مصادر

فبراير 6, 2022

بطيء الغضب

‘‘ٱجْتَازَ ٱلرَّبُّ قُدَّامَهُ (موسى)، وَنَادَى ٱلرَّبُّ: «ٱلرَّبُّ إِلَهٌ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، بَطِيءُ ٱلْغَضَبِ وَكَثِيرُ ٱلْإِحْسَانِ وَٱلْوَفَاءِ. حَافِظُ ٱلْإِحْسَانِ إِلَى أُلُوفٍ. غَافِرُ ٱلْإِثْمِ وَٱلْمَعْصِيَةِ وَٱلْخَطِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ لَنْ يُبْرِئَ إِبْرَاء’’ (خروج 34: 6-7) كان الله صبورًا دائمًا مع البشر عبر آلاف السنين بالرغم من سلوكهم في الخطيَّة والتمرُّد، وهو لم يُهلكهم بدينونته وغضبه بالرغم من تجديفهم عليه ورفضهم إيَّاه، وهو لا يزال يتأنَّى عليهم حتَّى اليوم لكي يتوبوا ويقبلوا ابنه يسوع. عندما أتأمُّل في صبر الله على الجنس البشري، أفكِّر في الأشخاص الذين أخبرهم عن المسيح ويرفضون التجاوب، وفي هؤلاء الذين ناشدتهم أن يؤمنوا بيسوع على مرّ السنين، لكنَّهم قسُّوا قلوبهم مقدِّمين أعذارًا قائلين: ‘‘قد أسلِّم حياتي للمسيح يومًا ما، لكنَّني لست مستعدًّا الآن’’، أو ‘‘أنا أنعم بحياة هانئة ولا أحتاج إلى مخلِّص’’، أو ‘‘إذا آمنت بالمسيح فسيرفضني أصدقائي’’، أو ‘‘أريد التحكُّم بحياتي بنفسي ولا أريد أن يملي عليّ الله ما سأفعله’’. يتذرَّعون بحجج كثيرة، لكن عندما ينتقلون إلى الأبديَّة هل ستنفعهم أعذارهم؟ عندما يحلّ يوم الغضب، لن نجد أمامنا مفرًّا ولا فرصة […]
فبراير 5, 2022

إعلانات الرؤيا تكمِّل الإنجيل

‘‘(ٱلَّذِي هُوَ ٱلْكَنِيسَةُ) ٱلَّتِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهَا، حَسَبَ تَدْبِيرِ ٱللهِ ٱلْمُعْطَى لِي لِأَجْلِكُمْ، لِتَتْمِيمِ كَلِمَةِ ٱللهِ… هَذَا ٱلسِّرِّ فِي ٱلْأُمَمِ، ٱلَّذِي هُوَ ٱلْمَسِيحُ فِيكُمْ رَجَاءُ ٱلْمَجْد’’ (كولوسي 1: 25-27) تحمل كلمة ‘‘إعلان’’ معنىً مهمًّا، وهو إظهار أمر مخفي أو الكشف عنه. بتعبير آخر، سفر الرؤيا هو سفر الإعلانات التي تكشف خطَّة الله المستقبليَّة. وقد أعلن الله خطَّته للرسول يوحنا عندما كان منفيًّا إلى جزيرة بطمس وهو في التسعينيات من العمر، وباركه وشعبه بأعظم رؤيا سماوية على الإطلاق، وهي إعلان يسوع المسيح. وتكمِّل هذه الرؤيا الإنجيل، وتمنح رجاءً وتعزية لكلّ مَن يثق بيسوع وتحذِّره بشدَّة في الوقت نفسه. عندما تقرأها، تذكَّر الأهداف الثلاثة من سفر الرؤيا: الرؤيا تتمِّم فهمنا لمقاصد الله المتعلِّقة بالتاريخ وبمستقبلنا. فهي تؤكِّد لنا أنَّه فيما يبدو العالم خارجًا عن السيطرة، هو لا يزال في قبضة الله، فهو يمسك أبناءه بيد محبَّته، ويعلن الكتاب المقدس من سفر التكوين حتَّى سفر الرؤيا أنَّ الله أعدَّ خطَّة لحياتنا وأنَّ يسوع هو محور هذه الخطَّة. الرؤيا تكشف خطر المساومة والهلاك […]
فبراير 2, 2022

علِّم أطفالك التقوى

‘‘إِنْ لَمْ يَبْنِ ٱلرَّبُّ ٱلْبَيْتَ، فَبَاطِلًا يَتْعَبُ ٱلْبَنَّاؤُون’’ (مزمور 127: 1) إنَّ تدريب الأطفال على محبَّة الرب وخدمته، وعلى اقتناء أحشاء رأفة تجاه الآخرين والسلوك الدائم في الإيمان هو المهمَّة الأسمى والأهمّ التي يضطلع بها الآباء. لذا، يجب أن نفرح فرحًا عظيمًا لأنَّ الرب دعانا وكلَّفنا بمهمَّة الأبوَّة. ولا تنسَ أبدًا أنَّك لا تدرِّب طفلك على الاضطلاع بدور في ملكوت الله على الأرض فحسب، بل على تولِّي مكانة واكتساب ميراث في السماء أيضًا. يتساءل الكثير من الآباء عن أهمّ درس يمكن أن يعلِّموه لأطفالهم. الجواب بسيط، فلا شيء يضاهي تعليم طفلك الغفران ومحبَّة الله، كما أنَّ إخباره عن نعمة يسوع المسيح المخلِّصة هو أسمى مهمَّة تقوم بها يومًا. يتعب الآباء والأمَّهات أحيانًا كثيرة في هذه العمليَّة ويقولون: ‘‘أنا أربِّي الأطفال’’ أو ‘‘أنا أعيل عائلتي’’، لكن يجب أن نعتبر أدوارنا كآباء امتيازًا، فنحن ندرِّب ورثة لملكوت الله، ونربِّي أطفالًا سوف يحدثون فرقًا في هذا العالم ويساهمون في امتداد ملكوت الله، ويحبُّون الآخرين في المسيح ويقودونهم إلى الخلاص، ويعيشون معكم في الأبدية، […]
فبراير 1, 2022

محبَّة غير مشروطة

‘‘وَلْتَكُنْ هَذِهِ ٱلْكَلِمَاتُ ٱلَّتِي أَنَا أُوصِيكَ بِهَا ٱلْيَوْمَ عَلَى قَلْبِكَ، وَقُصَّهَا عَلَى أَوْلَادِكَ’’ (تثنية 6: 6-7). أحد الأدوار التي يضطلع بها الآباء الأتقياء هو اقتناء أحشاء رأفة تجاه الآخرين، فأيوب درَّب أولاده على السخاء، وحسن الضيافة، وحسّ المسؤوليَّة، واللطف، ومراعاة مشاعر الآخرين، وعلى أن يكونوا قادة في بنيان الآخرين والمجتمع في روح وحدة وانسجام. ولا يعني هذا أنَّ أيوب علَّم أولاده المساومة لنيل استحسان الآخرين، لكنَّه درَّبهم على التمسُّك بمبادئهم مع إظهار محبَّة صادقة للغير. كيف نقتني أحشاء رأفة تجاه الآخرين؟ يجب علينا بدايةً أن نختبر محبَّة الله وأن نسعى إلى إظهارها للآخرين. ويختبر الأطفال محبَّة الله من خلال اختبار محبَّة والديهم، فكلَّما عبَّر الوالدان عن محبَّتهما لأطفالهما، أظهر هؤلاء رأفة تجاه الآخرين بصورة أسرع. طمئن أطفالك دومًا إلى أنَّ الله يحبُّهم حتَّى عندما يخالفون وصاياه. تعاطف معهم وعانقهم وقبِّلهم وربِّت على أكتافهم لتشجيعهم. ولا تربط محبَّتك لأطفالك بتصرُّفاتهم، بل أظهِر لهم أنَّك تحبُّهم محبَّة غير مشروطة كما يحبُّهم الله. فالله يحبُّنا لأنَّنا أبناءه الأحبَّاء وقد امتزنا عجبًا، وهكذا، تعلَّم […]
يناير 31, 2022

أظهِر إيمانك في سلوكك

‘‘لِيَضْبِطْ قَلْبُكَ كَلَامِي. ٱحْفَظْ وَصَايَايَ فَتَحْيَا’’ (أمثال 4: 4) احرص بصفتك أبًا تقيًّا على مساعدة عائلتك على السلوك في الإيمان بخطىً ثابتة، فهذا ما فعله أيوب الذي ثمَّن تمضية وقت مع أفراد عائلته والتواصل معهم، وهو لم يكتفِ بالتحدُّث معهم لكنَّه استمعَ إلى همومهم واحتياجاتهم وآرائهم. لا يعني الاتِّساق في إيماننا أنَّنا كاملون أو أنَّنا دائمًا على حق، بل أن نعطي الأولويَّة لعائلاتنا في وقتنا وجدول أعمالنا. ويعني الاتِّساق في الإيمان أيضًا أن نعكس إيماننا في سلوكنا وليس في كلامنا فحسب، فنصطحب أطفالنا إلى الكنيسة كلَّ يوم أحد ونرسلهم إلى مدرسة الأحد، ونصلِّي مع عائلتنا كلَّ يوم، ونحفظ معًا آيات من الكتاب المقدَّس، ونتحدَّث عن أمور الرب ومبادئ الكتاب المقدَّس بصورة طبيعيَّة ومستمرَّة. استغلّ كل لحظة في علاقتك بأطفالك لإرساء حقيقة محبَّة الله ومحبَّتك لهم في حياتهم، واجعل محبَّة الله وتعاليم الكتاب المقدَّس محور أحاديثك معهم عندما تتبادلون أطراف الحديث حول ما يشاهدونه على شاشة التلفاز أو يتعلَّمونه في المدرسة أو ما يسمعون أطفالًا آخرين يقولونه. واحرص على أن يكون […]
يناير 30, 2022

آمن بتدخُّل الله في عائلتك

‘‘فَضَعُوا كَلِمَاتِي هَذِهِ عَلَى قُلُوبِكُمْ وَنُفُوسِكُمْ… وَعَلِّمُوهَا أَوْلَادَكُمْ، مُتَكَلِّمِينَ بِهَا حِينَ تَجْلِسُونَ فِي بُيُوتِكُمْ، وَحِينَ تَمْشُونَ فِي ٱلطَّرِيقِ، وَحِينَ تَنَامُونَ، وَحِينَ تَقُومُونَ’’ (تثنية 11: 18-19) الخطوة الأولى لتصبح أبًا تقيًّا هي قبول المسيح مخلِّصًا لحياتك. إذا لم تطلب من الرب الدخول إلى قلبك وغفران خطاياك، فلن تتمكَّن من تلبية احتياجات أطفالك بصورة فعَّالة. فالرب هو مَن منحنا امتياز تربية الأطفال، وإذا أردنا أن ننال حكمة منه لتتميم مسؤوليَّاتنا بنجاح، يجب أن تكون لنا علاقة شخصيَّة به. الخطوة الثانية لتصبح أبًا تقيًّا هي الاتّكال على الله لعيش حياة القداسة والتشبُّه بالمسيح. الأطفال بارعون في تقليد الآخرين. وإذا كنَّا صادقين في سلوكنا بالإيمان، فهم سيقتدون بنا. فلْتَكُن محبَّتك لأطفالك راسخة في محبَّتك لله. فبمقدار محبَّتك لله ستُظهر محبَّةً لأطفالك وأفراد عائلتك. الخطوة الثالثة هي الاتِّضاع. يجب أن يدرك أطفالك أنَّك رأس العائلة، وإنَّما عليهم أن يعلموا أيضًا أنَّك ترتكب الأخطاء وأنَّك لا تتوانى عن طلب غفران الله. وعندما يسمعونك تصلِّي، تتغيَّر حياتهم، ويدركون فجأة أنَّ إيمانك راسخ في الله دون سواه. خصِّص […]
يناير 29, 2022

تربية قلوب أطفالنا

‘‘رَبِّ ٱلْوَلَدَ فِي طَرِيقِهِ، فَمَتَى شَاخَ أَيْضًا لَا يَحِيدُ عَنْهُ.’’ (أمثال 22: 6) توجد أمامنا فرصة مذهلة، نحن الآباء، للتركيز على تنشئة قلوب أطفالنا ومعتقداتهم. ويسعى بعض الآباء الجدد إلى تكرار الاختبارات التي عاشوها في الطفولة باعتبار أنَّها الأفضل، فيما يتعهَّد آخرون بعدم تكرار اختبارات المراهقة في حياة أطفالهم، محمِّلين آباءهم مسؤوليَّة طفولتهم التعيسة. ويبني آخرون أسلوبهم في التربية على توقعات آباء آخرين في أوساطهم الاجتماعية. لكن هل ينعكس إيمانك بالله في أي من مناهج التربية هذه؟ إذا أردنا نقل القيم الروحيَّة والأخلاقيَّة المصقولة إلى قلوب أطفالنا وشخصيَّاتهم وتنشئتها على البر، يجب أن نسلك في التقوى أمامهم وأن نحبَّهم محبَّة غير مشروطة وبدون محاباة. وتساعد قراءة الكتاب المقدَّس ومناقشته ضمن جلسات عائليَّة على غرس الحقائق الكتابيَّة في قلوب أطفالنا وأذهانهم، كما تفعل الصلاة وحفظ آيات من الكتاب المقدَّس. ويمكنك اعتماد طرق أخرى تمجِّد المسيح لتنمية محبَّة الله وإنجيله في حياة أطفالك. وهذا أمر رائع، لكن يجب أن تنعكس أفكارنا في أعمالنا، فمن السهل أن نستسلم فلا تعود قيادة الأطفال في […]
يناير 26, 2022

استمتع بالحياة

‘‘ٱخْتَرْتُ طَرِيقَ ٱلْحَقِّ. جَعَلْتُ أَحْكَامَكَ قُدَّامِي’’ (مزمور 119: 30) يتوق كلّ إنسان إلى عيش حياته والاستماع بها إلى التمام، فتصبح العوامل التي تعرقلها أو تعيقها سببًا للكراهية والحقد الانزعاج في قلبه. ونحن نكره الأمراض والمعرقلات وكلّ ما ينتقص من قيمة حياتنا أو يدمِّرها. عندما خلقنا الله، وضع فينا رغبة في الاستمتاع بالحياة، لكنَّ الخطيَّة في جنَّة عدن جلبت لعنة المرض والموت إلى حياتنا. ومهما طالت أيَّامنا، سوف نواجه الموت لا محالة. يعيش معظم الناس حياتهم إمَّا خائفين من الموت أو في حالة إنكار تام لحتميَّته. والحقيقة هي أنَّ الجسد يفنى، لكن عندما نؤمن بيسوع ونثق به، فهو يمنحنا يقينًا بأنَّنا نلنا الحياة الأبدية. ففي المسيح، ننال روحًا جديدة، ونتجدَّد كلَّ يوم. وكلَّما أمضيت وقتًا في محضر المسيح، ازددتَ نشاطًا وانتعاشًا، وكلَّما التصقت بكلمته، ازددتَ حيويَّةً، وكلَّما طلبتَ وجهه، عظُمَ انتصارك لأنَّك ثبَّتّ نظرك على الله وعلى ما هو أبديّ. صلاة: يا رب، أشكرك لأجل عطيَّة الحياة، وضمانة الحياة الأبديَّة في المسيح. أريد أن أطلب وجهك طيلة أيام حياتي. أصلي باسم […]
يناير 25, 2022

دواء للإحباط

‘‘أَرْسِلْ نُورَكَ وَحَقَّكَ، هُمَا يَهْدِيَانِنِي وَيَأْتِيَانِبِي إِلَى جَبَلِ قُدْسِكَ وَإِلَى مَسَاكِنِكَ’’ (مزمور 43: 3) كان كاتب المزمور 42 يشعر بالإحباط، ربَّما بسبب معاناته مشكلة مزمنة، ثمَّ اُعلنت له حقيقة حوَّلت مشاعر الإحباط لديه إلى أفكار رجاء، فكتب: ‘‘لِمَاذَا أَنْتِ مُنْحَنِيَةٌ يَا نَفْسِي؟ وَلِمَاذَا تَئِنِّينَ فِيَّ؟ تَرَجَّيِ ٱللهَ، لِأَنِّي بَعْدُ أَحْمَدُهُ، خَلَاصَ وَجْهِي وَإِلَهِي’’ (مزمور 42: 5-6، 11). ينتج الاكتئاب العاطفي عن الغضب أو خيبة الأمل أو الإحباط. وإذا لهجنا في هذه المشاعر، تخور قوانا. وإذا لم نلجأ إلى الله في وسط الصعوبات، فإنَّها تستنزفنا وتهزمنا. عندما يصيبك الإحباط والتعب، هل تشعر بالحاجة إلى حكمة الله وإرشاده وحمايته؟ إذا كانت هذه حالك، صلِّ معي: ‘‘يا رب، أرِني وجهك، وساعدني على فهم ما يجب عليّ معرفته عن هذا الوضع، وعلِّمني كيفيَّة التعامل معه’’. يستجيب لنا الله عندما نطلب وجهه، (متَّى 7: 8) وتتلاشى مشاعر اليأس والكراهية، والحقد، والحسد، والمرارة. هل تواجه مشكلة تسبِّب لك البؤس؟ اطلب من الله أن يرسل إليك نوره وحقَّه لإرشادك. صلاة: يا رب، ساعدني أن أفهم مشاعر القلق […]
يناير 24, 2022

حياة لها معنى

‘‘لَكِنِ ٱطْلُبُوا أَوَّلًا مَلَكُوتَ ٱللهِ وَبِرَّهُ، وَهَذِهِ كُلُّهَا تُزَادُ لَكُمْ’’ (متى 6: 33). لا تولِّد مساعينا الدنيويَّة بمعظمها سوى الفراغ والبؤس وخيبة الأمل، فالحياة التي تفتقر إلى قيادة الله هي حياة بلا هدف ولا معنى. لكنَّنا نشكر الله لأنَّه أوجد لنا طريقًا أفضل! فالحياة التي نعيشها في شركة مع الله بالخضوع لسلطان كلمته والسلوك وفق المبادئ الواردة في كلمته هي حياة لها معنى. هذه الحياة مليئة بالأهداف، وهي تبعث إلى الشعور بالفرح والرضى. إنَّها بركة لك وللآخرين، والأهمّ من ذلك كلِّه هو أنَّها بركة لله أيضًا. والخبر السار هو أنَّ الأشخاص الذين يتمتَّعون بعلاقة شخصيَّة بابن الله لا يجدون الاكتفاء في هذه الحياة فحسب، لكنَّهم يعرفون يقينًا أنَّه سيأتي يوم يتمتَّعون فيه بمعرفة كاملة وأجساد مثالية وذكريات مثالية وقدرة تحمُّل مثالية. وهم يختبرون ملء الحياة لأنَّهم يعرفون هويَّتهم في المسيح ويدركون أنَّهم خاصَّته. هم يعرفون الهدف من حياتهم ويدركون وجهتهم النهائية. عندما تلجأ إلى الله وحده، وتستند إلى حقِّه ومقاصده وكلمته، يصبح لحياتك المعنى الذي تصبو إليه. صلاة: يا رب، […]
يناير 23, 2022

طهِّر نفسك

‘‘أمَّا أَنَا فَعَلَى رَحْمَتِكَ تَوَكَّلْتُ. يَبْتَهِجُ قَلْبِي بِخَلَاصِكَ’’ (مزمور 13: 5) جاء صبي صغير إلى بيته مسرعًا بعد أن كان يلعب في الخارج، فاستوقفته والدته وسألته: ‘‘بمَ لطَّخت يدك اليمنى؟’’ فأجاب: ‘‘بقليل من الوحل’’ فسألته: ‘‘هل تنوي تنظيف يدك؟’’ ‘‘بالطبع يا أمي، سأمسحها بيدي الأخرى’’. المشكلة في خطَّة الصبي هي أنَّ يدًا متَّسخة ويدًا نظيفة تساويان يدين متَّسختَين. هذه هي حال الكثير من الأشخاص، ففي قرارة أنفسهم هم يدركون خطيَّتهم وتمرُّدهم وحاجتهم إلى تطهير أنفسهم، لكنَّهم يعتقدون أنَّ باستطاعتهم تطهير أنفسهم من خلال أعمالهم الصالحة أو فعل الخير. ومثلما وضعت الأم يد ابنها تحت المياه الجارية لغسلها، عليك أنتَ أيضًا أن تغسل حياتك بدم يسوع المسيح. فيسوع القائم من بين الأموات يستطيع وحده أن يطهِّرك من الخطيَّة، وأن يحوِّل وجهتك من الجحيم إلى السماء. تكمن داخل كلَّ واحد منَّا حاجة إلى القيام بأمور بنفسه، وإلى الاعتماد على ذاته. وإذا واجهنا مشكلة، فإنَّنا نسعى إلى حلِّها، وإذا احتجنا إلى شيء ما، فإنَّنا نحاول الحصول عليه، وتنسحب هذه الحاجة إلى الاستقلاليَّة على […]
يناير 20, 2022

عواقب عدم الطاعة

واجه ابراهيم عواقب تحايله على خطَّة الله المتعلِّقة بنسله. فبعد ولادة اسحق، تسلَّل الغضب والاستياء إلى قلب اسماعيل، الطفل الذي أنجبته هاجر لابراهيم. ‘‘وَرَأَتْ سَارَةُ ٱبْنَ هَاجَرَ ٱلْمِصْرِيَّةِ ٱلَّذِي وَلَدَتْهُ لِإِبْرَاهِيمَ يَمْزَحُ، فَقَالَتْ لِإِبْرَاهِيمَ: «ٱطْرُدْ هَذِهِ ٱلْجَارِيَةَ وَٱبْنَهَا، لِأَنَّ ٱبْنَ هَذِهِ ٱلْجَارِيَةِ لَا يَرِثُ مَعَ ٱبْنِي إِسْحَاقَ». فَقَبُحَ ٱلْكَلَامُ جِدًّا فِي عَيْنَيْ إِبْرَاهِيمَ لِسَبَبِ ٱبْنِهِ’’ (تكوين 21: 9-11). وهكذا، تعلَّم ابراهيم بالطريقة الصعبة أنَّ الحيدان عن طريق الله يؤدي إلى البؤس، وأدرك أنَّ وعود الله صادقة وأمينة، لكنَّه وقع مرارًا في شرك أكاذيب الشيطان، وضعف إيمانه. لكنَّ يسوع قال لنا: ‘‘وَتَعْرِفُونَ ٱلْحَقَّ، وَٱلْحَقُّ يُحَرِّرُكُمْ’’ (يوحنا 8: 32)، وهو لم يقصد المعرفة البحتة للحق، بل الخضوع له أيضًا. كان يتحدَّث عن حقّ رسالة الإنجيل وهو أنَّنا لمَّا كنَّا في حاجة إلى مخلِّص، لبَّى الله هذا الاحتياج مقدِّمًا يسوع ذبيحة كفَّارة عن خطايانا لكي يمنحنا الخلاص بالنعمة، وليس لنا أيُّ فضل في هذا العمل، بل إنَّ الحقّ حرَّرنا وغيَّرنا لنصير على شبه المسيح بينما نثق به ونتبعه. افرح وتهلَّل لأنَّك مهما تعثَّرت […]