سبتمبر 8, 2021

لا تَكُنْ على خلاف مع الله

“أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ” (يعقوب 4: 4). إن مأساة الكنيسة اليوم هي أننا أصبحنا في اتفاق مع ثقافتنا الزائلة بدلًا من الاختلاف معها، ومزجنا الديانة الزائفة بعبادتنا للإله الواحد الحق، تمامًا مثلما فعل بنو إسرائيل في أيام القضاة. إذا لم نكن على خلاف مع ثقافتنا، فنحن على خلاف مع الله. يقول الله في سفر التثنية أنه وجد بني إسرائيل في أرض قفرٍ، فأحاط به ولاحظه وصانه كحدقة عينه (تثنية 32: 10)، لكننا نشعر في سفر القضاة بقلب الله الجريح الحزين على شعبه الذي انتزعه من حياته، ونرى أن أصعب معركة لله لم تكن مع الوثنيين، بل مع شعبه. يحزن الله على أولاده الذين يبررون الخطيَّة، ويضعون مفهومًا جديدًا للزواج، ويقدمون الأعذار لقتل الأطفال الأبرياء، ثم يدعون أنفسهم مسيحيين وهم يعيشون من أجل الشهوة والطمع والطموح الأناني. يتألَّم الله من أجل أولئك الذين يرتبطون باسم المسيح، ولكنهم يعيشون حياة لا تختلف عن حياة الكنعانيين. إذا كنتَ حزينًا بسبب […]
سبتمبر 7, 2021

بركة البيت التَقي

“وَأَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ، وَحَيْثُ رُوحُ الرَّبِّ هُنَاكَ حُرِّيَّةٌ” (2كورنثوس 3: 17) مِن الغريب أن نحاول في بعض الأحيان أن نُجْري بعض التعديلات على النموذج المُكتمِل الذي أعطانا الله إياه. أوضح الله في الكتاب المقدس أن على الرجل أن يكون رب الأسرة، لكن ثقافتنا تتمرَّد على حكمة الله وتصميمه، وتدعو إلى عقلية “مجتمع المساواة”. لكن توجيهات الله لا تحتاج إلى مراجعة جديدة لتُلائِم مجتمعنا “المُتطلِّع إلى التجديد”. عندما وضع الله الشكل الذي يجب أن تكون عليه الأسرة التقيَّة، لم يكن ينتوي أبدًا تغييره. يرى الله الرجل والمرأة متساويان، لكن لكلٍ منهما بالتأكيد دورٌ مختلف. هل أحدهما أهم من الآخر؟ بالطبع لا! لكن قد يكون لكثيرين في مجتمعنا العلماني رأيًا آخر في هذا الشأن. هناك من يعارضون كلمة الله حتى أنهم يريدوننا أن نصدق أن الله مهتم بدور الرجل أكثر بكثير من دور المرأة، لكن الكتاب المقدس يُظهِر لنا مرارًا وتكرارًا أن يسوع كان يتحدَّى الأعراف الاجتماعية في أيامه بتقديره للنساء ورفعه لشأنهن. كانت المرأة عند البئر واحدة من أوائل الأشخاص […]
سبتمبر 6, 2021

إلهنا يعمل في كل وقت

يستطيع الله أن يستخدم أمانتك القليلة في تغيير حياة الآخرين في كل زمان ومكان، فهو يعمل دائمًا بقوة في حياتك وخلالها. ضع فقط في اعتبارك المثال التالي من التاريخ. في منتصف القرن التاسع عشر، كان هناك رجل مسيحي في بوسطن يُدعى “إدوارد كيمبول” يقوم بتدريس فصل صغير للمراهقين في مدرسة الأحد. أعلن “كيمبول” الإنجيل بأمانة، وقام أيضًا بزيارة أحد الشباب في مكان عمله للتحدث معه عن محبة المسيح. بعد هذه الزيارة مباشرةً، صلَّى ذلك الشاب ليعلن قبوله المسيح. كان ذلك المراهق هو “د. ل. مودي”، المبشر الأمريكي العظيم. وفي إحدى رحلات”مودي” إلى إنجلترا، قام بالوعظ في الكنيسة الفخمة التي كان راعيها “ف. ب. ماير”، الذي أصبح صديقًا حميمًا له بعد ذلك. قام “مودي” بدعوة “ماير” للحضور إلى الولايات المتحدة ليعِظ مجموعة كبيرة من الشباب. في تلك العِظَة، كرَّس “ج. ويلبر تشابمان” نفسه للمسيح، وأصبح مبشرًا مؤثرًا، وقاد عشرات الآلاف من الناس إلى المسيح، ومن بينهم “بيلي صنداي”، الذي أصبح رفيقه في السفر. قام بيلي صنداي بالوعظ في العديد من الأماكن، […]
سبتمبر 5, 2021

القيادة هي دور الزوج

“كَذلِكُمْ أَيُّهَا الرِّجَالُ، كُونُوا سَاكِنِينَ بِحَسَبِ الْفِطْنَةِ مَعَ الإِنَاءِ النِّسَائِيِّ كَالأَضْعَفِ، مُعْطِينَ إِيَّاهُنَّ كَرَامَةً، كَالْوَارِثَاتِ أَيْضًا مَعَكُمْ نِعْمَةَ الْحَيَاةِ، لِكَيْ لاَ تُعَاقَ صَلَوَاتُكُمْ” (1بطرس 3: 7). لا يُرحِّب مجتمعنا اليوم كثيرًا بشرائع الله، وعندما يتعلق الأمر بموضوع الرجال ودورهم في الأسرة، فإن العالم عادة ما يُبدِي ازدراءً جماعيًا لمبادئ الكتاب المقدس وأخلاقياته، مُعلنين أنها عتيقة وبالية. لكن لا يوجد شيء قديم فيما يقوله الكتاب المقدس، وعندما يدعو الله الرجال ليكونوا قادة لعائلاتهم، فهو يفعل ذلك بطريقة لا تقبل الاعتذار. تبدأ المشكلة عندما يقوم الآخرون مُخطئين بتحديد ما يعنيه أن تكون قائداً. عندما يقول الكتاب المقدس أن على الرجال أن يحبوا زوجاتهم كما أحب المسيح الكنيسة، يجب أن نتامَّل جيدًا هذه العلاقة، فقد قاد يسوع تلاميذه بمحبة نابعة من قلب مُتضع. لكي تقود شخصًا ما بشكل جيد، يجب عليك أولاً أن تفهم معنى أن تكون خادماً. لم يَدْعُ الله الرجال للسيطرة على النساء، بل ليكونوا خدامًا متواضعين وليعطوا زوجاتهم الأولوية في جميع القرارات. لكي يحقق الرجال دعوة الله لقيادة زوجاتهم، يجب […]
سبتمبر 4, 2021

الخضوع لخطة الله للعلاقات

“لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ” (أفسس 5: 23). على مدى عدة عقود ماضية، كانت المقارنات والمناقشات تدور حول دور الرجل ودور المرأة. إذا كنت تشعر بالتشويش بسبب الكتب والمقالات العديدة حول دور الرجال والنساء، فأنت لست وحدك. هناك الكثير من الأفكار المتضاربة في مجتمعنا حول وضع الرجال والنساء في مكان العمل، وفي الكنيسة، وفي العلاقات وبخاصة في الزواج. بينما تحاول هذه الفلسفات، التي لا تُعَد ولا تُحصَى، لفت انتباهنا، هناك مصدر واحد موثوق به يمكننا الرجوع إليه للحصول على إجابات أكيدة، وهذا المصدر هو كلمة الله الموحى بها والمعصومة من الخطأ. يرى البعض أن المهام التي يُعَيِّنُها الكتاب المقدس للزوج والزوجة قد عفا عليها الدهر، لكن عندما ندرس كلمة الله، نكتسب منظورًا أعظم بكثير للزواج. الزواج هو علاقة مُركَّبَة ورائعة صمَّمها الله. في الواقع، لقد خلقنا الله لنكون في علاقات، فهو يعلم أنه ليس جيد للإنسان أن يكون وحده (اقرأ تكوين 2: 18). لقد تم تصميم مؤسسة الزواج منذ البداية كشراكة […]
سبتمبر 3, 2021

سُلطان الروح على التجارب

“لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا” (1كورنثوس 10: 13). يتساءل بعض المؤمنين عن كيفية حصولهم على المزيد من روح الله، لكن الله أعطانا ذاته بالكامل بالفعل، ويجب أن نتعلم كيف نستخدم سُلطانه وقوته. هناك عدة سُبُلْ لتقوية علاقتك بالرب، ويمكنك أن تستخدم فيها سُلطانه العجيب من خلال حضور روحه. ابدأ بأن تطلب من الله أن يجعلك حساسًا لحضور الروح القدس في حياتك. سوف يمنحك الله القوة من خلال روحه لكي تقدر أن تقول لا للمُغرِيات ونعم لمشيئة الله. إذا كنت تصارع مع المُغرِيات، يمكنك أن تتغلب عليها، لكن ليس بقوتك الخاصة، بل بقوة الله التي تملأ حياتك. اطلب منه فقط أن يمنحك القوة لمقاومة إبليس والهروب من المُغرِيات. يتكلَّم الروح القدس إلينا من خلال كلمة الله، لذا فإن أفضل الطرق لتنمو في علاقتك بالرب هي دراسة كلمته. ربما تكون أفضل طريقة لتطبيق كلمة الله عمليًا في حياتك هي حفظ مقاطع من الكتاب […]
سبتمبر 2, 2021

الرد على الخطيَّة بالتوبة

“هُوَذَا حَمَلُ اللهِ الَّذِي يَرْفَعُ خَطِيَّةَ الْعَالَمِ!” (يوحنا 1: 29). ربما كنتَ تقاوم خطيَّة ما أو إغراءٍ مُعيَّن لفترة الطويلة، وكلَّما أردت الاستسلام، تجد نفسك تطلب من الله صارخًا أن يمنحك القوة للغَلَبَة. قد تكون الخطية إغراء النميمة أو الخداع أو إساءة استخدام سُلطتك من أجل رفع شأنك. يقود الإغراء إلى الخطيَّة، وتخلق الخطيَّة في قلوبنا وعقولنا جدارًا عاطفيًا وذهنيًا بيننا وبين الله. لا تُغيِّر الخطية محبة الله الأبدية لنا، ولكن إذا فشلنا في إجراء التصحيحات اللازمة لاستعادة الشَرِكة معه، سنجني عواقب خطايانا، والتي قد تشمل الإحباط والتوتر والحزن والهزيمة والعلاقات المُدمَّرة. في الواقع، إن أكبر خسارة لنا في وقت الخطيَّة هي فقدان شركتنا مع الرب. إن معرفتنا لحقيقة أننا قد أحزننا الله من خلال أفعالنا الخاطئة يجب أن تكون كافية لتُعيدنا إليه في توبة صادقة، لكن في بعض الأحيان نستمر في تكرار الخطيَّة، وعندما تصبح ظروفنا غير مُحتَمَلة، نشعر باليأس ونبدأ في الصلاة. على الرغم من أن الله لا يَعِدْ بمحو كل الضرر الذي تسببت فيه خطيتنا، إلا أنه […]
سبتمبر 1, 2021

خطورة الثقة بالنفس

“أَيَأْخُذُ إِنْسَانٌ نَارًا فِي حِضْنِهِ وَلاَ تَحْتَرِقُ ثِيَابُهُ؟” (أمثال 6: 27). في كتابه بعنوان The Screwtape Letters، كتب سي.إس. لويس: “إن أقصر الطرق المؤدية إلى الجحيم هو الطريق التدريجي، الذي يتميز بانحداره اللطيف، وتشعر بنعومته عندما تطأه بقدميك، ولا يوجد به أي انعطافات مفاجِئة، أو علامات إرشادية، أو لافتات”. لا يُصدِّق الكثير من المؤمنين أنهم قد ينساقوا بعيدًا عن الله، إذ يرون أن إيمانهم قوي وثابت، لكن الحقيقة هي أن تقديم التنازُلات وعدم الانضباط الروحي قادران على فتح الباب سريعًا أمام التجربة والخطية. بمجرد قبولنا للمسيح كمخلصنا، يعرف العدو أن عمله للتدمير الأبدي قد تم إحباطه، لكنه يبذل كل جهده لتدمير شعب الله، ولهذا فهو يعمل بخطة مختلفة. يعلم الشيطان جيدًا أنه لن يستطيع أن يحصل على أرواحنا، لذا فإنه يظل ملتزماً بتدمير حياتنا. إن الكبرياء هو أحد أهم أسلحة الشيطان التي يستخدمها ضد جسد المسيح، وهو يريدنا أن نُصدِّق أننا كاملون ومستحقون بمعزل عن الرب، ويريدنا أن نثق كثيرًا بمواهبنا وقدراتنا حتى نبدأ في اتخاذ القرارات دون مراعاة لقصد […]
أغسطس 31, 2021

مواجهة التجربة بالحق

‘‘وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ’’ (يوحنا 8: 32) إذا كنت تؤمن بالله، فربَّما رواد الشك والارتياب ذهنك في بعض الأوقات، ورحت تتساءل ما إذا كان الله حكيمًا وكاملًا فعلًا، وما إذا كان يريد حقًّا الأفضل لك، وما إذا كان يحبُّك فعلًا، وما إذا كانت وصاياه صالحة وتستحق طاعتك. ربَّما تساءلت ما إذا كان الله يقول الحق أو ما إذا كان هو الله فعلًا. قال يسوع ‘‘أَنَا هُوَ ٱلطَّرِيقُ وَٱلْحَقُّ وَٱلْحَيَاة لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى ٱلْآبِ إِلَّا بِي’’ (يوحنا 14: 6). لكن ماذا لو كانت هذه كذبة؟ ماذا لو كانت توجد طرق عدَّة مؤدية إلى الله؟ ماذا لو لم يكن للسماء والجحيم وجود؟ ماذا لو كنا نتقمَّص ببساطة ونرجع باستمرار إلى الحياة في جسد إنسان آخر لنعيش حياة تعتمد نوعيتها على ال‘‘كارما’’ أو أعمالنا؟ هذه الأسئلة تغوينا وتفسد أفكارنا وتضلِّلنا، وهي تأتينا من مصدر واحد، وهو الحيَّة في جنَّة عدن، أي الشيطان نفسه. يميل الإنسان دائمًا إلى الانصياع وراء وجهات النظر البديلة هذه، ويرفض أن يصدِّق وجود طريق واحد للخلاص، وطريق واحد […]
أغسطس 30, 2021

المعركة غير المنظورة

‘‘وَأَمَّا أَنْتَ يَا إِنْسَانَ ٱللهِ فَٱهْرُبْ مِنْ هَذَا، وَٱتْبَعِ ٱلْبِرَّ وَٱلتَّقْوَى وَٱلْإِيمَانَ وَٱلْمَحَبَّةَ وَٱلصَّبْرَ وَٱلْوَدَاعَةَ. جَاهِدْ جِهَادَ ٱلْإِيمَانِ ٱلْحَسَن’’ (1 تيموثاوس 6: 11-12) تدور الآن معركة غير منظورة في العالم الروحي، وهي معركة مستمرَّة ونحن طرف فيها. كتب الرسول بولس: ‘‘فَإِنَّ مُصَارَعَتَنَا لَيْسَتْ مَعَ دَمٍ وَلَحْمٍ، بَلْ مَعَ ٱلرُّؤَسَاءِ، مَعَ ٱلسَّلَاطِينِ، مَعَ وُلَاةِ ٱلْعَالَمِ عَلَى ظُلْمَةِ هَذَا ٱلدَّهْرِ’’ (أفسس6: 12). وكتب الرسول يعقوب: ‘‘قَاوِمُوا إِبْلِيسَ فَيَهْرُبَ مِنْكُمْ’’ (يعقوب 4: 7). وكتب الرسول بطرس: ‘‘اُصْحُوا وَٱسْهَرُوا. لِأَنَّ إِبْلِيسَ خَصْمَكُمْ كَأَسَدٍ زَائِرٍ، يَجُولُ مُلْتَمِسًا مَنْ يَبْتَلِعُهُ هُوَ’’ (1 بطرس 5: 8). وكتب الرسول يوحنا: ‘‘كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ هَذَا عَنِ ٱلَّذِينَ يُضِلُّونَكُمْ’’ (1 يوحنا 2: 26). نلاحظ وجود قاسم مشترك بين هذه الرسائل، وهو أنَّ عدونا إبليس يعمل بدون كلل، وإذا لم نكن متيقظين، يمكن أن نقع بسهولة ضحية مكائده. سيبذل الشيطان كلّ ما في وسعه ليعيق تقدُّمنا في سباق الإيمان، وهو يريد أن نخسر السباق برمَّته. لذا، فهو يستخدم أسلوب التضليل والتجارب لكي يهدم علاقاتنا وشهادتنا للمسيح وبالتالي تكريسنا الكامل له. فما الذي […]
أغسطس 29, 2021

مقاومة الشيطان عبر التمسُّك بنعمة الله

‘‘تَكْفِيكَ نِعْمَتِي، لِأَنَّ قُوَّتِي فِي ٱلضَّعْفِ تُكْمَلُ’’ (2 كورنثوس 12: 9) ثارت ثائرة صبيّ مدلَّل لأنَّ مدبِّرة المنزل لم تسمح له بالحصول على مزهرية باهظة الثمن موضوعة في الخزانة. ولمَّا سمعت والدته صوت بكائه، جاءت مسرعةً لمعرفة ما يجري. فقال لها الصبي: ‘‘أريد هذه!’’ مشيرًا إلى المزهريَّة. فأجابت الأم: ‘‘نعم يا حبيبي، سأعطيك إيَّاها حالًا’’، ظنًّا منها أنَّها ستسعد ابنها بهذه الطريقة، لكنَّها كانت مخطئة تمامًا. فعندما وضعت المزهريَّة أمامه، راح يبكي بصوت أعلى. فسألته: ‘‘ماذا تريد الآن؟’’ فأجابها وهو يجهش بالبكاء: ‘‘أريد شيئًا لا يمكنني الحصول عليه’’. كتب الرسول يوحنا في رسالته الأولى أن الشيطان يهاجمنا بثلاث طرق، وهي: شَهْوَةَ ٱلْجَسَدِ، وَشَهْوَةَ ٱلْعُيُونِ، وَتَعَظُّمَ ٱلْمَعِيشَةِ (1 يوحنا 2: 16)، وهي نابعة من مشاعر الأنانيَّة والحسد والكبرياء الكامنة في القلب. لا يسعى الشيطان إلى تجربتك فحسب، بل هو يعلم جيِّدًا أنَّه إذا استطاع أن يجعلك ترى شيئًا وترغب فيه بشدَّة، فإنَّه سيستحوذ على كامل اهتمامك وولائك. وبالتالي، عندما تشعر برغبة شديدة في القيام بأمر ما، اسأل نفسك: ‘‘هل يستهوي هذا […]
أغسطس 28, 2021

التوقيت هو الأهمّ

‘‘وَلَمَّا أَكْمَلَ إِبْلِيسُ كُلَّ تَجْرِبَةٍ فَارَقَهُ إِلَى حِينٍ’’ (لوقا 4: 13). يشكِّل انتظار التوقيت المثالي أحد الأساليب التي يعتمدها الشيطان لتجربتنا. ويذكر إنجيل لوقا 4: 13 أنَّ الشيطان لم يستسلم بعد أن هزمه يسوع، وبالتالي، هو لن يدعنا وشأننا عندما نغلبه. ما هي الفرص المناسبة لهجمات الشيطان؟ بعد تحقيق انتصار كبير أو الحصول على بركة من يد الله. عندما ترك الشيطان يسوع في البرية، بدأ يدبِّر مكيدة جديدة ليجرِّبه. وعندما لم ينجح من خلال تحريف كلمة الله، حاول الاستعانة بالرسول بطرس (اقرأ إنجيل متى 16: 13-28). فمباشرةً بعد اعتراف بطرس بأنَّ يسوع ‘‘هو المسيح ابن الله الحيّ’’ (متَّى 16: 16)، استغلّ الشيطان عدم قدرته على التمييز الروحي ليجرِّب يسوع من خلاله، فحثَّه على انتهار يسوع لأنَّه تحدَّث عن موته. فجاء جواب يسوع قاسيًا حين قال: ‘‘ٱذْهَبْ عَنِّي يَا شَيْطَانُ! أَنْتَ مَعْثَرَةٌ لِي، لِأَنَّكَ لَا تَهْتَمُّ بِمَا لِلهِ لَكِنْ بِمَا لِلنَّاسِ’’ (متى 16: 23). وكان بطرس قد نال، قبل ذلك بقليل، بركة خاصَّة من عند الله الآب، حين أعلن له أنَّ […]