يسوع يطلب ويخلِّص ما قد هلك

الاحتفال بمجيء الرب
يناير 6, 2024
أمين في الصليب
يناير 8, 2024

يسوع يطلب ويخلِّص ما قد هلك

‘‘لِأَنَّ ٱبْنَ ٱلْإِنْسَانِ قَدْ جَاءَ لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ’’ (لوقا 19: 10)

اقرأ لوقا 19: 1-10
ثمَّة كلمة جوهرية في قصَّة عيد الميلاد لا يرغب كثيرون في سماعها، وهي كلمة ‘‘خطيَّة’’، لكنَّ الكتاب المقدَّس يعلن بوضوح أنَّ يسوع جاء ليخلّصنا منها (متَّى 1: 21؛ يوحنا 1: 29؛ 1 يوحنا 3: 5).

يرفض مجتمعنا اليوم الحديث عن الخطيَّة، لكنَّ الكتاب المقدَّس يقول إنَّ الإذعان لطلبه وتجاهل كلمة ‘‘خطيَّة’’ مخزٍ. فالخطيَّة ليست لعبة، بل هي طاغية يملك قوَّة الموت ولم يتلاشَ سلطانه في تاريخ البشريَّة، لذا، كلّ من ينكر وجود الخطيَّة وسلطانها هو في حالة ضلال مطلق.

الخطيَّة حقيقيَّة ونحن عاجزون عن تحرير أنفسنا من قبضتها، لكنَّنا نشكر الله لأنَّه أرسل ابنه في أوَّل ميلاد ليمنحنا الدواء الوحيد الذي يشفينا من الخطيَّة، وهو برّ الله الذي نلناه بدم يسوع المسيح المسفوك على الصليب.

يولد كلّ إنسان بطبيعة آثمة ونزعة إلى الاستقلال عن خالقه، لكنَّ مَن يعترف بخطيَّته ويقرّ بحاجته إلى مخلِّص هو مَن يخلص من خلال عمل يسوع على الصليب. لذا، كتب الرسول يوحنَّا، ‘‘إِنْ قُلْنَا: إِنَّهُ لَيْسَ لَنَا خَطِيَّةٌ نُضِلُّ أَنْفُسَنَا وَلَيْسَ ٱلْحَقُّ فِينَا’’ (1 يوحنا 1: 8). ويعلن الكتاب المقدَّس من سفر التكوين حتَّى سفر الرؤيا أنَّ أمامنا طريقَين علينا الاختيار بينهما، وهما طريق الله وطريق الإنسان، وملكوت الله ومملكة الشيطان. وكلُّ إنسان على الأرض هو إمَّا مخلَّص أو ضال؛ لا يوجد حلّ وسط. ومَن يعترف بخطاياه ويقبل الخلاص بدم يسوع المسيح وحده، ينال الغفران الأبدي ويستمتع بعلاقته بالآب إلى الأبد.

جاء يسوع إلى الأرض ليحرِّرنا من الخطيَّة وسلطانها وعقابها، ‘‘لِأَنَّهُ جَعَلَ ٱلَّذِي لَمْ يَعْرِفْ خَطِيَّةً، خَطِيَّةً لِأَجْلِنَا، لِنَصِيرَ نَحْنُ بِرَّ ٱللهِ فِيهِ’’ (2 كورنثوس 5: 21). يسوع هو برُّنا، والطريق إلى الآب، والباب إلى الحياة الأبديَّة والفيَّاضة (1 كورنثوس 1: 30؛ يوحنا 10: 9؛ 14: 6). إنَّه أعظم هديَّة يمكن أن نحصل عليها يومًا، وأجمل خبر نشاركه مع عالم يحتاج إلى مخلِّص. فلنفرح ونتهلَّل في موسم عيد الميلاد، معلنين الخبر السارّ وهو أنَّ يسوع جاء لِكَيْ يَطْلُبَ وَيُخَلِّصَ مَا قَدْ هَلَكَ.

صلاة: أبي السماوي، أشكرك لأنَّك حرَّرتني من سلطان الخطيَّة. أصلِّي أن أمجِّدك بحياتي بينما أتغيَّر يومًا بعد يوم لأصير على شبه المسيح. فأنت في حياتي جبَّار يخلِّص. أصلِّي باسم يسوع. آمين.