب. عُرف إرميا باسم “النبي الباكي” لأنه حزن على خطايا شعب الله، وبسبب الدينونة التي رآها تأتي نتيجة عصيانهم، وأكثر من مرة انسحب في انهزام وسأل الله عن الغرض من ولادته.

عانى داود من نوبات اكتئاب مماثلة لما حدث مع إرميا وخدام الله المخلصين الآخرين (اقرأ مزمور ٤٢، ٤٣، ٦٣)، وعلى الرغم من ذلك، فإن جوعه إلى الله، حتى في عمق اليأس، هو دليل حي على استجابة الكتاب المقدس للاكتئاب. إذا شئنا، يمكننا تحويل يأسنا إلى سعى متحمس وراء الله.

صلاة: أيها الآب السماوي، أعترف أنني كنت أستسلم أحيانًا لمشاعر اليأس، لكني أستمد الرجاء من مثال عبدك داود الذي استمر في طلبك حتى في أحلك الظروف. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.