قرارات موسى
يناير 1, 2021
خطورة تقديم التنازلات
يناير 3, 2021

موسى يقرر

“فَأَخَذَ مُوسَى امْرَأَتَهُ وَبَنِيهِ وَأَرْكَبَهُمْ عَلَى الْحَمِيرِ وَرَجَعَ إِلَى أَرْضِ مِصْرَ. وَأَخَذَ مُوسَى عَصَا اللهِ فِي يَدِهِ” (خروج 4: 20).

كان من الممكن أن يبقى موسى في القصر ويعيش في تَرَف ورفاهية، ولكن، كما قال استفانوس للسنهدريم، كان على موسى أن يتخذ قراره، إما بالتمسك بذهب وكنوز مصر أو بالإنضمام إلى شعب الله. قال استفانوس: “وَلَمَّا كَمِلَتْ لَهُ مُدَّةُ أَرْبَعِينَ سَنَةً، خَطَرَ عَلَى بَالِهِ أَنْ يَفْتَقِدَ إِخْوَتَهُ بَنِي إِسْرَائِيلَ” (أعمال الرسل 7: 23).

حرَّك هذا القرار سلسلة من الأحداث التي كان من شأنها أن تُشكِّل مسار حياته. رأى موسى مصرياً يضرب إسرائيلياً فتدخَّل وقتل المصري، واعتقد أن بني إسرائيل سيكونون ممتنين له بسبب إنحيازه لهم، لكنهم اتهموه بقتل المصري، فهرب واختبأ في البرية.
لو لم يتخذ موسى هذا القرار الحاسم بافتقاد شعبه، ولو كان اختار البقاء في القصر، لما قرأنا قصته في الكتاب المقدس، بل في كتب تاريخ مصر القديمة العلمانية. كانت حياة موسى كلها ستوجز في عبارة واحدة – العبد العبري الوحيد الذي أصبح فرعونًا. لو لم يتخذ موسى هذا القرار المصيري، لما حدث تاريخ إسرائيل بأكمله، وبسبب هذا القرار قتل موسى مصريًا، ثم هرب إلى البرية.

بعد أربعين عامًا من هذا القرار، واجه الله موسى بقرار آخر مُغيِّر للحياة:

“وَلَمَّا كَمِلَتْ أَرْبَعُونَ سَنَةً، ظَهَرَ لَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ فِي بَرِّيَّةِ جَبَلِ سِينَاءَ فِي لَهِيبِ نَارِ عُلَّيْقَةٍ. فَلَمَّا رَأَى مُوسَى ذلِكَ تَعَجَّبَ مِنَ الْمَنْظَرِ. وَفِيمَا هُوَ يَتَقَدَّمُ لِيَتَطَلَّعَ، صَارَ إِلَيْهِ صَوْتُ الرَّبِّ: أَنَا إِلهُ آبَائِكَ، إِلهُ إِبْرَاهِيمَ وَإِلهُ إِسْحَاقَ وَإِلهُ يَعْقُوبَ. فَارْتَعَدَ مُوسَى وَلَمْ يَجْسُرْ أَنْ يَتَطَلَّعَ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: اخْلَعْ نَعْلَ رِجْلَيْكَ، لأَنَّ الْمَوْضِعَ الَّذِي أَنْتَ وَاقِفٌ عَلَيْهِ أَرْضٌ مُقَدَّسَةٌ. إِنِّي لَقَدْ رَأَيْتُ مَشَقَّةَ شَعْبِي الَّذِينَ فِي مِصْرَ، وَسَمِعْتُ أَنِينَهُمْ وَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ. فَهَلُمَّ الآنَ أُرْسِلُكَ إِلَى مِصْرَ.” (أعمال الرسل 7: 30- 34 ).
قرر موسى أن يقضي بقية حياته في السعي وراء مجد الله وليس وراء الذهب. لقد كان خائفًا ومترددًا، لكنه اتخذ قراره بقطع جميع الخيارات الأخرى وقرَّر أن يتبع الرب.

صلاة: يا رَبُّ، عندما أواجه تجارب وإغراءات، امنحني القوة والحكمة لأختار أن أتبعك. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.