مصادر

يونيو 29, 2021

ما معنى الصداقة التقيَّة؟

“قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15) الصداقة التقيَّة هي علاقة داعمة، مليئة بالخدمة والمودة المتبادلة. الأصدقاء الأتقياء ينكرون ذواتهم ويهتمون بأحبائهم، ويسعون إلى إسعاد أصدقائهم، ويفرحون لنجاحهم، ويحزنون لحزنهم وألمهم. يستمتع الأصدقاء الأتقياء بخدمة بعضهم البعض وتحمُّل بعضهم البعض. قال يسوع “لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ مِنْ هذَا: أَنْ يَضَعَ أَحَدٌ نَفْسَهُ لأَجْلِ أَحِبَّائِهِ” (يوحنا 15: 13). الصداقات التقيَّة هي صداقات مُضحيَّة ومُغيِّرة للحياة، والعلاقة الحميمة التي نتوق إليها سوف نجدها في المسيح، وتُعبِّر عنها الصداقات التقيَّة. قال يسوع لتلاميذه “قَدْ سَمَّيْتُكُمْ أَحِبَّاءَ (أصدقاء) لأَنِّي أَعْلَمْتُكُمْ بِكُلِّ مَا سَمِعْتُهُ مِنْ أَبِي” (يوحنا 15: 15). الصديق التقي يُعطَى معلومات لا يعرفها أي شخص آخر، مما يبني علاقة حميمة ثمينة. الصداقات التقيَّة هي صداقات مُثمِرة. لا أحد في الكون يريدك أن تكون في أفضل أحوالك أكثر من الله – وهو يعلم أنك ستكون كذلك عندما تكون مُحِبًا للآخرين. يسوع يحبك بمحبة غير مشروطة، والصداقات التقيَّة تُشكَّل بالمحبة غير المشروطة. بينما ننمو في صفات الصديق التقي، يجب […]
يونيو 28, 2021

صداقة تقيَّة

“اَلْمُكْثِرُ الأَصْحَابِ يُخْرِبُ نَفْسَهُ، وَلكِنْ يُوجَدْ مُحِبٌّ أَلْزَقُ مِنَ الأَخِ” (أمثال 18: 24) في الإصحاح الرابع من سفر الجامعة رأى سليمان الوحدة والعزلة وأصيب بالإحباط، إلى أن اكتشف قوة الرِفقة التقيَّة. كتب سليمان: اِثْنَانِ خَيْرٌ مِنْ وَاحِدٍ، لأَنَّ لَهُمَا أُجْرَةً لِتَعَبِهِمَا صَالِحَةً. لأَنَّهُ إِنْ وَقَعَ أَحَدُهُمَا يُقِيمُهُ رَفِيقُهُ. وَوَيْلٌ لِمَنْ هُوَ وَحْدَهُ إِنْ وَقَعَ، إِذْ لَيْسَ ثَانٍ لِيُقِيمَهُ. أَيْضًا إِنِ اضْطَجَعَ اثْنَانِ يَكُونُ لَهُمَا دِفْءٌ، أَمَّا الْوَحْدُ فَكَيْفَ يَدْفَأُ؟ وَإِنْ غَلَبَ أَحَدٌ عَلَى الْوَاحِدِ يَقِفُ مُقَابَلَهُ الاثْنَانِ، وَالْخَيْطُ الْمَثْلُوثُ لاَ يَنْقَطِعُ سَرِيعًا. (جامعة 4: 9-12) يخبرنا الكتاب المقدس أننا يجب أن نشجع بعضنا البعض، ونُصلِّي من أجل بعضنا البعض، وندعم بعضنا البعض، ونحمي بعضنا البعض، ونحمل بعضنا أثقال البعض، فكما نقرأ في الكتاب المقدس: “الْحَدِيدُ بِالْحَدِيدِ يُحَدَّدُ، وَالإِنْسَانُ يُحَدِّدُ وَجْهَ صَاحِبِهِ” (أمثال 27: 17). كمؤمنين، نحن مدعوون لأن نحب بعضنا البعض. نقرأ في الأمثال 17: 17 أن “اَلصَّدِيقُ يُحِبُّ فِي كُلِّ وَقْتٍ”، ويقول يسوع في إنجيل يوحنا “هذِهِ هِيَ وَصِيَّتِي أَنْ تُحِبُّوا بَعْضُكُمْ بَعْضًا كَمَا أَحْبَبْتُكُمْ. لَيْسَ لأَحَدٍ حُبٌّ أَعْظَمُ […]
يونيو 27, 2021

ألزق من الأخ

“وَأَمَّا ثَمَرُ الرُّوحِ فَهُوَ: مَحَبَّةٌ، فَرَحٌ، سَلاَمٌ، طُولُ أَنَاةٍ، لُطْفٌ، صَلاَحٌ، إِيمَانٌ (أمانة)، وَدَاعَةٌ، تَعَفُّفٌ. ضِدَّ أَمْثَالِ هذِهِ لَيْسَ نَامُوسٌ” (غلاطية 5: 22-23) سواء أدركنا ذلك أم لا، فإن الأمانة هي جوهر كل العلاقات، وهي التي تحمي الأُسَر والمجتمعات من الانهيار. الأمانة هي العامل الوحيد الذي لديه القدرة على حثنا على المثابرة في أوقات الفشل والحزن. كتب كاتب المزمور: “أَحِبُّوا الرَّبَّ يَا جَمِيعَ أَتْقِيَائِهِ. الرَّبُّ حَافِظُ الأَمَانَةِ، وَمُجَازٍ بِكِثْرَةٍ الْعَامِلَ بِالْكِبْرِيَاءِ”ً (مزمور 31: 23)، لذلك ليس من المستغرب أن يعد الرسول بولس الأمانة واحدة من ثمر الروح. من أول الأشياء التي نتعلمها عن الله حقًا هي أنه أمين. منذ الطفولة ونحن نرنم ترنيمة “يسوع يحبني”، ونعلم أن هذه هي الحقيقة، وبغض النظر عما فعلناه في الماضي أو ما سنفعله في المستقبل، فإن محبة الله لنا لا تتغير أبدًا، فهي صادقة وأبدية وغير محدودة. بعيدًا عن محبة الله الصادقة التي لا تتغيَّر، فإن نعمته المذهلة هي الحافز لتوبتنا حتى تكون لنا حياة جديدة في المسيح، تبدأ منذ لحظة ولادتنا ثانيةً من […]
يونيو 26, 2021

اختيار الطاعة

“وَهذِهِ هِيَ الْمَحَبَّةُ: أَنْ نَسْلُكَ بِحَسَبِ وَصَايَاهُ” (2يوحنا 1: 6) كتب تشارلز سبيرجن في كتاب تأملاته بعنوان “صباحًا ومساءً” إن “أول ما يطلبه الله من أولاده هو الطاعة”. لكن الطبيعة البشرية غالبًا ما تتمرَّد على الطاعة. يمتلئ الكتاب المقدس بأمثلة لأفراد عصوا الله. أكل آدم وحواء من الشجرة التي أمرهما الله ألا يأكلا منها، وزوجة لوط نظرت بكل جرأة إلى الوراء لترى دمار سدوم، ورفض يونان الذهاب إلى نينوى، وموسى أيضًا ضرب الصخرة بدلاً من التحدُّث إليها كما أمر الله. يمكننا جميعًا أن نتذكَّر مواقف لم نكن فيها طائعين – سواء لشخصية ذات سُلطة، أو لقانون البلد، أو لمبدأ كتابي، ونتذكَّر على الأرجح عقابنا والعواقب التي عانينا منها، فالعصيان يجلب الشعور بالذنب والحزن والخزي. ليس هناك متعة في أن نحيا على طريقتنا الخاصة، بل هذا يجلب الحزن لأبينا السماوي لأنه يشتاق إلى سيرنا معه، وعصياننا يفصلنا عنه. ومع ذلك، فإن الله يهبنا نعمته حتى عندما لا نطيع كلمته. لهذا، يجب أن نطلب غفران الله بقلب تائب وأن نتعلَّم من عواقب […]
يونيو 25, 2021

تحدِّي بقدر تحدِّي يونان

“طُوبَى لِلرَّجُلِ الَّذِي يَحْتَمِلُ التَّجْرِبَةَ، لأَنَّهُ إِذَا تَزَكَّى يَنَالُ «إِكْلِيلَ الْحَيَاةِ» الَّذِي وَعَدَ بِهِ الرَّبُّ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ” (يعقوب 1: 12). بعد أن سمح يونان لله أن يستخدمه، نرى أعظم معجزة في سفر يونان وهي خلاص أهل نينوى. لقد شَهَدَ هؤلاء الوثنيون القساة واحدة من أعظم النهضات في تاريخ الكتاب المقدس. فَآمَنَ أَهْلُ نِينَوَى بِاللهِ وَنَادَوْا بِصَوْمٍ وَلَبِسُوا مُسُوحًا مِنْ كَبِيرِهِمْ إِلَى صَغِيرِهِمْ. وَبَلَغَ الأَمْرُ مَلِكَ نِينَوَى، فَقَامَ عَنْ كُرْسِيِّهِ وَخَلَعَ رِدَاءَهُ عَنْهُ، وَتَغَطَّى بِمِسْحٍ وَجَلَسَ عَلَى الرَّمَادِ… فَلَمَّا رَأَى اللهُ أَعْمَالَهُمْ أَنَّهُمْ رَجَعُوا عَنْ طَرِيقِهِمِ الرَّدِيئَةِ، نَدِمَ اللهُ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي تَكَلَّمَ أَنْ يَصْنَعَهُ بِهِمْ، فَلَمْ يَصْنَعْهُ. (يونان 3: 5-6، 10) ربما تُشكِّك في قدراتك أو فصاحتك في مشاركة الآخرين بالمسيح، وقد تتردد بشأن التحدُّث عن الإيمان مع شخص بغيض أو مكروه، لكن عندما تسمح للروح القدس أن يعمل من خلالك، ستحدث أمور مذهلة. عندما نقدم إنجيل يسوع المسيح الحقيقي ونعيش كمسيحيين حقيقيين، يكون تأثيرنا أكبر مما نتصوَّر. هل يدعوك الله اليوم للقيام بمهمة بحجم مهمة يونان؟ قد لا يدعوك […]
يونيو 24, 2021
praying the word

الصلاة بالكلمة

“يَا رَبُّ، اسْمَعْ صَلاَتِي، وَأَصْغِ إِلَى تَضَرُّعَاتِي. بِأَمَانَتِكَ اسْتَجِبْ لِي، بِعَدْلِكَ” (مزمور 143: 1) عندما ندرس سفر يونان، غالبًا ما نركز على الرحلة المعجزية التي اختبرها يونان داخل سمكة عملاقة: “وَأَمَّا الرَّبُّ فَأَعَدَّ حُوتًا عَظِيمًا لِيَبْتَلِعَ يُونَانَ. فَكَانَ يُونَانُ فِي جَوْفِ الْحُوتِ ثَلاَثَةَ أَيَّامٍ وَثَلاَثَ لَيَالٍ” (يونان 1: 17)، لكن القصة الأعظم هي التغيير الذي نراه يحدث بداخل يونان في صلاته النموذجية التي صلَّاها في تلك الرحلة تحت الماء. ليس هناك ما يقربنا من الرب أكثر من أن نكون في بطن سمكة. عندما نجتاز في آلامٍ شديدة، فإن أفضل شيء يمكننا القيام به هو أن نسكب قلوبنا أمام الله. اقرأ يونان ٢. لماذا تُعَد صلاة يونان مثالًا لنا؟ لأن يونان صلَّى بكلمات الكتاب المقدس؛ فالعديد من الكلمات التي استخدمها تأتي من سفر المزامير. يقول يونان 2: 9 “أَمَّا أَنَا فَبِصَوْتِ الْحَمْدِ أَذْبَحُ لَكَ، وَأُوفِي بِمَا نَذَرْتُهُ. لِلرَّبِّ الْخَلاَصُ”. قارن هذا بمزمور 96: 1-2 ” رَنِّمُوا لِلرَّبِّ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً. رَنِّمِي لِلرَّبِّ يَا كُلَّ الأَرْضِ. رَنِّمُوا لِلرَّبِّ، بَارِكُوا اسْمَهُ، بَشِّرُوا مِنْ يَوْمٍ […]
يونيو 23, 2021
handling storms

التعامُل مع العواصف

“إِنِّي كُلُّ مَنْ أُحِبُّهُ أُوَبِّخُهُ وَأُؤَدِّبُهُ. فَكُنْ غَيُورًا وَتُبْ” (رؤيا 3: 19) هناك طرق عديدة للتعامل مع العواصف؛ يمكننا أن نحاول الهَرَب من مصدرها، أو نُبقِي أنفسنا مشغولين لكي لا يكون لدينا لحظة راحة للتفكير في مشاكلنا. لكن هذه الأساليب البشرية لن توقف العاصفة ولن تساعدنا على التعلُّم منها واستخدامها لخيرنا وخير الآخرين. لكن كيف يريدنا الله أن نتعامل مع عواصفنا؟ إنه يريدنا أن نخضع بأمانة لإرادته، ونكون خُدَّامًا راغبين في فعل كل ما يدعونا لفعله. عندما واجه يونان عاصفته، كان يعرف ما ينبغي أن يفعله، فقال للملَّاحين: “خُذُونِي وَاطْرَحُونِي فِي الْبَحْرِ فَيَسْكُنَ الْبَحْرُ عَنْكُمْ، لأَنَّنِي عَالِمٌ أَنَّهُ بِسَبَبِي هذَا النَّوْءُ الْعَظِيمُ عَلَيْكُمْ” (يونان 1: 12). لقد عرف يونان أن الله القدير لن يدع تمرُّده يمر هكذا، وكان يعلم أنه لن يستطيع أن يختبئ من الله، لذا، عندما طلب من الملَّاحين أن يلقوا به في البحر، كان ذلك بمثابة إعلان منه أنه لن يستمر في الهروب من الله.عندما استسلم يونان لله “وَقَفَ الْبَحْرُ عَنْ هَيَجَانِهِ” (يونان 1: 15). أحيانًا تظل […]
يونيو 22, 2021
storm

العواصف التي نتسبَّب فيها

“إِنِ اعْتَرَفْنَا بِخَطَايَانَا فَهُوَ أَمِينٌ وَعَادِلٌ، حَتَّى يَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَيُطَهِّرَنَا مِنْ كُلِّ إِثْمٍ” (1يوحنا 1: 9) يمكننا أن نُرجِع العواصف التي تواجهنا إلى ثلاثة مصادر رئيسية؛ هناك عواصف من صُنعِنا كنتيجة مباشرة للخطية في حياتنا، وعواصف تكون بسبب سلوك أشخاص آخرين، وأخرى الهدف منها فقط هو اختبارنا. اقرأ يونان ١: ٤- ١٦. كانت العاصفة في حالة يونان نتيجة مباشرة لعصيانه، وعندما تنجم العواصف عن خطايانا، يجب علينا أن نتوب أولاً عن تلك الخطايا قبل أن نحاول التغلُّب على العواقب. يَا ابْنِي لاَ تَحْتَقِرْ تَأْدِيبَ الرَّبِّ، وَلاَ تَخُرْ إِذَا وَبَّخَكَ. لأَنَّ الَّذِي يُحِبُّهُ الرَّبُّ يُؤَدِّبُهُ.. إِنْ كُنْتُمْ تَحْتَمِلُونَ التَّأْدِيبَ يُعَامِلُكُمُ اللهُ كَالْبَنِينَ. فَأَيُّ ابْنٍ لاَ يُؤَدِّبُهُ أَبُوهُ؟.. وَلكِنَّ كُلَّ تَأْدِيبٍ فِي الْحَاضِرِ لاَ يُرَى أَنَّهُ لِلْفَرَحِ بَلْ لِلْحَزَنِ. وَأَمَّا أَخِيرًا فَيُعْطِي الَّذِينَ يَتَدَرَّبُونَ بِهِ ثَمَرَ بِرٍّ لِلسَّلاَمِ. (عبرانيين 12: 5-7، 11) صلاة: يا رب، أرني إن كانت هناك خطية في حياتي تتسبب في حدوث عاصفة. أتوب وأعرف أنك تؤدب من تحب، لذا سأسعى لأطيعك يا أبي المُحِب. أُصلِّي في اسم […]
يونيو 15, 2021

استسلم لرؤية الله

“وَأَمَّا أَنْتُمْ فَجِنْسٌ مُخْتَارٌ، وَكَهَنُوتٌ مُلُوكِيٌّ، أُمَّةٌ مُقَدَّسَةٌ، شَعْبُ اقْتِنَاءٍ، لِكَيْ تُخْبِرُوا بِفَضَائِلِ الَّذِي دَعَاكُمْ مِنَ الظُّلْمَةِ إِلَى نُورِهِ الْعَجِيبِ” (1بطرس 2: 9) لم تكن دعوة الله ليونان للشهادة لأهل نينوى مهمة سهلة؛ فهم لم يكونوا وثنيين مسالمين ومتساهلين. كانت هذه المدينة الكبيرة هي عاصمة الإمبراطورية الآشورية القديمة، ويُعرف شعبها بعنفه وقسوته. سرعان ما نسي يونان سيادة الله وعنايته واستسلم لذعره ومخاوفه، فهرب بعيدًا عن الله قدر استطاعته في الاتجاه المعاكس لدعوته. كانت نينوى في العراق الحالي، وكانت ترشيش في إسبانيا الحالية. لكن مشكلة يونان لم تكن جغرافية، بل روحية. كانت ترشيش هي المكان الذي اختاره يونان، وليست اختيار الله. تمثل ترشيش بالنسبة لنا المكان الذي نعتقد أنه يمكننا أن نخدم فيه الله وأنه حيثُ نريد أن نكون. إنه المكان الذي نقول فيه “يارب، كل الأماكن تشبه بعضها البعض، وهذا المكان به الكثير من العمل، وأنا أريد أن أخدم به”، كما لو أننا نعرف أفضل من الكُلِّي المعرفة والكُلِّي الحِكمة. ترشيش هو ذلك المكان في حياتك الذي تجد فيه ما […]
يونيو 14, 2021

الهروب إلى ترشيش

“أَيْنَ أَذْهَبُ مِنْ رُوحِكَ؟ وَمِنْ وَجْهِكَ أَيْنَ أَهْرُبُ؟ إِنْ صَعِدْتُ إِلَى السَّمَاوَاتِ فَأَنْتَ هُنَاكَ، وَإِنْ فَرَشْتُ فِي الْهَاوِيَةِ فَهَا أَنْتَ” (مزمور 139: 7-8) . هل سبق لك أن رغبت في أمر ما بشدة حتى أنك قضيت ساعات وساعات في الصلاة من أجله، على الرغم من أنك كنت تعرف في قلبك أنه لم يكن بحسب مشيئة الله؟ ماذا حدث عندما لم يتحقق هذا الأمر؟ هل قبلت ذلك كجزء من خطة الله لك، أم أنك أدرت ظهرك لله في حالة من الغضب والإحباط؟ لن يجعلنا الهروب من الله نصل إلى أي مكان، ومهما حاولنا الهرب منه، فهو حاضر معنا. إن مشيئة الله لحياتنا أفضل بكثير من أي خطة يمكننا تصوُّرها، لكن يونان اختار اتباع خطة أخرى. “فَقَامَ يُونَانُ لِيَهْرُبَ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ، فَنَزَلَ إِلَى يَافَا وَوَجَدَ سَفِينَةً ذَاهِبَةً إِلَى تَرْشِيشَ، فَدَفَعَ أُجْرَتَهَا وَنَزَلَ فِيهَا، لِيَذْهَبَ مَعَهُمْ إِلَى تَرْشِيشَ مِنْ وَجْهِ الرَّبِّ” (يونان 1: 3). بدلًا من أن يمتلئ يونان بالامتنان لله لأنه دعاه للقيام بأشياء عظيمة، صعد إلى سفينة كانت […]
يونيو 13, 2021

دعوة صعبة

“إِنَّمَا اتَّقُوا الرَّبَّ وَاعْبُدُوهُ بِالأَمَانَةِ مِنْ كُلِّ قُلُوبِكُمْ، بَلِ انْظُرُوا فِعْلَهُ الَّذِي عَظَّمَهُ مَعَكُمْ” (1صموئيل 12: 24) لم يَعِدْنا الله أبدًا بحياة سهلة، وقد يدعونا أحيانًا أثناء خدمتنا له للقيام بمهام صعبة أو حتى مُخيفة. نقرأ في العهد القديم رحلة يونان النبي الذي واجه هو أيضًا دعوة صعبة من الله. يمكن تلخيص موقف يونان المبدئي من دعوته للشهادة لأهل نينوى في هذه الكلمات: “بالتأكيد لست أنا، وبالتأكيد ليس هم!” لقد اختبرنا جميعًا هذا الشعور في مرحلة ما من حياتنا – سواء في موقف عام من عدم الرغبة في الشهادة أو في موقف محدد وجدناه مُحرِجًا أو معقَّدًا. مثل كثيرين منا، لم يكن يونان مستعدًا للخروج من منطقة راحته؛ فقد كان سعيدًا بخدمة الله عندما كانت المهام سهلة وممتعة، لكنه قاوم دعوة الله عندما كان ذلك يعني ارتفاعًا أكبر في الخدمة. صلاة: ساعدني يارب لكي أكون مُنفتِحًا ومُطيعًا لكل ما تريد أن تقوله لي، حتى وإن كان سيُخرجني من منطقة راحتي. أُصلِّي في اسم يسوع. آمين.
يونيو 12, 2021

استدعاء الله

“وَقَالَ لِلْجَمِيعِ: إِنْ أَرَادَ أَحَدٌ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي، فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ وَيَحْمِلْ صَلِيبَهُ كُلَّ يَوْمٍ، وَيَتْبَعْنِي” (لوقا 9: 23). هل سبق أن أوكل الله إليك مهمة ما خلقت لديك إحساسًا بالذعر أو الرهبة؟ ربما دعاك لقيادة مجموعة صغيرة في بيتك، أو ربما كان هناك شخص معين في حياتك يحتاج إلى سماع الإنجيل، وبدلاً من أن تفرح بهذه المسئولية حاولت أن تهرب منها. غالبًا ما ندَّعي أننا نريد أن يستخدمنا الله، لكننا في الواقع نعني هذا بشروطنا فقط. تُعلِن كلماتنا بصوتٍ عالٍ “هأنذا يا رب، استخدمني كيفما تشاء”، لكن قلوبنا تهمس قائلةً “يا رب، أريد أن أخدمك، فقط إذا كان هذا يعني العمل في ذلك المشروع أو تلك الخدمة، فأنا بالتأكيد لا أريد أن أشهد لهذا الشخص بالتحديد أو لتلك المجموعة بصفة خاصة”. أفضل مثال لهذا التوجُّه نجده في الكتاب المقدس في قصة يونان؛ فنرى رجلاً خدم الله بأمانة في الماضي لكنه قاوم دعوة الله عندما أصبحت أقل راحة: “وَصَارَ قَوْلُ الرَّبِّ إِلَى يُونَانَ بْنِ أَمِتَّايَ قَائِلًا: قُمِ اذْهَبْ إِلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ […]