نجنا من الشرير

“أَنْتُمْ مِنَ اللهِ أَيُّهَا الأَوْلاَدُ، وَقَدْ غَلَبْتُمُوهُمْ لأَنَّ الَّذِي فِيكُمْ أَعْظَمُ مِنَ الَّذِي فِي الْعَالَمِ.” (1يوحنا 4: 4)

لم تكن كلمات يسوع عشوائية عندما صلى الصلاة المدونة في إنجيل متى والتي نطلق عليها اليوم الصلاة الربانية. كانت صلاته مثالية ومنطقية ولا عجب في أنه ختمها بهذه الطلبة “نجنا من الشرير” (متى 6: 13)

أراد رئيس الملائكة زهرة بنت الصبح أن يعتلي عرش الله فتحول من رئيس الملائكة لرئيس الشياطين؟ وبسبب كبريائه طُرد من السماء لينتهي به الحال في أعماق الجحيم. واليوم يحاول إبليس أن يجعلنا نتكبر مثله

وهذه الطلبة بألا ندخل في تجربه تتعلق بإرادتنا. فقد كانت خطية إبليس الأصلية هي الكبرياء وهذا الكبرياء يصيب الإرادة، فإن لم نسمح لكلمة الله أن تخترق أذهاننا وتغير قلوبنا وتغيير إرادتنا للتفق مع مشيئة الله واكتفينا بقراءتها وترديدها لما أثمرت في حياتنا

لم يخلصنا موت يسوع المسيح على الصليب وقيامته من عقاب الخطية الأبدي فقط ولكنه خلصنا أيضاً من سلطانها على حياتنا اليومية. عندما نشعر بأنن غير قادرون على التغلب على قوة الخطية في حياتنا يكون السبب 1) أننا لا نصلي ونطلب قوة من الله بالإيمان 2) أننا لا نريد قوة الله وسلطانه أن يعملا في حياتنا بالتمام أو 3) أننا صدقنا أكاذيب إبليس بأن ليس لنا سلطان على الخطية

لكي نكون منتصرين في المسيح، علينا أن نختار أن نسلك في الحرية التي أعطاها لنا. قال بولس أن الإنسان العتيق قد صُلب مع المسيح حتى لا نكون فيما بعد عبيداً للخطية لأن كل من مات قد أُعتق من الخطية (اقرأ رومية 6: 6-7). صلاتنا إذاً يجب أن تكون “يا رب، لقد خلصتني من الشرير أبدياً والآن خلصني من سلطان الخطية يوماً بعد الآخر”

يقول سفر العبرانيين عن يسوع “فَمِنْ أَجْلِ أَنَّهُ يَبْقَى إِلَى الأَبَدِ، لَهُ كَهَنُوتٌ لاَ يَزُولُ.” (عبرانيين 7: 24) وهذا يعني أن يسوع قادر في كل وقت أن يخلص كل الذين يقبلون إلى الله من خلاله وهو يشفع فينا الآن. لذلك عندما يهاجمنا إبليس نستطيع أن نصرخ إلى الله لكي ينجينا من الشرير ويخلصنا منه واثقين أنه لا يسمع صلاتنا فقط بل يستجيبها أيضاً

صلاة: أيها الآب السماوي، قلبي مكشوف أمامك وشهواتي أنت عالم بها. نق أفكار قلبي بالروح القدس وساعدني حتى أؤمن يقيناً أن قوتك أعظم من سلطان الخطية على حياتي. أشكرك من أجل شفاعتك لأجلي. أصلي في اسم يسوع. آمين