مصادر

ديسمبر 23, 2023

إشارة إلى الخلاص

لِأَنَّ ٱللهَ ٱلَّذِي قَالَ: «أَنْ يُشْرِقَ نُورٌ مِنْ ظُلْمَةٍ»، هُوَ ٱلَّذِي أَشْرَقَ فِي قُلُوبِنَا، لِإِنَارَةِ مَعْرِفَةِ مَجْدِ ٱللهِ فِي وَجْهِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ.   2 كورنثوس 4: 6 عندما اكتشف المجوس أنَّ النبوة تعلن عن ولادة يسوع في بيت لحم، تابعوا مسيرتهم من أورشليم، وفجأة، بدأ النجم نفسه يرشدهم في الطريق. متى 2: 9 لم يتجاهل المجوس إرشاد النجم في تلك اللحظة الاستثنائية والفائقة للطبيعة، ولم يتركوا مجالًا للشكّ، حتى إنهم لم يجلسوا مكتوفي الأيدي يراقبون ذلك العمل العجيب، فهم أدركوا أنَّ حدثًا غير عادي يتكشَّف، وأنَّ ظهور النجم هو إعلان رائع عن مجيء مَن ليس لعظَمته  حدود. فاستجابوا بإيمان وتبعوا النجم قال الله في أوَّل أيَّام الخلق: ‘‘ليكن نور’’ فكان نور، وهكذا أيضًا، أنار الله أذهان المجوس الأمميين لكي يعاينوا مجد الله في وجه يسوع المسيح (2 كورنثوس 4: 6)، ونتيجة لذلك، أرادوا أن تكون لهم علاقة بالله بدلاً من إضاعة حياتهم في السعي وراء الوعود الفارغة لثقافتهم الوثنية. وعندما رأوا يسوع، تبدَّد الفراغ والقلق، وانتهت مسيرة البحث عندما تعرَّف المجوس […]
ديسمبر 22, 2023

تتميم النبوَّة

اَلشَّعْبُ ٱلسَّالِكُ فِي ٱلظُّلْمَةِ أَبْصَرَ نُورًا عَظِيمًا. ٱلْجَالِسُونَ فِي أَرْضِ ظِلَالِ ٱلْمَوْتِ أَشْرَقَ عَلَيْهِمْ نُورٌ. -إشعياء 9: 2 عندما منح الله دانيال قوَّة فائقة للطبيعة لكشف سرّ حلم الملك نبوخذنصر، ذُهل علماء الفلك أو ‘‘المجوس’’ في ذلك الوقت، فبدأوا يؤمنون، كما مَلِكهم، بأنَّ إله اليهود هو الإله الحقيقي، وقالوا متعجِّبين: ‘‘حَقًّا إِنَّ إِلَهَكُمْ إِلَهُ ٱلْآلِهَةِ وَرَبُّ ٱلْمُلُوكِ وَكَاشِفُ ٱلْأَسْرَارِ’’ (دانيال 2: 47) وهكذا، بدأوا يولون اهتمامًا دقيقًا لسائر نبوَّات الشعب اليهودي، وقد كشف البعض منها عن ارتباط شروق نجم فريد من نوعه بقيام ملك إسرائيل اقرأ متى 2: 1-12. واظبت أجيال من المجوس على قراءة النجوم في السماء لأكثر من أربعمائة عام بحثًا عن علامة الملك القادم، المخلِّص الذي وعد الله شعبه به. وفجأة، ظهر نور لمَّا أشرق عليهم نور جديد، علموا أنَّ الوقت قد حان للسجود للملك، فسافروا إلى أورشليم انطلاقًا من ثقتهم بقوة نبوة دانيال. وعندما وصلوا إلى هناك، سألوا هيرودس ورؤساء الكهنة عن مكان وجود الملك الجديد، فوجدوا الجواب في نبوَّة أخرى: ‘‘وَأَنْتِ يا بَيْتَ لَحْمٍ…  مِنْكِ […]
ديسمبر 21, 2023

نور يضيء في الظلمة

لِأَنَّكَ أَنْتَ سِرَاجِي يَارَبُّ، وَٱلرَّبُّ يُضِيءُ ظُلْمَتِي. 2صموئيل 22: 29 تشير تقارير موثوقة اليوم بأنَّ نحو 90 في المئة من الأميركيين يعرفون برجهم الفلكي في حين أنَّ 70 مليون أميركي يطَّلعون على توقُّعات أبراجهم يوميًّا. يحاول علم التنجيم، الذي يُعَدُّ علمًا زائفًا على أحسن تقدير، إشباع رغبتنا الخاطئة في السيطرة ونيل الإرشاد والمساعدة. وهو يدَّعي أنه يمنحنا إلهامًا من خلال مراقبة حركات النجوم والكواكب، وشرح جوانب شخصياتنا أو التنبؤ بأحداث مهمة في حياتنا، ويؤكد أنَّ النجوم ترغب في التحدُّث إلينا لكنَّ هذا مجرَّد عمل من أعمال الظلمة. وللأسف، يزداد عدد الأشخاص الذين يستمعون إلى النجوم في السماء بدلًا من الإصغاء إلى مَن نظَّمَ كلَّ نجمٍ في مداره، ويسمِّي كلًّا منه باسمه اقرأ متى 2: 1-2. لمَّا ولد المسيح في بيت لحم، ظهر نجم غير مألوف في السماء ليلًا، فتبعه مجوس من الشرق وجاءوا إلى أورشليم وسألوا: ‘‘أَيْنَ هُوَ ٱلْمَوْلُودُ مَلِكُ ٱلْيَهُودِ؟ فَإِنَّنَا رَأَيْنَا نَجْمَهُ فِي ٱلْمَشْرِقِ وَأَتَيْنَا لِنَسْجُدَ لَهُ” (الآية 2) سطع نور هذا النجم عند ولادة المسيح لأنَّ ‘‘ٱلنُّورَ […]
ديسمبر 20, 2023

خطة مدروسة

وَلَكِنْ يُعْطِيكُمُ ٱلسَّيِّدُ نَفْسُهُ آيَةً: هَا ٱلْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ٱبْنًا وَتَدْعُو ٱسْمَهُ «عِمَّانُوئِيلَ». -إشعياء 7: 14 حقَّق العلماء اكتشافات جديدة حول طبيعة الله الإبداعيَّة على مدى السنوات القليلة الماضية، وقد بيَّنت هذه الاكتشافات قوة الله الهائلة، ومدى اتساع قدراته وعبقريته، وبناءً على ذلك، وضعوا نظريَّة تفترض وجود أكوان متعدِّدة وليس كونًا واحدًا. يبعد كوكب الزهرة عن الأرض نحو 41 مليون كيلومتر، بينما تُقدَّر المسافة التي تفصل بين كوكب نبتون والأرض ب4.3 مليار كيلومتر تقريبًا. والجدير بالذكر هو أنَّ الشمس في نظامنا كبيرة جدًا بحيث نحتاج إلى 1.3 مليون كرة أرضية لملئها، ومع ذلك، هي مجرد نجم متوسط الحجم تقع مجرة كانيس ميجور القزمة التي تُعدّ الأقرب إلى مجرَّتنا المسمَّاة مجرَّة درب التبانة على بُعد 25000 سنة ضوئية من النظام الشمسي، ما يعني أنك إذا سافرت بسرعة الضوء (حوالى مليار كيلومتر في الساعة)، فإنَّك تحتاج إلى 25000 سنة للوصول إليها. لقد كانت هذه الأكوان والنجوم الرائعة موجودة دائمًا، لكنَّ العلماء يكتشفون الآن الكثير منها لكنَّ الله عالمٌ بوجود هذه العجائب وبتوازنها […]
ديسمبر 19, 2023

دعوة الآخرين إلى التمتُّع بالفرح

إِذًا نَسْعَى كَسُفَرَاءَ عَنِ ٱلْمَسِيحِ، كَأَنَّ ٱللهَ يَعِظُ بِنَا. نَطْلُبُ عَنِ ٱلْمَسِيحِ: تَصَالَحُوا مَعَ ٱللهِ. 2كورنثوس 5: 20 لا تنشغل بالسعي إلى الحصول على الهدية المثالية في عيد الميلاد، بل افرح بدعوة الآخرين إلى التمتُّع بجمال محبَّة الله اقرأ 2 كورنثوس 5: 18-21 لقد اختار الله، منذ صعود المسيح إلى السماء قبل ألفي عام تقريبًا، أن يلمس قلوب الناس من خلالِنا نحن أبنائه السالكين في طاعته. إنَّه امتياز لنا اليوم، بل واجبٌ علينا، أن نخبر الناس عن عظَمة محبَّة الله إذا أردنا أن نكون آنية نافعة لخدمة فادينا، يجب أن نكون على استعداد للخروج من منطقة راحتنا وتولِّي خدمة المصالحة.  علينا أن نسعى إلى أن نكون سفراءه، معلنين الحقَّ لمجتمعٍ معميٍّ عن خبر المسيح السار منذ مدَّة ليست ببعيدة، كنا نحن أيضًا عميانًا، في عداوة مع الله، مكبَّلين بنير الخطية الثقيل، إلى أن أخبرنا أحدهم عن يسوع. والآن، حان الوقت لنخبر بدورنا الآخرين عن يسوع. كم محزن ألَّا يسمعنا أحباؤنا، ولو مرَّة واحدة، نخبر عن المسيح وعن العمل الذي صنعه […]
ديسمبر 18, 2023

ما لا تراه أعيننا

وَنَحْنُ غَيْرُ نَاظِرِينَ إِلَى ٱلْأَشْيَاءِ ٱلَّتِي تُرَى، بَلْ إِلَى ٱلَّتِي لَا تُرَى. لِأَنَّ ٱلَّتِي تُرَى وَقْتِيَّةٌ، وَأَمَّا ٱلَّتِي لَا تُرَى فَأَبَدِيَّةٌ  2كورنثوس 4: 18 جاء يسوع ليفتح عيوننا الروحية، وعندما نسلك بالإيمان لا بالعيان، ننال قوَّة لمواجهة أي عاصفة اقرأ 2 كورنثوس 4: 16-18 تحدَّثتُ مؤخرًا مع جاري الذي يعاني مشاكل صحيَّة، وسألته، ‘‘ كيف حالك؟’’ فأجاب، ‘‘حسنًا، أحاول إطالة عمري كلَّ يومٍ بيومِه’’ فانفطر قلبي وأردتُ البكاء من أجله لأني كنت قد أخبرته عن المسيح لكنَّه لم يتجاوب. وها هو بالكاد يتدبَّر أمره في الحياة، ويفتقر إلى الرجاء الحقيقي، فيما أنا أصلي دومًا أن يفتح الله عينيه الروحيَّتين يجب أن نثق كلَّ يوم بالحقائق غير المنظورة، غير متَّكلين على حساباتنا المصرفيَّة أو صحَّتنا أو علاقاتنا الأرضيَّة لتكون ضمانة لنا، بل مثبِّتين أنظارنا على يسوع وعارفين مكانتنا فيه، فمن خلال الثقة بالمسيح وحده، نستطيع أن ننعم بما نحتاج إليه من رجاء وسلام وفرح لمواجهة كلِّ ما يضعه هذا العالم المنهدم في طريقنا، وأن نتمتَّع بالسلام عالمين أنَّ ضِيقَتِنَا الحاضرة ‘‘خفيفة […]
ديسمبر 17, 2023

هدية غير عادية

وَلَكِنْ لَيْسَ كَٱلْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضًا ٱلْهِبَةُ. لِأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ ٱلْكَثِيرُونَ، فَبِٱلْأَوْلَى كَثِيرًا نِعْمَةُ ٱللهِ، وَٱلْعَطِيَّةُ بِٱلنِّعْمَةِ ٱلَّتِي بِٱلْإِنْسَانِ ٱلْوَاحِدِ يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، قَدِ ٱزْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ!. -رومية 5: 15 لن نتمكَّن من فهم العمل الذي ابتدأه المسيح بميلاده إلَّا بقلوبنا وأذهاننا الروحية اقرأ رومية 5: 15 و2 كورنثوس 9: 15 سوف تفقد كلُّ هديَّة تتلقَّاها في الميلاد بريقها مقارنةً بالهبة النهائية، وهي الخلاص في المسيح يسوع. صعب علينا أن نسبر غور هذه الهبة التي منحها الله للعالم عند ولادة يسوع المسيح لقد قرأتُ الكتاب المقدس بكامله كلَّ عام على مدى عقود، لكني ما زلت أجد نفسي عاجزًا عن الكلام عندما أحاول وصف روعة الخلاص. كيف يمكنني تفسير نيل خاطئ مثلي الغفران؟ ‘‘كَبُعْدِ ٱلْمَشْرِقِ مِنَ ٱلْمَغْرِبِ أَبْعَدَ عَنَّا مَعَاصِيَنَا’’ (مزمور 103: 12). هذا الوعد، هذه الرسالة التي أعلنها الملائكة للرعاة الفقراء (لوقا 2: 10-11)، كافية لتجعلني أبتهج ترنُّمًا لقد جاء المسيح يسوع إلى الأرض ليُزيل عنَّا برَّنا الذاتي، وعارنا، وذنبنا، وهي كلُّها أشبه بالخرق البالية، ويُلبِسَنا برَّه الكامل عوضًا عنها. […]
ديسمبر 16, 2023

إلى حين

إِذًا نَحْنُ مِنَ ٱلْآنَ لَا نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ ٱلْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا ٱلْمَسِيحَ حَسَبَ ٱلْجَسَدِ، لَكِنِ ٱلْآنَ لَا نَعْرِفُهُ بَعْدُ. 2 كورنثوس 5: 16 بينما نحتفل بالمجيء الأوَّل للمسيح، يجب أن نتذكَّر أنَّه ملكنا الغالب الذي سيعود قريبًا ليُخْضِعَ كُلَّ شَيْءٍ تَحْتَ قَدَمَيْهِ اقرأ 2 كورنثوس 5: 16-18 اتَّخذ يسوع طبيعة بشرية بولادته الأرضيَّة لكي نصبح نحن الذين نحبُّه مواطنين سماويِّين. وهكذا، ارتضى يسوع، وهو الله، أن يتخلَّى عن استعلان مجده الآتي، وتشبَّه بنا، ووضع نفسه لكي يحرِّرنا من الخطيَّة ويجعلنا خليقة جديدة بقوَّة روحه هذا ما نحتفل به في الميلاد، فيسوع وُلد وصار إنسانًا مثلنا ليصالحنا بالله ويرفعنا إلى حياة جديدة فيه (2 كورنثوس 5: 17-18). لقِيَ ملك الملوك ترحيبًا على الأرض من رعاة متواضعين وفقراء لكي نلقى نحن المؤمنون به قبولًا من أبينا السماوي الذي لا مثيل له لكن بينما نحتفل بميلاد المسيح المجيد اليوم، يجب ألَّا ننظر إليه كطفل مضطجع في مذود، فهو جالس الآن عن يمين الله الآب يحكم في مجده. لقد اكتمل وقته على […]
ديسمبر 15, 2023

القوَّة الحقيقيَّة من خلال الثقة بالله

فَإِنَّكُمْ تَعْرِفُونَ نِعْمَةَ رَبِّنَا يَسُوعَ ٱلْمَسِيحِ، أَنَّهُ مِنْ أَجْلِكُمُ ٱفْتَقَرَ وَهُوَ غَنِيٌّ، لِكَيْ تَسْتَغْنُوا أَنْتُمْ بِفَقْرِهِ. 2 كورنثوس 8: 9 اتَّخذ يسوع الضعف البشريّ لكي ينتصر على خطيَّة العالم، وهو أعلن لنا بذلك أنَّنا نستمدُّ القوَّة الحقيقيَّة من الثقة بربّ الكلّ ومن الخضوع له اقرأ 2 كورنثوس 8: 9 عندما وُلد يسوع المسيح، كان أغسطس قيصر حاكم الإمبراطورية الرومانية (لوقا 2: 1-7)، وكانت حياة هذا الأخير في تناقض تام مع حياة يسوع في تلك المرحلة من التاريخ، فلقد كان قيصر في أوج قوته، فيما بدا يسوع مسكينًا عاجزًا. كان قيصر ينام على سرير من ذهب مكسوٍّ بأجود أنواع البطانيَّات المصنوعة من الكتان الناعم، فيما يسوع مضطجع في مذود مخصَّص لإطعام الحيوانات، ومقمّط بخرق الفقراء لكن مَن منهما كان الأعظم في القدرة آنذاك؟ لقد كان الطفل يسوع إلهًا بكليَّته، ‘‘حَامِلًا كُلَّ ٱلْأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ’’ (عبرانيين 1: 3). لقد اختار يسوع طوعًا النزول من السماء واتّخاذ طبيعة بشرية ليموت على الصليب من أجل خطايانا. فهو الذي كان أغنى من قيصر إلى أقصى […]
ديسمبر 14, 2023

تناقض ظاهريّ

لِأَنَّنَا نَحْنُ ٱلْأَحْيَاءَ نُسَلَّمُ دَائِمًا لِلْمَوْتِ مِنْ أَجْلِ يَسُوعَ، لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ. 2كورنثوس 4: 11 يجسِّد ميلاد المسيح المفارقات الكامنة في الإيمان المسيحي، ومن خلال قبول ما نعجز عن سبر غوره بالكامل، نعلن أنَّ الله هو الله، وأنّنا مجرَّد بشر اقرأ 2 كورنثوس 4: 8-12 لقد سُلِّمنا نَحْنُ المؤمنون لِلْمَوْتِ لِكَيْ تَظْهَرَ حَيَاةُ يَسُوعَ أَيْضًا فِي جَسَدِنَا ٱلْمَائِتِ (2 كورنثوس 4: 8-12). نحن نقبل هذا التناقض الظاهري أو هذه المفارقة الظاهرية لكي نحيا في المسيح لا تشبه المسيحيَّة أيَّ ديانة أخرى لأنَّها مليئة بمفارقات مماثلة، وتتطلَّب كلٌّ مفارقة إيمانًا لتصديقها. فإذا أردنا أن نكون مؤمنين في عالمنا العِلميّ، يجب أن نخضع لهذه الحقيقة الجميلة، وهي أنَّ طرق الله أعلى من طرقنا يعلِّمنا الإيمان المسيحي أنَّ باستطاعتنا أن نرى غير المنظور، وأن نغلب من خلال الاستسلام، وأنَّنا نجد الراحة تحت نير المسيح، وأنَّنا نصبح عظماء عندما نضع أنفسنا، وحكماء من خلال السلوك كجهَّال، وأحرارًا عندما نصير خدَّامًا، وأنَّنا نمتلك كلَّ شيء عبر تخلِّينا عن كلِّ شيء، […]
ديسمبر 13, 2023

سلام في جميع الظروف

وَسَلَامُ ٱللهِ ٱلَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْلٍ، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي ٱلْمَسِيحِ يَسُوعَ. -فيلبِّي 4: 7 اقرأ فيلبي 4: 4-8 منذ أكثر من ألفي عام، ظهر ملاك الرب لرعاة ساهرين على قطعانهم في حقل خارج مدينة بيت لحم، وأعلن قائلًا: ‘‘ٱلْمَجْدُ لِلهِ فِي ٱلْأَعَالِي، وَعَلَى ٱلْأَرْضِ ٱلسَّلَامُ، وَبِالنَّاسِ ٱلْمَسَرَّة’’ (لوقا 2: 14). لكن، ومع حلول عيد الميلاد كلَّ سنة، يبدو السلام بعيد المنال أكثر مما كان عليه في العام السابق بالنسبة إلى الأشخاص الذين لم يتقابلوا مع رئيس السلام الحقيقي ولم يقبلوه في حياتهم (إشعياء 9: 6-7) لكنْ يوجد سلام من نوع آخر يعلِّق عليه كثيرون آمالهم، غير أنَّه سلام مزيف ومخادع. إنه نسخة مقلَّدة عن السلام الحقيقي، بل هو فترة راحة مؤقتة نتيجة محاولتنا إشباع رغباتنا الحقيقية من خلال الممتلكات المادية أو الإدمان، لكنَّ هذا السلام المزيَّف لا يؤدي إلا إلى الدمار وإلى مزيد من الاستعباد لنمط سلوكي عاجز عن إشباع رغباتنا العميقة، وبالتالي فإنَّ أي شعور بالارتياح في ظلِّ هذا النوع من السلام هو حتماً مؤقت يوجد أيضًا سلام […]
ديسمبر 12, 2023

سلام في تسبيح الله

فَهُوَذَا مُنْذُ ٱلْآنَ جَمِيعُ ٱلْأَجْيَالِ تُطَوِّبُنِي، لِأَنَّ ٱلْقَدِيرَ صَنَعَ بِي عَظَائِمَ، وَٱسْمُهُ قُدُّوسٌ. -لوقا 1: 48-49 اقرأ لوقا 1: 46-56 عندما أعلن الملاك جبرائيل لمريم أنَّها ستحمل قريباً بابن الله، كان بإمكانها التركيز على ما ينتظرها من صعوبات ومشقَّات بسبب هذا الحَمل، لكنَّها لم ترتعب ولم تهتزّ، بل سألت الملاك سؤالاً بسيطًا: «كَيْفَ يَكُونُ هَذَا وَأَنَا لَسْتُ أَعْرِفُ رَجُلًا؟’’ (لوقا 1 :34). كان سؤالها نابعًا من قلب صادق، ولم يكن تعبيرًا عن شك أو تمرُّد، وعندما أخبرها الملاك جبرائيل بأنَّها ستحمل بصورة فائقة للطبيعة، نتيجة عمل الروح القدس فيها، أجابت فورًا: ‘‘هُوَذَا أَنَا أَمَةُ ٱلرَّب’’ (الآية 38) جاء ردُّها جميلًا ومتواضعًا، لائقًا بالمرأة التي اختارها الله لتكون أمًا لابنه، لكنَّ مريم لم تكتفِ بهذا الردّ، بل كانت لها استجابةٌ أخرى أيضًا تردَّد صداها عبر القرون ضمن ما يُعرَف اليوم باسم ‘‘نشيد مريم’’ أو ‘‘ترنيمة التمجيد’’. في هذه الترنيمة، تعطينا مريم مثالًا نقتدي به، مثالًا يعيدُنا إلى السلام يبدأ النشيد هكذا، ‘‘تُعَظِّمُ نَفْسِي ٱلرَّبَّ، وَتَبْتَهِجُ رُوحِي بِٱللهِ مُخَلِّصِي، …’’ (لوقا 1: […]