نوفمبر 20, 2023

من أجل الآخرين

“هكَذَا أَنْتُمْ أَيْضًا، إِذْ إِنَّكُمْ غَيُورُونَ لِلْمَوَاهِبِ الرُّوحِيَّةِ، اطْلُبُوا لأَجْلِ بُنْيَانِ الْكَنِيسَةِ أَنْ تَزْدَادُوا” (1كورنثوس 14: 12) اقرأ ١كورنثوس ١٤: ٦-٤٠ كان المؤمنون في كورنثوس أتباع ليسوع. لقد قَبِلوا الإنجيل بفرح وكانوا يتعلمون العَيش في جماعة كأخوة وأخوات في المسيح. لكن العادات القديمة يصعب تغييرها، فقد استمروا في صراع مع الأنانية والحسد والكبرياء. لقد بدأوا باشتهاء بعض المواهب الروحية لكي يشعروا بالتميُّز والأهمية. لكن كلمات بولس في 1 كورنثوس 14 تُعلِّمنا أنه كلما سيطرت الذات على الكنيسة، تضاءل الإنجيل، وتصبح مواهبنا غير فعَّالة للمسيح كان مؤمنو كورنثوس يسيئون استخدام مواهب الروح القدس لأنهم كانوا مهتمين بأنفسهم – بعبادتهم وخبرتهم الشخصية، أكثر من اهتمامهم ببناء الكنيسة. لكن استخدام أي موهبة – روحية كانت أو طبيعية – بطريقة تسرق الضوء من يسوع وتُسلِّطه عليك، هو استخدام خاطيء. وحصد مؤمنو كورنثوس ما زرعوه: لقد فقدوا كل نظام في عبادتهم، فأصبحت اجتماعاتهم فوضوية. ذكَّرهم بولس قائلًا أن “اللهَ لَيْسَ إِلهَ تَشْوِيشٍ بَلْ إِلهُ سَلاَمٍ” (1كورنثوس 14: 33) يمنحنا الرب مواهب روحية، لا لنُبارِك أنفسنا، […]
نوفمبر 19, 2023

حقيقة المحبة

“أَمَّا الآنَ فَيَثْبُتُ: الإِيمَانُ وَالرَّجَاءُ وَالْمَحَبَّةُ، هذِهِ الثَّلاَثَةُ وَلكِنَّ أَعْظَمَهُنَّ الْمَحَبَّةُ” (1كورنثوس 13: 13) اقرأ ١كورنثوس ١٣: ١- ١٣ بينما يُعرَف 1كورنثوس 13 بأنه إصحاح المحبة، إلا أننا لن نستطيع أن نفهم هذا الإصحاح جيدًا إلا عندما نقرأه في ضوء ما جاء قبله وبعدُه. يتناول الإصحاحان 12 و14 الدور المناسب والاستخدام الصحيح للمواهب الروحية، والإصحاح 13 الذي يقع بينهما يُذكِّرنا بالصورة الكبيرة: أن المحبة هي الجوهر. يجب أن تُمارس المواهب الروحية التي يهبها الله للمؤمنين في محبة، لذلك يوضح لنا بولس كيف تبدو هذه المحبة في الواقع الْمَحَبَّةُ تَتَأَنَّى وَتَرْفُقُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَحْسِدُ. الْمَحَبَّةُ لاَ تَتَفَاخَرُ، وَلاَ تَنْتَفِخُ، وَلاَ تُقَبِّحُ، وَلاَ تَطْلُبُ مَا لِنَفْسِهَا. تتطلب المحبة الكتابية منا شيئًا؛ في الواقع إنها تتطلب كل ما فينا، لأن المحبة الحقيقية هي طريق الصليب (اقرا يوحنا 15: 12-13). الموت عن الذات يعني ألا نحتفظ بسجل لأخطاء الآخرين، إنه يعني أن نظل نغفر لهم حتى ننسى عدد المرات التي أساءوا إلينا فيها، لأن هذه هي الطريقة التي تعامل بها يسوع معنا. نحن نستقبل […]
نوفمبر 18, 2023

جسد واحد.. مواهب كثيرة.. هدف واحد

“وَأَمَّا الآنَ فَقَدْ وَضَعَ اللهُ الأَعْضَاءَ، كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهَا فِي الْجَسَدِ، كَمَا أَرَادَ” (1كورنثوس 12: 18) اقرأ ١كورنثوس ١٢: ١٢- ٢٦ لقد صمم خالقنا جميع أجزاء جسم الإنسان لتعمل معًا. وهكذا، عندما يفشل جزء واحد في العمل كما تم تصميمه، يتأثر الجسم كله. كل جزء مهم للكل – وهذا صحيح أيضًا بالنسبة لنا نحن جسد المسيح يُشبِّه الكتاب المقدس الكنيسة المحلية بالجسد ليُثبت أن كل عضو في ذلك الجسد له أهميته. كما ترى، أعطى الله لكل مؤمن موهبة روحية واحدة على الأقل، وهذه المواهب هي التي تحدد وظيفة كل شخص في جسد المسيح. كل موهبة مهمة للغاية لكي يعمل الجسد بطريقة صحيَّة في أيام بولس، كان هناك بعض التشويش لدى مؤمني كورنثوس بشأن المواهب الروحية. حسد البعض من لديهم مواهب جاذبة للإنتباه، مثل القوى المعجزية والتكلُّم بألسنة، واعتقد البعض الآخر أنهم يستحقون مواهب أفضل من المواهب الهادئة التي أُعطِيت لهم، مثل موهبة الحكمة والمساعدة. ونتيجة لذلك، لم يتم استخدام العديد من المواهب. والأسوأ من ذلك أن بعض المواهب تحولت إلى […]
نوفمبر 17, 2023

أخيراً

“لنَفرَحْ ونَتَهَلَّلْ ونُعطِهِ المَجدَ! لأنَّ عُرسَ الخَروفِ قد جاءَ، وامرأتُهُ هَيّأتْ نَفسَها.” رؤيا 19: 7  عندما نلتقي بالرب في السماء، سنراه وجهاً لوجه. هل يمكنك أن تتخيل مشاعرك في تلك اللحظة؟ هل تتخيل مشاعرك وأنت ترى الرب لأول مرة بالعيان كان ويليام مونتاج دايك ابناً لأحد أعضاء البرلمان البريطاني المشهورين وكان مخطوباً لفتاة جميلة لم يسبق له أن رآها من قبل بالرغم من محبته العظيمة لها. فعندما كان ويليام شاباً، تعرض لحادثه أفقدته بصرة ولكنه أحب صوت ولمسات وطيبة قلب عروسه وبعد إعلان خطبتهما، أخبره جراح عيون شهير أن هناك عملية يمكن إجراءها لاستعادة نظره. وافق ويليام على إجراء العملية وطلب من الجراح أن يكون من بين الحاضرين حفل الزفاف وأن يقوم بنزع الأربطة عن عينيه يوم الزفاف لأنه أراد أن تكون عروسه أول من يراها وفي اليوم المحدد، وقف ويليام في الكنيسة منتظراً قدوم عروسه وفي اللحظة المناسبة، أزل الطبيب الأربطة. فتح ويليام عينيه ونظر عروسه وقال بينما كان يتطلع في وجه عروسة للمرة الأولى:”أخيراً” هل أنت مستعد لهذا […]
نوفمبر 16, 2023

السماء واقع وهكذا الجحيم أيضاً

“خِرافي تسمَعُ صوتي، وأنا أعرِفُها فتتبَعُني. وأنا أُعطيها حياةً أبديَّةً، ولَنْ تهلِكَ إلَى الأبدِ، ولا يَخطَفُها أحَدٌ مِنْ يَدي.” يوحنا 10: 27-28 تخبرنا كلمة الرب أن كل نفس تشكلت في الرحم سوف تحيا للأبد، فالروح خالدة ولكن ليست كل روح خالدة ستعيش للأبد في السماء. يشرح سي اس لويس في كتابة “قضية الألم” مسألة الجحيم وسوف أحاول تبسيط كلماته لكي أشرح لكم منطقه يقول سي اس لويس أن بوده لو أن الجميع يخلصون ولكن عقله يقول: هل يخلّص الله الناس ضد رغبتهم؟ ينص لاهوت الجحيم على أن الله في محبته ورحمته أرسل ابنه لكي يُعذب ويموت لكي يخلصنا من العذاب الأبدي، فإن رفضنا عطيته المجانية بالخلاص، يسمح لنا الله أن نختار الجحيم بإرادتنا الحرة ولن يمنعنا من إهلاك نفوسنا يقول لويس خاتماً: “إليكم المشكلة الحقيقية: بالرغم من كل هذه الرحمة التي قدمها الله، إلا أن الجحيم لا زال موجوداً.” لقد أصاب لويس في قوله والسؤال الحقيقي ليس في بشاعة الجحيم وإنما في حقيقته تقول كلمة الله بوضوح أن أجرة الخطية […]
نوفمبر 15, 2023

كلصِ في الليل

“اِسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي رَبُّكُمْ.” متى 24: 42 هناك فرق مُهم للغاية بين الجامة الخامسة والسابعة لدينونة الله كما جاء في رؤيا 16. ها الرب يضع جملة اعتراضية في منتهى القوة حين يقول: “ها أنا آتي كلِصٍّ! طوبَى لمَنْ يَسهَرُ ويَحفَظُ ثيابَهُ لئَلّا يَمشيَ عُريانًا فيَرَوْا عُريَتَهُ” (رؤيا 16: 15) كثيراً ما يُقتبس هذا العدد كتحذير لنا لكي نكون مستعدين لمجيء الرب الثاني ولكني أعتقد أن الرب وضع هذه الآية لتشجيعنا أيضاً. ففي وسط دمار العالم من حولنا، نستطيع أن نثق بالرب. دعونا لا نفشل ولا نفقد إيماننا لأن الرب سيأتي كلص في الليل دون أن يتوقع أحد مجيئه وإن كانت عبارة لص في الليل تبدو مألوفة بالنسبة لك، فذلك لأن يسوع قال عبارة مشابهة لتلاميذه في متى 24: 42-44: “اِسهَروا إذًا لأنَّكُمْ لا تعلَمونَ في أيَّةِ ساعَةٍ يأتي رَبُّكُمْ. واعلَموا هذا: أنَّهُ لو عَرَفَ رَبُّ البَيتِ في أيِّ هَزيعٍ يأتي السّارِقُ، لَسَهِرَ ولَمْ يَدَعْ بَيتَهُ يُنقَبُ. لذلكَ كونوا أنتُمْ أيضًا مُستَعِدّينَ، لأنَّهُ في ساعَةٍ […]
نوفمبر 14, 2023

الإصغاء للروح

“وبهذا نَعرِفُ أنَّنا مِنَ الحَقِّ ونُسَكِّنُ قُلوبَنا قُدّامَهُ. لأنَّهُ إنْ لامَتنا قُلوبُنا فاللهُ أعظَمُ مِنْ قُلوبنا، ويَعلَمُ كُلَّ شَيءٍ.” 1يوحنا 3: 19-20 طلب الرب من يوحنا في رؤيا 11 أن يقيس الهيكل وحدوده، وأنا لا أعتقد أنه يتحدث عن هيكل ملموس ولا أداة قياس ملموسة بل عن وضع حدود لحماية شعب الله الذي هو هيكله. يؤكد الرب هنا لأولاده أن إبليس وجنوده لا يمكن أن يمسوهم لأنه سيج حولهم بالروح القدس ولن يستطيع من يضطهدونا أن يمسونا؛ قد يقتلوا الجسد، أما أرواحنا فليس لهم عليها سلطان. قد يخربوا الهيكل الخارجي الذي هو أجسادنا ولكنهم لن يستطيعوا هدم الهيكل الداخلي أي أرواحنا لأننا محميين في محضر الله ومحاطين بحمايته الإلهية لكن علينا أن نكون صاحين ومتيقظين في وجه العدو الذي يلجأ في بعض الأحيان لاستراتيجية التنكر في شبه ملاك نور ليتلاعب بأفكارنا. لذلك علينا أن نميز بين الحقيقي والمزيف، بين الروح القدس وبين شكاية إبليس. فإن أردنا أن نحيا حياة منتصرة، علينا أن نفّرق بين الإثنين الروح القدس يقودنا إلى التوبة […]
نوفمبر 13, 2023

إله رائع

“فخرجَ يَسوعُ وهو عالِمٌ بكُلِّ ما يأتي علَيهِ، وقالَ لهُمْ: مَنْ تطلُبونَ؟ أجابوهُ: يَسوعَ النّاصِريَّ. قالَ لهُمْ يَسوعُ: أنا هو. وكانَ يَهوذا مُسَلِّمُهُ أيضًا واقِفًا معهُمْ. فلَمّا قالَ لهُمْ: إنّي أنا هو، رَجَعوا إلَى الوَراءِ وسَقَطوا علَى الأرضِ.” يوحنا 18: 4-6 عندما عاش يوحنا مع يسوع وتحدث معه كواحد من التلاميذ الإثنا عشر، لم يكن يدرك بالتمام هويته أو صفاته ولكنه رأى في سفر الرؤيا يسوع ممجداً ومتعظماً ومتجلياً. هكذا يجب أن نراه نحن أيضاً فعندما رأى يوحنا الرب يسوع مُمجداً، لم يكن بوسعه أن يحتضنه أو يسند رأسه على صدره كما كان يفعل في العلية ولكنه امتلأ دهشة وانبهاراً ووقع على وجهه كميت. لقد أدرك أنه خاطئ وغير مستحق أن يتواجد في محضر يسوع. كتب يوحنا في رؤيا 1: 17 “فلَمّا رأيتُهُ سقَطتُ عِندَ رِجلَيهِ كمَيِّتٍ” لقد أظهر يوحنا مهابة وإجلال عندما تواجد في محضر يسوع وهذا ما يجب أن نظهره نحن أيضاً. فما أكثر المسيحيين الذين يرون يسوع مجرد رفيق أو صديق وما أكثر الذين يستخدمون كلمة رائع […]
نوفمبر 12, 2023

شركة الروح

” وليس ذلكَ فقط، بل نَفتَخِرُ أيضًا في الضّيقاتِ، عالِمينَ أنَّ الضّيقَ يُنشِئُ صَبرًا، والصَّبرُ تزكيَةً، والتَّزكيَةُ رَجاءً، والرَّجاءُ لا يُخزي، لأنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قد انسَكَبَتْ في قُلوبنا بالرّوحِ القُدُسِ المُعطَى لنا.” (رومية 5: 3-5) عندما استهل الإمبراطور دوميتيان حكمة في عام 81 بعد الميلاد، طلب من محكوميه أن يعبدوه مقدمين بخوراً أمام تمثاله معلنين أنه إلههم كان يوحنا -البالغ من العمر التسعين حينئذ- راعياً للكنيسة في أفسس. استمر يوحنا في تعليم الحق والوعظ بيسوع وبأنه الطريق الوحيد للخلاص في حضارة وثنية وثقافة تؤمن بتعدد الآلهة. ولأن يوحنا لم يتنازل عن رسالته، تم نفيه إلى جزيرة بطمس اعتقد الإمبراطور دميتيان أنه يستطيع أن إسكات يوحنا ولكن النفي لم يفصل يوحنا عن الرب يسوع المسيح. اعتقد دميتيان أنه يستطيع كسر يوحنا، ولكن يوحنا كان ممتلئاً بالروح القدس وغير قابل للكسر اعتقد أعداء الرب أن بوسعهم نفي يوحنا وإسكات رسالة الإنجيل ولكن الله حول الأمر إلى أعظم رؤية رآها إنسان على الإطلاق: سفر الرؤيا. وبسبب خضوع يوحنا للروح القدس وليس للظروف، حوّل […]
نوفمبر 11, 2023

لا شيء سوى الدم المسفوك

“فكمْ بالحَريِّ يكونُ دَمُ المَسيحِ، الّذي بروحٍ أزَليٍّ قَدَّمَ نَفسَهُ للهِ بلا عَيبٍ، يُطَهِّرُ ضَمائرَكُمْ مِنْ أعمالٍ مَيِّتَةٍ لتَخدِموا اللهَ الحَيَّ!.” عبرانيين 9: 14 كثيراً ما نترنم في كنائسنا بدم يسوع ونتذكر دمه المسفوك عنا عندما نتناول من مائدة الرب ولكن هل نحن مدركين لقوة هذا الدم الزكي؟ يستهل يوحنا سفر الرؤيا بهذه الكلمات: ” ومِنْ يَسوعَ المَسيحِ الشّاهِدِ الأمينِ، البِكرِ مِنَ الأمواتِ، ورَئيسِ مُلوكِ الأرضِ: الّذي أحَبَّنا، وقَدْ غَسَّلَنا مِنْ خطايانا بدَمِهِ، وجَعَلَنا مُلوكًا وكهَنَةً للهِ أبيهِ، لهُ المَجدُ والسُّلطانُ إلَى أبدِ الآبِدينَ. آمينَ” (رؤيا 1: 5-6) يا لها من كلمات معزية يبدأ بها يوحنا سفر الرؤيا معلنا أولاً أن يسوع يحبنا وثانياً أنه غسلنا من خطايانا بدمه! تأمل معي: يوحنا الرسول الذي كتب هذه الكلمات رأى بعينيه دم يسوع المسفوك على الصليب يوم الجمعة التي صُلب فيها يسوع. وعندما قال يوحنا أن دم يسوع غسلنا من خطايانا، فهو لم يكن بحاجة لتخيل هذا المشهد لأنه كان يتذكره جيداً يقول الكتاب المقدس أن يسوع هو حمل الله الذي دفع […]
نوفمبر 9, 2023

شهادة الحياة المتغيِّرة

‘‘وَصَايَا ٱلرَّبِّ مُسْتَقِيمَةٌ تُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ. أَمْرُ ٱلرَّبِّ طَاهِرٌ يُنِيرُ ٱلْعَيْنَيْنِ’’ (مزمور 19: 8) اقرأ المزمور 19: 7-9 يخبرنا المزمور 19: 7-8 أنَّ ناموس الرب ‘‘…كَامِلٌ يَرُدُّ ٱلنَّفْسَ… يُصَيِّرُ ٱلْجَاهِلَ حَكِيمًا… يُفَرِّحُ ٱلْقَلْبَ… يُنِيرُ ٱلْعَيْنَيْنِ’’. هنا تكمن قوَّة الكتاب المقدس، فهو قادر على انتشال الإنسان من عار الخطيَّة، من الدعارة والثمالة والعبودية والإدمان والجشع والبر الذاتي، ليرفعه إلى حياة النصرة في المسيح يسوع نذكر على سبيل المثال تاجر الرقيق ‘‘جون نيوتن’’ الذي غيَّرت كلمة الله حياته، فأصبح يكرز بالإنجيل وينظم الأناشيد. لقد كتب ‘‘نيوتن’’ ترانيم كثيرة في أيَّامه، لكنَّ أبرزها هي تلك التي جسَّدت شهادة حياته وعَمَلَ كلمة الله العظيم فيها، وهي ترنيمة ‘‘Amazing grace! How sweet the sound that saved a wretch like me!”، ما ترجمته، ‘‘ما أعجب النعمة، ما أعذب الصوت الذي خلَّص شقيًّا مثلي!’’ لا يشبه الكتاب المقدس أيَّ كتاب آخر، لأنَّه موحى به من الله، فروح الله قاد أناسًا لكتابة العهدين القديم والجديد، وروح القوة والقدرة الذي خلق الأرض والسماوات بنفخة من فمه، والذي علَّق النجوم في […]
نوفمبر 7, 2023

شهادة النبوَّات المتمَّمة

‘‘لِأَنَّهُ لَمْ تَأْتِ نُبُوَّةٌ قَطُّ بِمَشِيئَةِ إِنْسَانٍ، بَلْ تَكَلَّمَ أُنَاسُ ٱللهِ ٱلْقِدِّيسُونَ مَسُوقِينَ مِنَ ٱلرُّوحِ ٱلْقُدُسِ’’  (2 بطرس 1: 21). اقرأ 2 بطرس 1: 19-21 الكتاب المقدّس مميَّز لأنّه يتضمَّن كلام الله، ولا يقتصر على حكمة بشرية. فهل من المفاجئ أن يكون مليئًا بنبوات تحقَّق الكثير منها للتأكيد على مصداقيَّة الكتاب المقدس قال الله لابراهيم في سفر التكوين، ‘‘ٱعْلَمْ يَقِينًا أَنَّ نَسْلَكَ سَيَكُونُ غَرِيبًا فِي أَرْضٍ لَيْسَتْ لَهُمْ، وَيُسْتَعْبَدُونَ لَهُمْ. فَيُذِلُّونَهُمْ أَرْبَعَ مِئَةِ سَنَةٍ’’ (تكوين 15: 13). كم بقي بنو إسرائيل في أرض مصر؟ أربعمئة سنة، كما أعلن الله ثمَّ نقرأ عن دانيال الذي فسَّر حلمًا في الحقبة الزمنيَّة التي عاش فيها، واصفًا فيه ما سيجري في السنوات الخمسمئة المقبلة. عاين دانيال نهوض الامبراطورية الرومانية، ثمَّ شاهد في الرؤيا حجرًا كبيرًا لم يُقطَع بيد بشر، يحطِّم كل الإمبراطوريات السابقة، وأخذ هذا الحجر ينمو إلى أن ملأ الأرض كلها. وهكذا، رأى دانيال ملكوت الله قبل مئات السنين من إعلان المسيح عن مجيئه (دانيال ٩: ٢٥-٢٧). واليوم، يستمر ملكوت الله في الانتشار […]