ثلاث سمات أساسية
أكتوبر 15, 2022
إلهنا الكليُّ العلم والوجود
أكتوبر 20, 2022

نعمة الاختيار

‘‘لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ’’ (يوحنا 15: 16أ)

يجب أن نتذكَّر بصفتنا مؤمنين أنَّ الله لم يخترنا لأنَّنا جديرون بالمحبَّة، وإنَّما هو اختارنا بالرغم من كوننا غير قابلين للمحبَّة، وذلك لأنَّ محبَّته لنا غير مشروطة واختياره لنا هو عمل مشيئته السياديَّة، أمَّا اختياره إنسانًا دون الآخر فهو لغز معروف لدى الله وحده، وبما أنَّ اختياره السياديّ لنا هو عمل نعمته السياديَّة، فليس لدينا سبب للتكبُّر، فاختياره لنا يجعلنا نجثو على ركبنا تواضعًا وانكسارًا أمامه

لذا، لا يسعنا سوى الصراخ إلى الله قائلين، ‘‘يا رب، لا أعرف لماذا تحبُّني، ولماذا دعوتني واخترتني قبل تأسيس العالم، لكن بقلب ممتلئ ذهولًا وتواضعًا، أشكرك وأؤمن بك، وأريد أن أسبِّحك إلى الأبد’’. فما من قوَّة في الكون تستطيع أن تكسر غرورنا كما يفعل اختيار الله السياديّ لنا

وقد قال يسوع لتلاميذه، ‘‘لَيْسَ أَنْتُمُ ٱخْتَرْتُمُونِي بَلْ أَنَا ٱخْتَرْتُكُمْ، وَأَقَمْتُكُمْ لِتَذْهَبُوا وَتَأْتُوا بِثَمَرٍ، وَيَدُومَ ثَمَرُكُمْ’’ (يوحنا 15: 16 أ). لو كان الأمر يعود إلينا، لَما اخترنا أن نتبعه، فنحن البشر، بطبيعتنا الساقطة، عنيدون ومتمرِّدون، لكنَّ بولس قال إنَّ الله اختارنا لكي نكرز به، فهو كتب ‘‘ عَالِمِينَ… أَنَّ إِنْجِيلَنَا لَمْ يَصِرْ لَكُمْ بِٱلْكَلَامِ فَقَطْ، بَلْ بِٱلْقُوَّةِ أَيْضًا، وَبِٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ، وَبِيَقِينٍ شَدِيدٍ… ، وَأَنْتُمْ صِرْتُمْ مُتَمَثِّلِينَ بِنَا وَبِالرَّبِّ… لِأَنَّهُ مِنْ قِبَلِكُمْ قَدْ أُذِيعَتْ كَلِمَةُ ٱلرَّبِّ، لَيْسَ فِي مَكِدُونِيَّةَ وَأَخَائِيَةَ فَقَطْ، بَلْ فِي كُلِّ مَكَانٍ أَيْضًا قَدْ ذَاعَ إِيمَانُكُمْ بِٱلله’’ (1 تسالونيكي 1: 4-6، 8)

اختارنا الله لكي نذيع رسالته ولكي يصبح خبر يسوع المسيح السار معروفًا في كلِّ مكان. هل أنتم مستعدُّون للاستجابة لدعوته وللإتيان بثمر يدوم؟

صلاة: يا رب، أحمدك لأجل لطفك ورحمتك ونعمتك المتجلِّية في اختيارك السياديّ. أشكرك لأنَّك دعوتني من الظلمة إلى نورك. امنحني القوَّة لأعلن حقَّك بجرأة واثقًا بأنَّك ستأتي بثمر إلى حياتي وإلى حياة المحيطين بي. أصلِّي باسم يسوع. آمين