“كَارِزًا بِمَلَكُوتِ اللهِ، وَمُعَلِّمًا بِأَمْرِ الرَّبِّ يَسُوعَ الْمَسِيحِ بِكُلِّ مُجَاهَرَةٍ، بِلاَ مَانِعٍ.” (اعمال 28:31) إذا قمت بزيارة روما، يمكنك رؤية الزنزانة التي كان الرسول بولس سجينًا بها. تستطيع أن تقف بداخل نفس الجدران الأربعة الصلبة التي كانت تُشكِّل زنزانته يومًا ما. لا يوجد بها نوافذ أو أبواب أو أي طريق للهروب؛ لكنها لم تكن بالنسبة لبولس مكان للهزيمة أو الخوف. لقد كانت مكانًا للنصر والرجاء. وعلى الرغم من قيود بولس الجسدية، إلا أنه كان حُرَّا روحيَّا. عندما وصل بولس إلى روما، كان أول ما فعله هو مشاركة إخوته اليهود بحق يسوع. يقول الكتاب المقدس أنهم اعترضوا على كلامه، لكن بولس كان يعرف أن الاعتراضات والمُعترضِين لا يمكنهم إيقاف عمل الله. وكان يعلم أن ما يستخدمه الشيطان كعقبات، يستخدمه الله كأدوات لتقديس عبيده وتحقيق هدفه. أدت طاعة بولس إلى سجنه ثلاث سنوات في سجن قيصري وسنتين في الإقامة الجبرية في روما. لكن في هذه المواقف التي تبدو غير مريحة، كان بولس قادرًا على التبشير للملوك والحُكَّام. وعندما كان تحت الإقامة الجبرية […]