‘‘فَٱلْبَسُوا كَمُخْتَارِي ٱللهِ ٱلْقِدِّيسِينَ ٱلْمَحْبُوبِينَ أَحْشَاءَ رَأْفَاتٍ، وَلُطْفًا، وَتَوَاضُعًا، وَوَدَاعَةً، وَطُولَ أَنَاةٍ’’ (كولوسي 3: 12) كان إنسان مسافرًا من مدينة إلى أخرى، فوقع بين لصوص، فأخذوا ملابسه ومقتنياته وتركوه بعد أن ضربوه ضربًا مبرحًا. وبعد فترة قصيرة، صدف أنَّ كاهنًا كان نازلًا في تلك الطريق، فرآه ومضى في طريقه، ثمَّ مرّ مسافر آخر ولم يقدِّم له أي مساعدة. في النهاية، جاء إليه رجل سامري، فضمَّد جروحه وأتى به إلى فندق ليمضي الليلة فيه، وفي اليوم التالي، أعطى مالًا لصاحب الفندق وطلب إليه الاعتناء به. ورد مثل السامري الصالح في إنجيل لوقا 10: 25-37، وهو مثل رائع عن اللطف الإلهي ويُظهر أنَّ اللطف يتطلَّب غالبًا العطاء من ذاتنا، والتضحية بوقتنا، أو مخططاتنا، أو خصوصيَّتنا، أو رغباتنا الشخصيَّة. قطع السامري برنامج سفره لمساعدة رجل غريب، وبذل ذاته مقتديًا بمثال المسيح. وأيُّ مثال أفضل منه نقتدي به؟ فهو قدَّم لنا أعظم هدية لطف حين مات لكي نحيا. وقد يتطلَّب اللطف بذل مجهود كبير، وقد يعني أحيانًا مواجهة ظروف صعبة تستنزفنا عاطفيًّا وجسديًّا. لكن […]