kingdom

نوفمبر 4, 2021

أُرسِلَ إلى المخبأ

“اِنْتِظَارًا انْتَظَرْتُ الرَّبَّ، فَمَالَ إِلَيَّ وَسَمِعَ صُرَاخِي” (مزمور 40: 1). من السهل أن تتساءل عما يفعله الله في الوقت الذي تشعر فيه بالعجز. ربما كنت في وظيفة أو في وضع مالي يبدو خانقًا، أو ربما يكون وقتًا في حياتك تشعر فيه بالانفصال عن الآخرين – مثل حال الأم الجديدة أو الشخص المُقعَد المُحتَجَزْ في منزله، وتتوق إلى الخطوة التالية في حياتك، لكنك تشعر أنك مُحاصَر في الحاضر. من البديهي أن نريد أن نتحرَّر مما نراه نمطًا ثابتًا في الحياة، ونريد أن نتقدم وننتقل إلى تلك المغامرة المثيرة التالية، فنحن نشعر بأن علينا أن نفعل شيئًا هامًا بدلاً من قضاء الوقت بأمان في مخبأ. لكن ليست هذه هي الطريقة التي يريدنا الله أن ننظر بها إلى وضعنا. يذكُر الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا أن الله كان يقوم بتخبئة خُدَّامه قبل قيامهم بأعمال عظيمة من أجله. لقد كان إِيلِيَّا يتوق إلى خدمة الآخرين، لكن الله أوقفه لمدة ثلاث سنوات. كان شعب الله في وقت إِيلِيَّا قد وصل إلى أدنى درجة من درجات الضعف […]
نوفمبر 3, 2021

وقت الاختباء

ظهر إِيلِيَّا فجأة في مشهد عبادة إسرائيل للأوثان في 1ملوك 17. كنبيٍّ لله، أعلن إِيلِيَّا دينونة الله – الجفاف – كعقاب لعبادة شعب الله للبعل، التي قادهم إليها آخاب ملك إسرائيل (اقرأ 1ملوك 16: 29-33). في وسط الجفاف، قام الله بتدبير كل احتياجات إِيلِيَّا بشكل خارق للطبيعة. يقول الكتاب المقدس في 1ملوك 17: 6 “كَانَتِ الْغِرْبَانُ تَأْتِي إِلَيْهِ بِخُبْزٍ وَلَحْمٍ صَبَاحًا، وَبِخُبْزٍ وَلَحْمٍ مَسَاءً، وَكَانَ يَشْرَبُ مِنَ النَّهْرِ”. نادرًا ما يسعى أبناء الله إلى الاختباء، ولكن هذه الفترات، على وجه الخصوص، هي التي تُقرِّب رجال ونساء الله المؤمنين أكثر فأكثر من الله، وتُعِدُّهم للقيام بخدماتٍ عظيمةٍ. لقد نَضَجَ يوسف خلال فترة اغترابه وسجنه، وأمضى موسى سنوات عديدة في البرِّية قبل البدء في خدمته العُظمى، وأمضت إستير وقتًا طويلاً في الاستعداد لتقديمها إلى الملك، وأمضى بولس ثلاث سنوات هادئة في شمال الجزيرة العربية قبل البدء في خدمته. هل خبَّئَك الله لفترةٍ ما؟ هل تشعر بالعُزلة، أو بأنك مُعَرَّض للخطر، أو بأنك غير مفيد للملكوت؟ الله لديه قصد من وجودك في مكانك، […]
نوفمبر 2, 2021

جرأَة إِيلِيَّا

ظهر إِيلِيَّا فجأةً في الكتاب المقدس؛ لم يكن لديه تاريخ عائلي، أو منصب رفيع، أو أوراق اعتماد تجعل الله يختاره لمواجهة القيادة المرعبة وغير الأخلاقية في عصره. لا يوجد دليل على أن إِيلِيَّا كان شخص شديد الروحانية، بل كان يشعر بالخوف والارتباك في بعض الأحيان مثلنا تمامًا، ولكنه قال بكل صراحة وجرأة للملك آخاب الشرير «حَيٌّ هُوَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ الَّذِي وَقَفْتُ أَمَامَهُ، إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي» (1ملوك 17: 1). كان تصرُّف إِيلِيَّا جريئًا للغاية لأن الملك آخاب كان تحت تأثير زوجته الوثنية إيزابل التي قادته إلى قتل المئات من شعب الله لأنهم لم يسجدوا لبعل. لا بد وأن إيصال رسالة الله إلى أخآب كانت بمثابة مُهِمَّة انتحارية. بحسب توجيه الله له، قام إِيلِيَّا بتوصيل الرسالة، ثم اختبأ عند نهر كريث، وهناك تَعَلَّم أنه عندما يدفعك الله إلى الاختباء، فإنه سيُدبِّر لك احتياجاتك، وسيمُدُّك بالقوة والحماية التي تحتاجها لتكون مستعدًا لتقديم خدمة أعظم له. صلاة: ساعدني يا رَبُّ لكي تكون لي الجرأة […]
نوفمبر 2, 2021

خلاف ذلك

عظات روحية – جيمس ميريت خلاف ذلك – جزء ٣ الحلقة:3المدة:28:05 خلاف ذلك – جزء ٢ الحلقة:2المدة:28:02 خلاف ذلك – جزء ١ الحلقة:1المدة:28:05
نوفمبر 1, 2021

إلهنا الأمين

“فَاعْلَمْ أَنَّ الرَّبَّ إِلهَكَ هُوَ اللهُ، الإِلهُ الأَمِينُ، الْحَافِظُ الْعَهْدَ وَالإِحْسَانَ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ وَيَحْفَظُونَ وَصَايَاهُ إِلَى أَلْفِ جِيل” (تثنية 7: 9). يُظهِر لنا الكتاب المقدس مرارًا وتكرارًا كيف يعتني الله بشعبه الأمين وسط الكوارث، وتخبرنا شهادات هؤلاء المؤمنين مرارًا وتكرارًا أن الله يبارك ويحفَظ شعبه وسط الكآبة والحزن، ويُدبِّر له احتياجاته، فالله إله أمين. نقرأ في سفر التكوين عن تدبير الله الأمين وحمايته ليعقوب وأولاده في المجاعة الشديدة. لقد وضع الله خططًا لهذا التهديد المستقبلي، فجاء بيوسف إلى أرض مصر لكي يتمكن من إنقاذ يعقوب ويَفِي بالوعد الذي أعطاه الله لإبراهيم. في خروج 10: 21-23، بينما كانت مصر كلها غارقة في الظُلمة، كان هناك نور في الضواحي التي يعيش فيها شعب الله. في 1ملوك 17، بينما كان جميع شعب إسرائيل يعاني من الجوع الشديد، كان الله يمد عبده إِيلِيَّا بالطعام والماء. هذا هو إلهنا. لا عجب أن قال كاتب المزمور، بعد أن اختبر صلاح الله، “لأَنَّ الرَّبَّ، اللهَ، شَمْسٌ وَمِجَنٌّ. الرَّبُّ يُعْطِي رَحْمَةً وَمَجْدًا. لاَ يَمْنَعُ خَيْرًا عَنِ السَّالِكِينَ بِالْكَمَالِ” […]
أكتوبر 31, 2021

الحفاظ على هويتنا

“اُنْظُرُوا أَيَّةَ مَحَبَّةٍ أَعْطَانَا الآبُ حَتَّى نُدْعَى أَوْلاَدَ اللهِ!” (1يوحنا 3: 1). عندما سُبِيَ دانيال وأصدقاؤه في بابل، كانت بيئتهم الجديدة مختلفة تمامًا عن كل ما عرفوه من قبل؛ حتى أن أسمائهم قد تم تغييرها قَسرًا لتعكس الثقافة الوثنية، وكانوا على وشك تلقينهم الثقافة البابلية وإجبارهم على عبادة آلهة باطلة. لقد كان من السهل عليهم أن يخضعوا لتلك الضغوط ويتغيَّروا من الداخل. عرف دانيال وأصدقاؤه أن هويتهم تأتي من الله، وليس من ظروفهم أو أسمائهم أو مكانتهم في المجتمع، وعلى الرغم من أن التجارب التي اجتازوا بها كانت منذ آلاف السنين، إلا أنها لا تختلف كثيرًا عما نواجهه اليوم في مجتمعنا. يتم اختبار إيماننا كل يوم، ونتغذَّى على أكاذيب حول مصدر هويتنا وقيمتنا، ونُدفع دفعًا تجاه أنظمة وسلوكيات معتقدات وثنية. يحاول المجتمع أن يغرينا بالنجاح والرفاهية، وتُستَخدَم وسائل الإعلام لإبهارنا وجذبنا، ويَتوقَع الآخرون منَّا أن نكون أكثر تسامحًا مع خطاياهم، فكيف إذن نحافظ على هويتنا في مثل هذا المجتمع المتغطرس؟ يوضِّح لنا دانيال إن سِرْ الحفاظ على هويتنا وسط التجارب […]
أكتوبر 30, 2021

الاتِّضَاع في الصلاة

“اِرْحَمْنِي يَا اَللهُ حَسَبَ رَحْمَتِكَ. حَسَبَ كَثْرَةِ رَأْفَتِكَ امْحُ مَعَاصِيَّ” (مزمور 51: 1). تأمَّلنا بالأمس في عنصرين أساسيين في صلاة دانيال المذكورة في سفر دانيال 9: 4-19، وهما “التسبيح والاعتراف”، واليوم سنتأمَّل في عنصرين آخَرَيْن في هذه الصلاة البارة لكي تكون صلواتنا قويَّة وفعَّالة. أولًا، التِماس الرحمة. إلتَمَسَ دانيال رحمة الله قائلًا: “يَا سَيِّدُ، حَسَبَ كُلِّ رَحْمَتِكَ اصْرِفْ سَخَطَكَ وَغَضَبَكَ عَنْ مَدِينَتِكَ أُورُشَلِيمَ جَبَلِ قُدْسِكَ.. اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ خِرَبَنَا وَالْمَدِينَةَ الَّتِي دُعِيَ اسْمُكَ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ لاَ لأَجْلِ بِرِّنَا نَطْرَحُ تَضَرُّعَاتِنَا أَمَامَ وَجْهِكَ، بَلْ لأَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْعَظِيمَةِ” (دانيال 9: 16-18). اِعتَرِف لله بأنك لا تستحق بركاته، ولكنك تنالها لأنه إله رحيم ومحب. تواضع أمام الله، وثِقْ أنه هو وحده مصدر قوتك ونجاحك. ثانيًا، الصلاة بحسب مشيئة الله. صَلَّى دانيال في عدد 19 قائلًا: “يَا سَيِّدُ اسْمَعْ. يَا سَيِّدُ اغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَاصْنَعْ. لاَ تُؤَخِّرْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِكَ يَا إِلهِي، لأَنَّ اسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ”. كيف يمكنك أن تتأكد أنك تُصلِّي بحسب مشيئة الله وليس مشيئتك؟ قال يسوع أننا […]
أكتوبر 29, 2021

دروس في الصلاة من النبي دانيال

‘‘بَارِكِي يَا نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَلَا تَنْسَيْ كُلَّ حَسَنَاتِهِ. ٱلَّذِي يَغْفِرُ جَمِيعَ ذُنُوبِكِ. ٱلَّذِي يَشْفِي كُلَّ أَمْرَاضِكِ. ٱلَّذِي يَفْدِي مِنَ ٱلْحُفْرَةِ حَيَاتَكِ. ٱلَّذِي يُكَلِّلُكِ بِٱلرَّحْمَةِ وَٱلرَّأْفَة’’ (مزمور 103: 2-4) اقرأ سفر دانيال 9: 4-19 عندما ندرس صلوات النبي دانيال في العهد القديم، نتعلَّم كيف يصلِّي البار ونقتدي بمثاله. استهل الصلاة بالتسبيح. استهلّ دانيال صلاته بتسبيح الله ولم يركِّز على نفسه، بل على عظمة إلهه. فهو صلَّى ‘‘إلَى ٱلرَّبّ ٱلْإِلَه ٱلْعَظِيم ٱلْمَهُوب، حَافِظَ ٱلْعَهْدِ وَٱلرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ’’ (دانيال 9: 4). وأقرَّ بأنَّه بار ورحوم وغفور. إذًا، استهِلّ صلاتَكَ بتسبيح الله ورفع الشكر إليه، وباركه لأجل مجده وقوَّته ومحبَّته، واشكره لأجل تسديده احتياجاتك كلَّ يوم، ولأجل خلاصه وبركاته. وخصِّص وقتًا لعبادته. اعترف بخطاياك. اعترف دانيال بأنَّ شعب الله أخطأ، ولم يحاول تبريره أو تبرئته أو تجنُّب حقيقة كونه ارتكب خطأ كبيرًا. هو لم يختلق الأعذار أمام الله لكنَّه تحمَّل المسؤوليَّة وأعلن مباشرةً في صلاته، ‘‘خْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا ٱلشَّرَّ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ وَعَنْ أَحْكَامِكَ’’ (دانيال 9: 5). عندما تصلي، لا تلقِ اللوم […]
أكتوبر 28, 2021

صلاة البار

‘‘طَلِبَةُ ٱلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا’’ (يعقوب 5: 16). يعتقد كثيرون أنَّ صلواتهم لا تُحدث أي فرق، حتَّى إنَّ الأشخاص الذين يؤمنون بقوَّة الصلاة لا يصدِّقون دائمًا أنَّ صلواتهم تقتدر في فعلها. وإذا كانت الصلاة المقتدرة تعني تحقيق النتائج، فكيف نصلِّيها؟ يقول الكتاب المقدَّس، ‘‘طَلِبَةُ ٱلْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيرًا فِي فِعْلِهَا’’ (يعقوب 5: 16). والبار هو مَن يتمتَّع بموقف مستقيم أمام الله، وبعلاقة شخصيَّة بيسوع مخلِّصه. يسعى البار إلى طاعة الله والخضوع لقيادة الروح القدس. ويعني البرّ أن نسعى وراء حقّ كلمة الله لترسيخ حقِّه ومشيئته على الأرض. نجد في حياة النبي دانيال في العهد القديم مثالًا عن الصلاة المقتدرة في فعلها. فلقد كانت صلواته مثالًا يُقتدى به لأجل مجد الله. في الأيام المقبلة، سنتحدَّث عن العناصر الرئيسيَّة في صلاة دانيال. اقرأ دانيال 9: 4-19 للتحضير. صلاة: أبي السماوي، ساعدني أن أكون إنسانًا بارًّا يطلب مشيئتك قبل كلّ شيء، وعلِّمني أن أثق بكلمتك التي تقول إنّ صلاة البار تقتدر كثيرًا في فعلها. أصلِّي باسم يسوع. آمين.
أكتوبر 27, 2021

الانتصار على التجربة

‘‘لِأَنَّهُ فِي مَا هُوَ قَدْ تَأَلَّمَ مُجَرَّبًا يَقْدِرُ أَنْ يُعِينَ ٱلْمُجَرَّبِينَ’’ (عبرانيين 2: 18). لا تفقِد عزيمتك عندما تشعر بأنَّ العالم فاقد للأمل. فيمكن أن يتغيَّر العالم نحو الأفضل، وسيمنحك الله القوَّة لكي تتمسَّك بحقِّه وتدافع عنه، وسيكافئك عندما تواجه المخطئين بالحقّ، وعندما تسلك في التقوى في مجتمع فاسد، وعندما تثق به بالكامل وتجتهد للسلوك في الاستقامة الروحيَّة أيًّا تكن ظروفك. ثِق بأنَّ الله سيساعدك على الصمود في وجه قوى الشر في جميع الظروف، وبأنَّه سيمنحك القوَّة للتغلُّب على التجارب في العالم. ‘‘قَدْ ظَهَرَتْ نِعْمَةُ ٱللهِ ٱلْمُخَلِّصَةُ لِجَمِيعِ ٱلنَّاسِ، مُعَلِّمَةً إِيَّانَا أَنْ نُنْكِرَ ٱلْفُجُورَ وَٱلشَّهَوَاتِ ٱلْعَالَمِيَّةَ، وَنَعِيشَ بِٱلتَّعَقُّلِ وَٱلْبِرِّ وَٱلتَّقْوَى فِي ٱلْعَالَمِ ٱلْحَاضر’’ (تيطس 2: 11-12). بمَ تتغذَّى؟ هل تتناول طعامًا روحيًّا نجسًا كما فعل البابليون؟ أم إنَّك تحذو حذو دانيال وتحافظ على سلامة نفسك عبر التغذي من كلمة الله؟ إذا أردت أن تحارب الشرّ في هذا العالم، يجب أن تتغذى من كلمة الله بصورة منتظمة. ‘‘أَنَّ كُلَّ مَنْ يَتَنَاوَلُ ٱللَّبَنَ هُوَ عَدِيمُ ٱلْخِبْرَةِ فِي كَلَامِ ٱلْبِرِّ لِأَنَّهُ طِفْلٌ، وَأَمَّا […]
أكتوبر 26, 2021

غربلة الرسائل

‘‘وَهَذَا أُصَلِّيهِ: أَنْ تَزْدَادَ مَحَبَّتُكُمْ أَيْضًا أَكْثَرَ فَأَكْثَرَ فِي ٱلْمَعْرِفَةِ وَفِي كُلِّ فَهْمٍ، حَتَّى تُمَيِّزُوا ٱلْأُمُورَ ٱلْمُتَخَالِفَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا مُخْلِصِينَ وَبِلَا عَثْرَةٍ إِلَى يَوْمِ ٱلْمَسِيحِ’’ (فيلبي 1: 9-10) عندما كان دانيال يتدرَّب في قصر ملك بابل، تمَّ تلقينه أكاذيب بشأن المسيرة الروحيَّة ومعنى الحياة. ومثلما يبثّ مجتمعنا الأكاذيب في أذهاننا كلَّ يوم، تمَّ تلقين دانيال عقائد الثقافة الوثنيَّة حيث كان مسبيًّا. ومع ذلك، تشبَّث دانيال بحق كلمة الله المغروسة في كلّ ذرَّة من كيانه، ورفض التخلِّي عنها، ولم يفقد تركيزه لأنَّه كان يعرف هويَّته في الله. وهكذا، يجب علينا أن نحذو حذو دانيال، وأن نغربل كلَّ رسالة نسمعها على ضوء كلمة الله. فمهما بدت الرسالة التي نسمعها جذَّابة، وحتَّى لو سمعناها مرارًا وتكرارًا، يستحيل أن نقبلها إذا لم تمجِّد لله. إذًا، يجب أن نميِّز بين ‘‘حقّ’’ الإنسان وحقّ الله، لكي نحدِّد ما يعطينا سعادة مؤقَّتة وما يمنحنا فرحًا أبديًّا. وإذا لم نتمسَّك بتعاليم الله، نصبح أكثر عرضةً لقبول رسائل العالم ونفقد تأثيرنا في ملكوت الله. لذا، صمِّم على فهم ما […]
أكتوبر 25, 2021

شجاعة دانيال

‘‘سَلَامَةٌ جَزِيلَةٌ لِمُحِبِّي شَرِيعَتِكَ، وَلَيْسَ لَهُمْ مَعْثَرَةٌ’’ (مزمور 119: 165). كانت لدى دانيال، أحد أنبياء العهد القديم، أسباب كثيرة تدعو إلى الخوف. فهو سُبيَ في سنّ المراهقة واقتيد إلى أرض غريبة، فانفصل عن عائلته التقيَّة وأُرغم على العيش بين الوثنيين، وكان يخضع لامتحانات أكاديميَّة وروحيَّة بصورة روتينيَّة. ثمَّ سنحت له الفرصة أن يتقابل مع أعظم حاكم في تلك الأيَّام، ومع ذلك، لم يسمح للخوف بالسيطرة عليه، لأنَّه ثبَّت نظره على الله بدلًا من الظروف، وأطاع أحكامه بدلًا من قوانين الوثنيين، وبفضل محبَّته لله وإيمانه به وطاعته له، استطاع أن ينجح في أرض الأشرار. نحن أيضًا نعيش في أرض غريبة نتعرَّض فيها يوميًّا للتجارب التي تدفعنا إلى مشاكلة هذا الدهر، يشكِّك العالم في محبَّة الله لنا كلَّ يوم، ويتعرَّض إيماننا للامتحان بصورة روتينيَّة. لكن علينا أن نتذكَّر محبَّة الله لنا، كما فعل دانيال، وأن نضع الإيمان فوق الخوف لكي نتخطَّى هذه العراقيل. لكن كيف نتغلَّب على خوفنا بالإيمان بصورة عمليَّة؟ بدايةً، يجب أن نستعدّ للامتحان من خلال دراسة كلمة الله، فنحن […]