مصادر

مارس 12, 2024

سلام حقيقي

“وَسَلاَمُ اللهِ الَّذِي يَفُوقُ كُلَّ عَقْل، يَحْفَظُ قُلُوبَكُمْ وَأَفْكَارَكُمْ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ” (فيلبي 4: 7) كانت مرثا وأختها مريم تحبَّان الرب وتبغيان رضاه، لكن مرثا كانت تختلف كثيرًا عن مريم في الأفعال، فقد كانت مرثا منشغلة بإعداد الطعام وتنظيف المنزل، بينما كانت مريم تسعى لقضاء الوقت مع يسوع؛ يخبرنا الكتاب المقدس أنها جلست عند قدميه تستمع إلى كل ما يقوله يجب أن نكون مدركين لخطر وجود أشياء في حياتنا تُزاحِم الرب. لقد وبَّخ يسوع مرثا قائلاً: “مَرْثَا، مَرْثَا، أَنْتِ تَهْتَمِّينَ وَتَضْطَرِبِينَ لأَجْلِ أُمُورٍ كَثِيرَةٍ، وَلكِنَّ الْحَاجَةَ إِلَى وَاحِدٍ. فَاخْتَارَتْ مَرْيَمُ النَّصِيبَ الصَّالِحَ الَّذِي لَنْ يُنْزَعَ مِنْهَا” (لوقا 10: 41-42) الشيء الوحيد الذي له معنى وأهمية في حياتنا هو كلمة الله. كانت مارثا قلقة بشأن أمور هذه الحياة، ولم يكن لديها الشعور الحقيقي بالسلام الذي ينتج عن قضاء الوقت مع المُخلِّص القلق هو نتيجة الانشغال بأمور الحياة التي ليس لها قيمة أبدية، وهو إشارة إلى أننا نسعى للحصول على الأمان من مصدر آخر غير الرب كتب “سي إس لويس” C.S. Lewis […]
مارس 11, 2024

القلق

“اخْتَبِرْنِي يَا اَللهُ وَاعْرِفْ قَلْبِي. امْتَحِنِّي وَاعْرِفْ أَفْكَارِي. وَانْظُرْ إِنْ كَانَ فِيَّ طَرِيقٌ بَاطِلٌ، وَاهْدِنِي طَرِيقًا أَبَدِيًّا” (مزمور 139: 23-24) عندما تسمع بحدوث أشياء مروعة في مجتمعك وحول العالم، قد تشعر بالخوف والقلق، لكن يسوع يُذكِّرنا بعدم جدوى قلقنا عندما سأل قائلًا: “مَنْ مِنْكُمْ إِذَا اهْتَمَّ يَقْدِرُ أَنْ يَزِيدَ عَلَى قَامَتِهِ ذِرَاعًا وَاحِدَةً؟” (متى 6: 27) عندما نكون مهتمين بممتلكاتنا الأرضية – منازلنا، سياراتنا، تعليمنا، ملابسنا، أو حساباتنا المصرفية – أكثر من اهتمامنا بعلاقتنا مع المسيح، سيتملَّكنا القلق والخوف، لكن عندما نُسلِّم مخاوفنا وقلقنا ورغباتنا للمسيح بشكل يومي، سنجد السلام الداخلي، فقد وعد الله بتسديد جميع احتياجاتنا بحسب غناه في المجد (اقرأ فيلبي 4: 19) الآب وحده هو الذي يعرف سبب انتظارنا؛ لذا إذا كنت تتوق إلى الانتقال إلى المرحلة التالية من الحياة، أو إذا كنت تصلي من أجل شفاء أو خلاص صديق، فاعلَم أن قصد الله سيتحقق عندما تنتظره (اقرأ مزمور 37: 7، 40: 1، مراثي 3: 26) لقد أعد الله بالفعل الحل لمشاكلك ومخاوفك، والآن هو يُعِدُّك لتلقِّي […]
مارس 10, 2024

الحل الأمثل للقلق

“لكِنِ اطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ اللهِ وَبِرَّهُ، وَهذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ. فَلاَ تَهْتَمُّوا لِلْغَدِ، لأَنَّ الْغَدَ يَهْتَمُّ بِمَا لِنَفْسِهِ. يَكْفِي الْيَوْمَ شَرُّهُ”. (متى 6: 33-34) في بعض الأوقات، يحجُب الله عنَّا أشياء مما يجعل ثقتنا به تهتز. هل حدث وأن حجب الله عنك شيء ما– علاقة أو وظيفة أو ملكية مادية؟ الله وحده هو الذي يعرف لماذا لم تُستَجبَب صلاتك بعد، لذا اطلبه وانتظر منه أن يُعلِن لك مشيئته. اعلَم أنه أب مُحِب يعمل كل شيء لخيرك ولمجده، وأبونا السماوي يعلم ما نحتاج إليه أفضل منَّا هناك أيضًا أوقات نحتجب نحن فيها عن الله، فبينما يحجب الله عنَّا شيء لخيرنا، فإن احتجابنا عن الله يؤذينا؛ إذ يخلق حالة تامة من القلق والاضطراب، لذا حذَّرنا يسوع قائلًا: “لاَ تَكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا عَلَى الأَرْضِ حَيْثُ يُفْسِدُ السُّوسُ وَالصَّدَأُ، وَحَيْثُ يَنْقُبُ السَّارِقُونَ وَيَسْرِقُونَ. بَلِ اكْنِزُوا لَكُمْ كُنُوزًا فِي السَّمَاءِ” (متى 6: 19-20) لقد قَدَّم الله لنا الحل الأمثل للقلق: عليك أن تثق به وتستخدم الممتلكات والمواهب التي منحك إياها لمجده قد تظن أنك لن […]
مارس 9, 2024

الإيمان الحي اليومي

“فَإِنْ كَانَ عُشْبُ الْحَقْلِ الَّذِي يُوجَدُ الْيَوْمَ وَيُطْرَحُ غَدًا فِي التَّنُّورِ، يُلْبِسُهُ اللهُ هكَذَا، أَفَلَيْسَ بِالْحَرِيِّ جِدًّا يُلْبِسُكُمْ أَنْتُمْ يَا قَلِيلِي الإِيمَانِ؟” (متى 6: 30) عندما وبخ يسوع التلاميذ في متى 8 بسبب “قلة إيمانهم”، لم يكن يتحدث عن الإيمان المُخلِّص بل عن الإيمان الحي اليومي (اقرأ متى 8: 23-27). يظل إيماننا المُخلِّص ثابتًا، لكن إيماننا الحي اليومي يزيد وينقص وفقًا لقوة علاقتنا مع الله. عندما لا نكون في علاقة حميمة ثابتة مع الله، فإن أول عاصفة تضربنا سوف تزرع فينا الخوف والذعر، وعندما نعطي الله فُتات وقتنا واهتمامنا، سوف يضعُف إيماننا به وفهمنا له يتطلب الإيمان الذي يقهر الخوف ثقة مطلقة في الله. إنه نوع الإيمان الذي له قلب منفتح على كل ما يقدمه لنا الله، وهو الإيمان الذي يتجلَّى في الإتكال الكُلِّي على سيادة الله. عندما نعيش بالإيمان، يمكننا أن نثق بأن الله سيحقق مقاصده لنا، حتى عندما تكون العاصفة في أشد حالاتها كم من مرة إئتمننا الله على أرواحنا الأبدية ولم نأتمنه على احتياجاتنا اليومية؟ عندما وبَّخ […]
مارس 8, 2024

في يد الله

“اَلرَّبُّ عَاضِدٌ كُلَّ السَّاقِطِينَ، وَمُقَوِّمٌ كُلَّ الْمُنْحَنِينَ” (مزمور 145: 14) رَوَى “تشارلز سبورجون” Charles Spurgeon ذات مرة قصة عن امرأة كانت على متن سفينة وأصابها الرعب نتيجة اشتداد عاصفة مُفاجِئة. لقد كانت ثائرة للغاية فذهبت إلى زوجها، قبطان السفينة، وصرخت: “أنا لا أفهم كيف يمكنك أن تكون هادئًا للغاية بينما أشعر أنا بقلقٍ شديدٍ! مشى زوجها بهدوء في غرفته والتقط سيفه ووَجَهُّه نحو صدرها، لكنها اكتفت بالضَحِك، فسألها: “لماذا لا تخافي من هذا السيف؟ إنه قادر على قتلك في أقل من دقيقة؟” فأجابت زوجته: “لا أخاف سيفاً يتحكَّم به زوجِي”. فقال لها القبطان: “وأنا لا أخاف من عاصفة يتحكَّم بها أبي السماويّ كتب بولس في رسالته الثانية إلى تيموثاوس “لأَنَّ اللهَ لَمْ يُعْطِنَا رُوحَ الْفَشَلِ (الخوف)، بَلْ رُوحَ الْقُوَّةِ وَالْمَحَبَّةِ وَالنُّصْحِ” (2تيموثاوس 1: 7). هذا هو نفس بولس الذي رُجم وضُرب وتُرِك للموت، ورُفِض وسُجِن، لكنه كتب أيضًا: لأَنَّنَا لَمَّا أَتَيْنَا إِلَى مَكِدُونِيَّةَ لَمْ يَكُنْ لِجَسَدِنَا شَيْءٌ مِنَ الرَّاحَةِ بَلْ كُنَّا مُكْتَئِبِينَ فِي كُلِّ شَيْءٍ: مِنْ خَارِجٍ خُصُومَاتٌ، مِنْ دَاخِل […]
مارس 7, 2024

تحويل الظُلم إلى فُرَصة

“وَلَيْسَ ذلِكَ فَقَطْ، بَلْ نَفْتَخِرُ أَيْضًا فِي الضِّيقَاتِ، عَالِمِينَ أَنَّ الضِّيقَ يُنْشِئُ صَبْرًا، وَالصَّبْرُ تَزْكِيَةً، وَالتَّزْكِيَةُ رَجَاءً، وَالرَّجَاءُ لاَ يُخْزِي، لأَنَّ مَحَبَّةَ اللهِ قَدِ انْسَكَبَتْ فِي قُلُوبِنَا بِالرُّوحِ الْقُدُسِ الْمُعْطَى لَنَا” (رومية 5: 3-5) يستخدم الله كل وجع بالقلب وكل إحباط وكل خيبة أمل وكل فشل ليُقرِّبنا إليه. قد لا نفهم لماذا يجب أن نتعرَّض للمقاومة في المنزل وفي العمل وحتى في خدمتنا للمسيح، لكن الله يعلم ويفهم عندما نثق بالله في المواقف الصعبة، يجب أن نسأل أنفسنا كيف يمكننا تحويل مثل هذه المواقف الظالِمة إلى فُرَص من أجل الله. إليك بعض الطرق لممارسة إيمانك في أوقات الشدة ينبغي أن تُدرِك أن الله معك في كل الأوقات، ولن يتركك وحدك في مواجهة إحباطات هذا العالم. إذا شعُرت أنك لا تستطيع سماع صوته، كن صبورًا، واثبُت، واستمر في ثقتك به قبل القيام بأي خطوة. الأمانة والطاعة والرغبة في انتظار توقيت الرب يُقدِّرهم الله كثيرًا حافظ على إيجابية ذهنك. قد يكون هذا الأمر صعبًا في بعض الأحيان، لكنه ضروري للغاية، والحفاظ على […]
مارس 6, 2024

أكثر الودائع أمنًا

“تَوَكَّلْ عَلَى الرَّبِّ بِكُلِّ قَلْبِكَ، وَعَلَى فَهْمِكَ لاَ تَعْتَمِدْ. فِي كُلِّ طُرُقِكَ اعْرِفْهُ، وَهُوَ يُقَوِّمُ سُبُلَكَ” (أمثال 3: 5-6) عندما تتعرَّض لموقفٍ صعبٍ، هل تلجأ إلى الآخرين للحصول على المساعدة؟ هل تحاول حل الموقف بمفردك؟ أم تطلب من الله أن يعطيك الحكمة والإرشاد؟ في اللحظة التي نُقدِّم فيها حياتنا للرب، يجب أن نتخلَّى عن عادة الاعتماد على عقولنا الذكية في قيادة حياتنا، فبغض النظر عن مدى ذكائنا، ستكون هناك أوقات لن نجد فيها أي شيء يقودنا إلى الحل الأمثل سوى حِكمة الله. بالطبع قد أعطانا الله عقولنا لاستخدامها للخير في هذا العالم، لكن يجب علينا أن نتواضع أمام خالِق هذه العقول، ويجب أن نتذكر أن الله هو الكُلِّي المعرفة والكُلِّي القُدرة. قد لا نُدرك ذلك، خاصةً عندما نشعر بأننا محاصرون بظروفنا، ولكن لا توجد مشكلة لا يستطيع الله أن يتعامل معه التحدِّي الذي نواجهه كمؤمنين هو أن نُصدِّق هذا الحق بكل قلوبنا. في بعض الأحيان، نعطي قلوبنا لله ونعود لنستردها عندما نشعر بأن الاستسلام له غير مناسب لنا لكن، عندما […]
مارس 5, 2024

التصميم برغم الإحباط

“قَدْ جَاهَدْتُ الْجِهَادَ الْحَسَنَ، أَكْمَلْتُ السَّعْيَ، حَفِظْتُ الإِيمَانَ” (2تيموثاوس 4: 7). نجح الكاتب المسرحي جورج برنارد شو في مسرحيته بعنوان “القديسة جان” في تصوير الآلام التي شعرت بها جان دارك عندما خضعت للمحاكمة التي قضت بإعدامها. لقد كانت تشعر بأنها متروكة حتى من قِبل أفراد عائلتها، ووسط المحاكمة صرخت قائلة “من الأفضل أن أكون وحدي مع الله”. هل شعرت يومًا بأن الجميع قد تخلّوا عنك؟ هذا هو ما حدث مع الرسول بولس، وإن كان هناك شيء واحد قد تسبَّب في حزن بولس، فهو عدم شجاعة بعض أقرب أصدقائه. لا يعني هذا أن جميع أصدقائه قد تخلّوا عنه، فقد كان لوقا معه، لكن كثيرين آخرين كانوا مُشتَّتين في جميع أنحاء آسيا الصغرى، ومع اقتراب نهاية حياته، عبَّر بولس عن شعوره بالوحدة عندما تذكَّر “ديماس” رفيقه السابق في الخدمة، فكتب: “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ” (2تيموثاوس 4: 10). أكثر الأمور التي من شأنها أن تكسر قلب خادم الله هو رؤية الأشخاص الذين لديهم كل الأسباب للنجاح في إيمانهم المسيحي […]
مارس 4, 2024

الدافع وراء تحقيقنا للرؤية

فَلاَ نَفْشَلْ فِي عَمَلِ الْخَيْرِ لأَنَّنَا سَنَحْصُدُ فِي وَقْتِهِ إِنْ كُنَّا لاَ نَكِلُّ (غلاطية 6: 9) ألم تلاحِظ أن أعظم معاركنا تحدث أثناء محاولتنا إنجاز شيء عظيم من أجل الله؟ لا تفقد تشجيعك، فلم يتمكَّن أي شخص من تحقيق رؤيا الله لحياته دون مواجهة الإحباط والعوائق والصعوبات، ولكن إذا كانت هذه هي رؤيا الله لحياتك حقًا – وليست طموحاتك الشخصية أو أحلامك – فسيمنحك الله كل ما تحتاجه لتجاوز تلك العقبات كان لدى الله رؤيا لحياة بولس الرسول، وقد نقل إليه هذه الرؤيا بواسطة رجل اسمه حنانيا: “لكن الرب قال لحنانيا، “اذْهَبْ! لأَنَّ هذَا لِي إِنَاءٌ مُخْتَارٌ لِيَحْمِلَ اسْمِي أَمَامَ أُمَمٍ وَمُلُوكٍ وَبَنِي إِسْرَائِيلَ” (أعمال الرسل 9: 15) لكن بولس لم يذهب مباشرة من الطريق إلى دمشق إلى قصور الملوك، ولم تتحقق رؤيا حياة بولس بالكامل إلا في إصحاح 26 من سفر أعمال الرسل عندما وقف أمام الملك أغريباس، وفي الفترة ما بين تلك السنوات العديدة، واجه بولس عقبات وإحباطات أكثر مما سيواجه معظمنا في حياته. لقد تعرَّض بولس للسَجن […]
مارس 3, 2024

في كل الظروف

“أَعْرِفُ أَنْ أَتَّضِعَ وَأَعْرِفُ أَيْضًا أَنْ أَسْتَفْضِلَ. فِي كُلِّ شَيْءٍ وَفِي جَمِيعِ الأَشْيَاءِ قَدْ تَدَرَّبْتُ أَنْ أَشْبَعَ وَأَنْ أَجُوعَ، وَأَنْ أَسْتَفْضِلَ وَأَنْ أَنْقُصَ. أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي” (فيلبي 4: 12-13) في بعض الأحيان، نتجنَّب النمو الروحي لأننا نعلم أنه غالبًا ما يكون مصحوبًا بالألم بينما نحن نريد الهروب من المتاعب، لكن الكتاب المقدس يقول لنا: “اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ، عَالِمِينَ أَنَّ امْتِحَانَ إِيمَانِكُمْ يُنْشِئُ صَبْرًا. وَأَمَّا الصَّبْرُ فَلْيَكُنْ لَهُ عَمَلٌ تَامٌّ، لِكَيْ تَكُونُوا تَامِّينَ وَكَامِلِينَ غَيْرَ نَاقِصِينَ فِي شَيْءٍ” (يعقوب 1: 2-4) لا يعني الفرح عدم الشعور بالألم أو الحزن أو الإحباط عندما يبدو أن كل شيء لا يسير على ما يرام، لكننا نستطيع أن نفرح حتى وسط الآلام، على عكس سعادة العالم اختبر بولس المصاعب والمشقَّات؛ فقد تعرَّض لانتقادات قاسية، وسَجنٍ، ومواقف كان فيها قريبًا من الموت. لم يكن بولس في فرحٍ دائمٍ، لكنه وجد سر الحفاظ على فرحه، وهو التركيز على المسيح بدلاً من ظروفه. بعد أن تحدث بولس […]
مارس 2, 2024

السلام الإلهي

“ذُو الرَّأْيِ الْمُمَكَّنِ تَحْفَظُهُ سَالِمًا سَالِمًا، لأَنَّهُ عَلَيْكَ مُتَوَكِّلٌ” (إشعياء 26: 3). في عام 1970، كنت أعمل كموظف في شركة الهاتف في سيدني، أستراليا. لقد مكثت في هذا البلد بضعة أشهر فقط، وعندما وصلت لم يكن في جيبي سوى مائة دولار فقط كنتُ قد اقترضتها. كان رئيسي في العمل في شركة الهاتف يعرف بفقري، وفي أحد الأيام، جاء إليَّ قائلًا: “مايكل، هل لي أن أطرح عليك سؤالًا شخصيًا؟ أَخبِرْني لماذا تبدو مسالمًا وراضيًا هكذا وأنت لا تملك أي شيء تقريبًا! أنت تشُق طريقك بصعوبة، ورغم ذلك، فأنت لا تشكو أبدًا، ولا تبدو قَلِقًا أبدًا، وتبدو في سلام”. قلت له: “أنا في سلام لأني أعلم أن الله يتحكَّم في كل ظروفي. عندما قَبِلتُ يسوع ربًا وسيِّدًا على حياتي، سلَّمتُه كل شيء – خططي وأهدافي، وأموالي، وظروفي، وحتى همومي وقلقي. سلَّمتُ كل شيء لله، وفي المُقابل أعطاني سلامه”. فكَّر مديري للحظة ثم قال شيئًا أحزنني ولا يزال يُحزنني حتى يومنا هذا: “لم أستطع فعل ذلك يا مايكل، لا أستطيع أن أُسلِّم إرادتي […]
مارس 1, 2024

اغلِب خوفك

“بِسَلاَمَةٍ أَضْطَجعُ بَلْ أَيْضًا أَنَامُ، لأَنَّكَ أَنْتَ يَا رَبُّ مُنْفَرِدًا فِي طُمَأْنِينَةٍ تُسَكِّنُنِي” (مزمور 4: 8). ماذا تفعل عندما تشعر بالخوف؟ هل تركض وتختبئ وتختلي بنفسك؟ هل تحاول تشتيت انتباهك عن الخوف بالأنشطة؟ إن الاستجابة الصحيحة للخوف ليست الاستسلام له أو تجاهله، بل التغلُّب عليه بالإيمان بالله والطاعة المُطلَقَة لكلمته. يقول لنا الكتاب المقدس “مُبَارَكٌ الرَّجُلُ الَّذِي يَتَّكِلُ عَلَى الرَّبِّ، وَكَانَ الرَّبُّ مُتَّكَلَهُ، فَإِنَّهُ يَكُونُ كَشَجَرَةٍ مَغْرُوسَةٍ عَلَى مِيَاهٍ، وَعَلَى نَهْرٍ تَمُدُّ أُصُولَهَا، وَلاَ تَرَى إِذَا جَاءَ الْحَرُّ، وَيَكُونُ وَرَقُهَا أَخْضَرَ، وَفِي سَنَةِ الْقَحْطِ لاَ تَخَافُ، وَلاَ تَكُفُّ عَنِ الإِثْمَارِ” (إرميا 17: 7-8). يُرجِع الكثيرون سبب مخاوفهم إلى فقدان السيطرة؛ فنحن نشعر بالخوف إذا حدث تذبذُب في البورصة، أو فشلنا في اصلاح علاقاتنا أو صحتنا أو وظائفنا. وماذا نفعل إذن؟ نحاول جاهدين أن نُسيطر على الوضع، ونعمل لساعات أطول لتجميع الثروة، بحثًا عن الأمان المالي. نحن نتسبب في وجود غيرة غير صحيَّة في علاقاتنا، ونحاول تجربة كل صيحة جديدة في عالم الصحة للحفاظ على شبابنا، لكن كل هذه الطُرُق لا […]